ما الأساس العلمي للحفاظ على مسافة مترين مع الآخرين؟

Read Time:2 Minute, 30 Second

ربما تعود تلك القاعدة إلى الثلاثينيات من القرن الماضي

© BBC ربما تعود تلك القاعدة إلى الثلاثينيات من القرن الماضي

يبحث وزراء بريطانيون حاليا إن كانوا سيخففون الالتزام بقاعدة الحفاظ على مسافة مترين في أماكن العمل تطبيقا للتباعد الاجتماعي.

وقد يكون من الأسهل للأشخاص أن يعودوا إلى أعمالهم، ولكن من العسير أن يظلوا دائما متباعدين.

لكن السؤال المهم هو إن كان هذا التباعد سيؤدي إلى سلامتهم، بالرغم من أننا لا نعرف إلا القليل حتى الآن عن المسافة التي ينتشر فيها الفيروس.

ومن المقرر أن ينشر مستشارون علميون في وقت لاحق تقريرا حكوميا أعدوه، يقيّمون فيه أحدث الأبحاث بشأن المخاطر.

ماذا يقول العلم عن تلك القاعدة؟

هناك توصيات متنوعة في بلدان مختلفة، لكن أبسط القواعد تقول إنك كلما اقتربت من شخص مصاب، زاد الخطر عليك.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن مسافة متر واحد مسافة آمنة، بينما يشير آخرون إلى أنها مسافة 1.5 متر أو 1.8 متر، لكن بريطانيا تبنت مسافة مترين.

وقيل أيضا إن طول مدة بقائك قريبا من شخص مصاب، تزيد من فرص إصابتك بالفيروس.

ولذلك تقول الحكومة البريطانية إنه إن كان من الضروري إجراء مقابلة وجها لوجه مع شخص ما، “فينبغي أن تكون لمدة 15 دقيقة أو أقل من ذلك، ما أمكن”.

ويقول عالم كبير إن مدة الوقت عامل مهم ومؤثر.

ويضيف أن: “قضاء ثانيتين على بعد متر واحد أمر خطير، وهو يماثل قضاء دقيقة واحدة على بعد مترين”.

من أين جاءت قاعدة مسافة المترين؟

ربما تعود تلك القاعدة إلى بحث أجري في الثلاثينيات من القرن الماضي.

كان العلماء حينذاك يدرسون وضع الرذاذ الخارج مع السعال، أو العطس، وإن كان يتبخر بسرعة في الهواء، أو يسقط بفعل الجاذبية على الأرض.

ويعتقد العلماء أن معظم هذا الرذاذ قد يسقط على الأرض على مسافة متر أو مترين.

ولذلك قيل إن أكبر المخاطر تأتي من خروج الفيروس مع السعال في وجهك على مسافة قريبة، أو من ملامسة سطح ما يكون شخص مصاب قد سعل عليه، ثم ملامسة وجهك.

ولكن هل هذا أمر قطعي؟ ينظر كثير من العلماء إلى قرب المسافة، وملامسة الأسطح، باعتبارهما السبل الرئيسية لنقل العدوى.

غير أن هناك أبحاثا تهتم بمسألة أخرى، وهي أن فيروس كورونا قد لا يحمل فقط في الرذاذ.

ويخشون من أنه قد ينقل أيضا عبر الهواء في جزيئات صغيرة تسمى “إيروسولز”.

وإذا كان هذا هو الحال، فإن موجات الهواء الصادرة عن نفَس شخص ما قد تحمل الفيروس إلى مسافات أطول.

ولبحث هذا استخدمت ليديا بورويبا، الأستاذة في معهد ماساتشووتس للتكنولوجيا، كاميرا عالية السرعة لالتقاط صور الجزيئات الصغيرة الخارجة عند السعال ووجدت أن المسافة قد تصل إلى ستة أمتار.

وهي تنتقد قواعد السلامة الحالية وتقول: “ليس هناك أساس علمي أو قياسات مباشرة لهذه الفكرة الزائفة عن السلامة واعتمادها على مسافة متر أو مترين، وعلى أن رذاذ الشخص سيسقط على الأرض في هذه المسافة”.

كما أن هناك دراسة أخرى أجريت في مستشفيات الصين عثرت على آثار فيروس كورونا في أجنحة كوفيد-19، ووحدات العناية المركزة، وتقول إن أفضل مسافة للسلامة هي أربعة أمتار.

لكن مركز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة يرى أن دور الإيروسولز في نشر الفيروس “غير مؤكد حاليا”.

وما لا يعرف علميا حتى الآن هو مدى فعالية الفيروس الذي ينتشر على مسافة أكثر من مترين، وإن كان لا يزال معدي

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post مائةُ عامٍ على تفكيكِ سوريا وتمزيقِ الوطن
Next post معدلات البطالات ترتفع في بلجيكا