كيف نجحت ألمانيا بالحد من وفيات فيروس كورونا ؟

Read Time:4 Minute, 42 Second

جاسم محمد

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تواجه ألمانيا إلى جانب دول أوروبا والعالم “كارثة” فيروس كورونا المستجد، ورغم ماتبذله هذه الحكومات من جهود، فان الإجراءات التي اعتمدتها ألمانيا ودول أوروبا، والغرب كانت متأخرة وكذلك ضعيفة. الآن هناك جهود حثيثة في محاربة، كورونا، ربما تظهر نتائجها أفضل بالحد من الإصابات والوفيات في الأسابيع المقبلة، هذا لو تحدثنا عن الحالة الألمانية.أظهرت إحصاءات لمعهد روبرت كوخ الألماني للأمراض المعدية يوم  30 مارس 2020  أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد ارتفع إلى 57298 كما زاد عدد الوفيات إلى 455. وأوضحت الإحصاءات أن عدد الإصابات زاد بواقع 4751 مقارنة مع اليوم السابق بينما ارتفع عدد الوفيات 66.لم تنجح رسالة المستشارة الألمانية ميركل بطمئنة المواطن الألماني، بسبب تفشي فيروس كورونا في ألمانيا والعالم، إلى حد أن يكون اكبر بكثير من قدرة الحكومات الأوروبية. كلمة ميركل منتصف مارس الجاري 2020، التي ذكرت فيها بان أكثر من 60% من الشعب الألماني سوف يصابون بفيروس كورونا، تتناقض مع كلمتها الأخيرة.المواطن في ألمانيا وكذلك في دول أوروبا، يشعر بالهلع، بسب عجز قدرة المختبرات من إيجاد لقاح ولو مؤقت للحد من ارتفاع الإصابات، ماعدا ذلك طلب الحكومة الألمانية من المصابين اعتماد الحجر الذاتي والبقاء في بيوتهم، أفضل من مراجعة المراكز الصحية، كون ذلك يمثل”ضغط” على تلك المؤسسسات من وجهة نظر الحكومة، افقد المواطن بقدرات الحكومة بتوفير الرعاية الطبية اللازمة.الحكومة الألمانية من جانبها تعمل مابوسعها، هناك تحسن بطيء في الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، ربما هي غير صارمة، لكن ممكن أن تكون أكثر شدة مستقبلا. لم تأتي نتائج في الوقت الحاضر لكن ممكن خلال العشرة أيام القادمة أو أسبوعين تظهر نتائج أفضل.

اتخذت ألمانيا جملة إجراءات لتقليل كارثة وباء كورونا وهي:

ـ مشاركة الجيش الالماني : إن مشاركة الجيش، كانت خطوة ايجابية استثمرتها ألمانيا بطريقة مختلفة وغير تقليدية، أي عدم عسكرة الشارع، بل بعزيز الدعم اللوجستي إلى المؤسسات الطبية مثل نقل المصابين وبناء المستشفيات الميدانية وربما الفحص السريع، إلى جانب مشاركة الأطباء من داخل الجيش. وأن كل طلب مساعدة من الهيئات المدنية يتم تحويله والبت فيه عن طريق مراكز القيادة المحلية إلى قيادة المهام الإقليمية للجيش في العاصمة برلين.

ـ إعلان التعبئة: استدعت ألمانيا المتقاعدين من الأطباء والممرضين، وكذلك زجت بطلبة الطب والتمريض بالعمل، إلى جانب دعوة احتياط الجيش الذي يصل تعداده إلى 70 ألف شخص، التقارير كشفت عن تكليف( 15 ألف ) جندي في الأعمال اللوجستية لدعم المؤسسات الصحية.

ـ إغلاق الحدود البرية : أغلقت الحدود البرية مع الدول الأوروبية المجاورة، من بينها فرنسا وسويسرا وبولندا وجمهورية التشيك والدنمارك، ولم يُسمح بعبور إلا الشاحنات التي تنقل السلع والمواد الأساسية إلى جانب المواطنين الألمان أو الأشخاص المقيمين الدائمين في البلاد.

ـ ضخ الأموال : كانت ألمانيا سباقة، في وضع خطة طوارئ عاجلة لمواجهة تداعيات كورونا الاقتصادية، بوضع “ترليون يورو” لتعويض الشركات وفاقدي العمل، ودعم المؤسسات الطبية والتحليلات في المختبرات لمواجهة كورونا أو البحث عن لقاح من خلال معهد”كوخ” للأبحاث والتحليلات المختبرية الطبية.

