انتعاش القرصنة والهاكرز مع تفشي فيروس كورونا في أوروبا

Read Time:5 Minute, 18 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_              سيطر الخوف والقلق بشأن فيروس كورونا (COVID-19) على الساحة الدولية بشكل عام، و في أوروبا على وجه التحديد. و حاليا يستخدم مجرمو الإنترنت و الهاكرز جميع الأساليب و التقنيات الموجودة للاستفادة من هذا القلق لنشر الروابط الخبيثة، والحيل الالكترونية ، والمعلومات المضللة، على اعتبار أن فيروس كورونا أصبح يمثل ” تهديدا للأمن المعلوماتي الأوروبي ” ، من خلال استغلاله كموضوع “أمني” و خلق سوق جديدة تمّكن شبكات الهاكرز و مجرمي الانترنيت بصفة عامة من تحقيق مكاسب ربحية من جهة، و تهديد الأمن المعلوماتي الأوروبي كهدف لنشر التضليل الإعلامي و المجتمعي داخل أوروبا.

فيروس كورونا..السوق الجديدة للهاكرز

نشر موقع “روسيا اليوم” في 18 آذار 2020 أن مجرمو الإنترنت يستغلون فيروس كورونا الجديد لجذب المستخدمين إلى فخ البرمجيات الخبيثة، ويشار إلى هذه الجريمة باسم ” برامج الرعب” (scareware)، نظرا لأن المتسللين يستغلون الخوف واسع الانتشار بين الناس الناتج عن الفيروس.ويقال إن هجمات البرمجيات الخبيثة والفدية تتزايد مع البحث المتواصل أكثر فأكثر من قبل المستخدمين عن COVID-19 ويقال إن القراصنة يستغلون الملمات المتعلقة بفيروس كورونا الجديد لجذب ضحاياهم، ويشمل ذلك إعداد روابط وهمية ينقر عليها الأشخاص إذا كانوا يبحثون عن أعراض المرض.

نقل موقع “تي آر تي عربي” في 24 آذار 2020 الهاكرز استغلوا هلع سكان العالم من وباء كورونا لقرصنة البيانات الشخصية لمستخدمي الإنترنت، حسب ما نشرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، إذ اكتشف خبراء في الأمن السيبرانى أن الهاكرز يوزعون رسائل بريد إلكتروني مفخخة بسلالة من البرامج الخبيثة، تبدو في ظاهرها على أنها نشرات توعية ومعلومات حول فيروس كورونا. وأشارت الصحيفة إلى أنه جرى اكتشاف هذه الرسائل لأول مرة في اليابان، إذ تثير تلك الرسائل فضول القارئ، الأمر الذي يدفعه إلى فتحها وقراءتها، وبالتالي الاستيلاء على بياناته الشخصية.

الهاكرز يستغلون كورونا للسطو على البنوك والمصارف

نقلت صحيفة The Guardian  على موقعها في 19 ابريل 2020 على أن شركة الأمن السيبراني Mimecast حددت حوالي 700 موقع احتيال مشبوه ينتحل خدمة Netflix التي تعتبر المنصة الأكثر شعبية في العالم بالإضافة إلى  Disney + ، التي بدأ إطلاقها الدولي بشكل جدي في الشهر الماضي في الأسواق الرئيسية في أوروبا الغربية بما في ذلك المملكة المتحدة ، لكن تم محاكاتها من قبل أربعة مواقع جديدة في نفس فترة الأسبوع الواحد. و تبين أن بعض المواقع المزيفة يمكن أن تبدو مقنعة للغاية ، تقوم ببيع الاشتراكات أو الحسابات المجانية بهدف حصاد البيانات الشخصية وبيانات بطاقات الائتمان ، على الرغم من أن معظم هذه المواقع المزيفة كان مصمم بشكل سيئ ولديهم أخطاء لغوية تميزها بأنها مشبوهة.

و قد صرح كارل ويرن، رئيس مكافحة الجريمة الالكترونية في شركة Mimecast  أن : “هذه المواقع هي محاكاة ساخرة هدفها في كثير من الأحيان إغراء الأفراد المطمئنين من الجمهور من خلال عرض الاشتراكات مجانا لسرقة البيانات القيمة. وتشمل البيانات التي تم جمعها الأسماء والعناوين وغيرها من المعلومات الشخصية، بالإضافة إلى سرقة تفاصيل بطاقة الائتمان لتحقيق مكاسب مالية”.

نشرت صحيفة The Independent على موقعا تقريرا في 06 آذار 2020، أنه قد تم تحذير البنوك على الاستعداد لزيادة الهجمات الإلكترونية في الوقت الذي يسعى فيه مجرمو الانترنيت إلى الاستفادة من الفوضى المحتملة الناجمة عن الفيروس التاجي. وقد كتب البنك المركزي الأوروبي إلى المؤسسات المالية محذراً من “الحاجة الماسة” إلى التخطيط لتأثير الوباء، الذي قد يجعل الشركات أكثر عرضة لخطر السرقات المصرفية بسبب الغياب الجماعي للموظفين.

وقال أندريا إنريا، رئيس مجلس الإشراف على البنك المركزي الأوروبي، في رسالة بعث بها: “يمكن أن تواجه البنوك تحديات في قدراتها التشغيلية في المناطق المتضررة إذا لم يتمكن الموظفون من أداء مهامهم المعتادة”.