ـ استخدام نظام  GPS : الجدل بشأن استخدام تقنية الهاتف للمحمول للوصول إلى المصابين طرح موضوعا جوهرياً مثل حماية البيانات .. المفوض الفيدرالي للخصوصية أولريش كيلبر ، قال يوم 27 مارس 2020 إنه في أزمة مثل كورونا لا معنى للحديث عن حق حماية البيانات، وأنه يجب الكشف عن بيانات الهاتف الخلوي للشخص المصاب. التقديرات تقول بان ألمانيا على الأغلب توافق على اعتماد نظام التتبع عبر الهاتف الذكي، اليوم هناك أولوية لمواجهة كورونا أكثر من اعتماد الخصوصية للأفراد.

ـ الرعاية الصحية : تعتبر الرعاية الصحية في ألمانيا متقدمة مقارنة في دول أوروبا، يحصل المواطن على الرعاية والفحوصات الوقائية، قبل وباء كورونا، وهذا يعني انه يتمتع بصحة أفضل.

ـ مراكز الطوارئ وأسرة الإنعاش : الحكومة الألمانية تمتلك مراكز  طوارئ أوسع في دول أوروبا  منها الإنعاش تصل إلى أكثر من 20 ألف مركز، بينما باقي دول أوروبا معدل ما تملكه خمسة الآلاف مركزا .

ـ توفير قدرات مختبرية : إن توفير قدرات مختبرية  ومعدات حماية طبية مثل الأقنعة والمعاطف بالإضافة إلى دعم الأطقم الطبية المتخصصة”

ـ  نقاط دعم لوجستي : الجيش الألماني عمل أربع نقاط دعم لوجستي على عموم ألمانيا لنقل المصابين ودعم الجهود في محاربة كورونا.

ألمانيا تستقبل مرضى من ايطاليا وفرنسا لغرض العلاج

استقبلت ألمانيا مصابين بفيروس كورونا من كل من إيطاليا وفرنسا لعلاجهم في مشافيها “. هذه الخطوة وان جاءت متأخرة لكنها تبعث رسالة تعاضد من ألمانيا إلى ايطاليا وفرنسا. نجح سلاح الطيران الألماني بنقل بضعة من المصابين في ايطاليا وفرنسا لغرض معالجتهم في مستشفياتها.

وهنا تجدر الإشارة إلى نموذج دولة الإمارات في محاربة كورونا والتعاضد داخل دول مجلس التعاون الخليجي، فقد أظهر أنموذج مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تعاضدا بين أعضائه خلال أزمة كورونا،وساهمت بنقل مصابين مواطنين خليجيين من الصين وأعادتهم إلى دولة الإمارات وتقديم الرعاية الصحية.

هل تنجح ميركل بإدارة أزمة كورنا ؟

نجحت ألمانيا وبقيادة ميركل بإدارة أزمات أوروبية سابقة ، منها الأزمة المالية عام 2008، أزمة اليونان، أزمة اللاجئين 2015، أزمة بريكست، فهل نجحت في مواجهة فيروس كورونا؟

وهذا أيضا انعكس على الحكومة الألمانية الحالية، الائتلاف الحاكم، وألذ يعتبر ائتلافا هشا، خطر كورونا، جاء مفاجأة أو ربما لم تكن هناك تحضيرات. خطر كورونا متعدد، أوسع من أزمة 2008 الاقتصادية، لتنعكس على ثقافات شعوب أوروبا ومستقبلها.نجت ألمانيا نسبياً في محاربة كورونا التي عصفت بإيطاليا وفرنسا وإسبانيا لكن هذا لايعني أن تنفرد بقيادة أوروبا ما بعد كورونا أبدا. فألمانيا لايمكن أبدا أن تلعب دور القيادة ، دوليا أو أوروبياً، وربما هذا يتعلق بعدم وجود رغبة عند الطبقة السياسية، لذلك التقديرات تقول أن ألمانيا، لايمكن أن تقود أوروبا بدون فرنسا لتمثل المحور الأوروبي الفرنسي.يبدو أن أزمة فيروس كورنا، من شأنها أن تضع المستشارة الألمانية على المحك في إدارة الأزمة، الاستطلاعات الأخيرة تشير أكثر من 50% من الشعب الألماني يرى أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة هي في الاتجاه الصحيح. من المتوقع أن تكون هناك نتائج ايجابية في الحد من الإصابات والوفيات في ألمانيا في غضون الأسبوعين القادمين، أي بعد أن تظهر نتائج الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الألمانية. وان صح ذلك ، فمن المتوقع أن يرفع سقف شعبية ميركل من جديد.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post تخفيف العقوبات ليس ضرورياً لمساعدة إيران في مواجهة فيروس كورونا
Next post المملكة العربية السعودية بحاجة إلى مساعدة إقليمية لإنهاء الحرب