هجمات الهاكرز..دور أجهزة الاستخبارات الأوروبية في التصدي للتضليل الإعلامي والمجتمعي

نقل موقع “الحرة واشنطن” في 09 ابريل 2020، أن المركز الوطني للأمن السيبراني في بريطانيا، أظهر ان الحجم الإجمالي للأنشطة الخبيثة لهؤلاء القراصنة لا يبدو أنه قد زاد، إلا إن المخترقين يحاولون استغلال قلق الناس بسبب الفيروس، ورغبتهم في معرفة المزيد عنه، في دفعهم إلى النقر على الروابط، وتنزيل ملفات تحتوي على برامج خبيثة. كما حذر المركز من أن “الهاكرز” قد يستغلون الطلب المتزايد على فرص العمل من المنزل، لتمرير برامجهم الخبيثة التي تساعدهم في عملية الاختراق. ويستهدف القراصنة أيضا الشبكات الافتراضية الخاصة والبرامج التي تساعد الموظفين على الاتصال بمكاتبهم والعمل من المنزل.

ذكر موقع “الجزيرة نت” في 10 ابريل 2020 ان هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) قالت إنها تقيّم التقارير الإخبارية للدعاية الروسية حول تفشي وباء كورونا في ألمانيا. جاء ذلك في رد لوزارة الداخلية الألمانية على طلب إحاطة من النائب في البرلمان الألماني (البوندستاغ) توماس هاكر، وقد حصلت عليه صحيفة بيلد الألمانية حصريا.

ووفقا لرسالة الداخلية الألمانية، فإن الاستخبارات الداخلية الألمانية تقوم بجمع وتقييم معلومات حول مدى استغلال وباء كورونا من قبل دول أجنبية، وأن الشرطة الفدرالية تتحرى بهذا الشأن. وكان متحدث باسم مكتب الشرطة الجنائية الفدرالية الألمانية، قد قال لصحيفة بيلد إن قناة روسيا اليوم المملوكة للدولة الروسية تمارس تضليلا ودعاية تعكس موقف الحكومة الروسية.

وقد نسبت مجموعة العمل “إيست ستراتكوم” التابعة للاتحاد الأوروبي والمخصصة لمسائل التضليل الإعلامي، إلى موسكو ما لا يقل عن 110 حملة وقعت بين 22 كانون الثاني/يناير و19 آذار/مارس، وهو ما يعتبر “من خصائص إستراتيجية الكرملن الثابتة باستخدام التضليل الإعلامي لتوسيع الانقسامات وزرع الريبة والفوضى ومفاقمة أوضاع الأزمة”، و ذلك حيب ما نشره موقع Euronews في 24 آذار 2020 . ليضيف الموقع الشرطة الأوروبية “يوروبول” أعلنت في بيان “إن الجهات السيئة النوايا تستغل هذه الظروف الجديدة”، مضيفة أن “هيئات الاتحاد الأوروبي ذات الصلاحية على تواصل وثيق في ما بينها” من أجل مواجهتها.

ومروحة التهديدات واسعة، من أعمال النهب الاقتصادية والإستراتيجية وتعديل البيانات (الانتخابية والعلمية وغيرها) مروراً بشل الخوادم وحملات التصيد الإلكتروني والتشهير وغيرها، لكن الخطر الأكبر الناجم عن دول عدوة أو مجموعات مدفوعة من هذه الدول، يكمن في هجمات مكثفة ومتطورة تستهدف إدارة أو هيئة.

تقييم الأمن السيبيراني الأوروبي في ظل فيروس كورونا

من الواضح أن المنظومة الأمنية الالكترونية و المعلوماتية لأوروبا قد طالتها تهديدات القراصنة و مجرمو الانترنيت، و بالرغم من أن هذه المنظومة قد تم تزويدها بترنساة الكترونية دفاعية ، إلا أن الهاكرز قد تمكنوا من اختراق بعض المواقع و نشر روابط خبيثة مست بالمعلومات الشخصية للمواطنين و كذا بعض المنظمات.

الضغط الكبير الممارس على أجهزة الأمن الأوروبية بسبب فيروس كورونا،  و أيضا العزل المنزلي و الغياب عن العمل للكثير من الموظفين بما فيهم المتخصصين في الأمن المعلوماتي ، أثر بشكل سلبي على المنظومة الالكترونية الدفاعية من أبسط شركة أو إدارة لغاية أعلى الهرم التنظيمي للمؤسسات الأوروبية.

الحكومات و أجهزة الاستخبارات الأوروبية تحتاج إلى تكثيف الحيطة فيما يتعلق بمنظومتها الأمنية الالكترونية، و وجوب التنسيق الفني و التقني المتبادل للكشف عن القراصنة و مجرمي الانترنيت لا سيما أولئك المدعومين بشكل مباشر أو غير مباشر من طرف دول أخرى هدفها التضليل الإعلامي و الإيديولوجي و المجتمعي.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post النفوذ السعودي ليس كافياً لتحقيق السلام في اليمن
Next post مع إطلاق الأقمار الصناعية إيران تغير قواعد اللعبة