الاتحاد الأوروبي وتركيا.. تفاقم الخلافات و طريق مسدود

Read Time:8 Minute, 17 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أدت العملية العسكرية التركية في سوريا، فضلاً عن التوغل التركي في ليبيا، وقضايا جيواستراتيجية أخرى، مثل نزاعات التنقيب عن الغاز مع قبرص، إلى تدهور العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، التي تدهورت بالفعل بانخفاض المعايير الديمقراطية منذ الانقلاب العسكري الفاشل في عام 2016، إلى مزيد من التدهور. و التهديدات المتكررة من أردوغان بفتح تركيا حدودها مع اليونان، مما يمهد الطريق لأزمة لاجئين جديدة وقد أظهر رد أوروبي سريع، بحضور رؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي الرئيسية في اليونان في 3 مارس 2020، الوحدة والإرادة لمواجهة هذا الوضع الحرج، و ذلك حسب ما أورده تقرير للبرلمان الأوروبي في 09 مارس 2020 الاتفاقيات التركية – الأوروبية في مجال الأمن و الدفاع و الهجرة أدرج الموقع الرسمي لوزارة الخارجية التركية قائمة الاتفاقيات بين تركيا و أوروبا في مجال الأمن و الدفاع كالتالي:

  • المسار الوزاري للدفاع في جنوب شرق أوروبا SEDM

أُطلق في عام 1996 بهدف تحسين التعاون بين بلدان المنطقة وتعزيز الأمن والاستقرار في جنوب شرق أوروبا.  ألبانيا والبوسنة والهرسك وبلغاريا وكرواتيا واليونان وإيطاليا ومقدونيا والجبل الأسود ورومانيا وصربيا وسلوفينيا وتركيا وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية أعضاء في SEDM.

  • قوة الدرك الأوروبية

في اجتماع اللجنة الرفيعة المستوى المشتركة بين الإدارات المنعقد في 13 مايو 2009 في باريس، دُعيت تركيا إلى الانضمام، بصفة مراقب، إلى قوة الدرك الأوروبية التي تتألف من فرنسا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا ورومانيا وهولندا. وفي سياق المنتدى، نشرت تركيا فريقا لرصد العمليات والاتصالات في أفغانستان.

يضيف الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي ، ” الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وجمهورية تركيا لمشاركة جمهورية تركيا في عمليات الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات ” المصادق عليه سنة 2006 و الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2007 .  و يضيف نفس الموقع أن تركيا تساهم في تمويل التكاليف المشتركة لعملية إدارة الأزمات العسكرية للاتحاد الأوروبي.

– بعثة الشرطة التي يقودها الاتحاد الأوروبي “بروكسيما” في مقدونيا التي تضم 8 أفراد (6 من ضباط الشرطة ودركيان).

– بعثة الشرطة التي يقودها الاتحاد الأوروبي في البوسنة والهرسك التي تضم 14 فردا؛ – عملية ألالتيا (EUFOR) التي يقودها الاتحاد الأوروبي.

أما فيما يتعلق بمسألة الهجرة واللجوء، فقد نشر موقع الجزيرة نت في 20 مارس 2016 أن تركيا و الاتحاد الأوروبي قد امضا اتفاقية في 18 اذار 2016 بشأن اللاجئين و تختص أهم بنودها في ما يلي:

1- إعادة جميع اللاجئين الجدد الذين يصلون من تركيا إلى الجزر اليونانية اعتبارا من 20 مارس 2016 إلى تركيا، لوضع حد للرحلات الخطيرة عبر بحر إيجه والقضاء على عمل المهربين.

وستخضع طلبات اللجوء للدراسة في الجزر اليونانية، أما الذين لا يقدمون طلب لجوء أو يتم التثبت من أن طلبهم لا يستند إلى أساس أو لا يمكن قبوله، فستتم إعادتهم إلى تركيا.

وستتخذ تركيا واليونان التدابير الضرورية لذلك بمساعدة المفوضية العليا للاجئين والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك وجود عناصر أتراك في الجزر اليونانية، وعناصر يونانيين في تركيا، كما سيتكفل الاتحاد الأوروبي بنفقات إعادة اللاجئين.

2- مبدأ “واحد مقابل واحد”: ففي مقابل كل سوري يعاد من الجزر اليونانية إلى تركيا سيتم استقبال سوري آخر من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتعطى الأولوية للذين لم يحاولوا الوصول بصورة “غير شرعية” إلى هناك.

وتم تحديد سقف قدره 72 ألف لاجئ، وفي حال الاقتراب من هذا السقف ستتم مراجعة الآلية، أما في حال تخطيه فسيتم وقفها.

3- تحرير تأشيرات الدخول: سيتم تسريع العمل على خريطة الطريق للسماح بإعفاء مواطني تركيا من تأشيرات الدخول إلى أوروبا في مهلة أقصاها نهاية يونيو 2016، على أن تستوفي تركيا المعايير الـ72.

4- مساعدة مالية: سيسرع الاتحاد بتسديد المساعدة الأوروبية لتركيا البالغة ثلاثة مليارات يورو لتحسين ظروف معيشة اللاجئين الذين يقدر عددهم بنحو 2.7 ملايين. وحين تصبح هذه الموارد على وشك النفاد سيقدم الاتحاد الأوروبي تمويلا إضافيا مماثلا بحلول نهاية عام 2018.

5- الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي: وافق الاتحاد الأوروبي وتركيا على فتح الفصل 33 (المسائل المالية) خلال الرئاسة الهولندية للاتحاد التي تنتهي بنهاية يونيو 2020.

واقع الخلافات بين تركيا أردوغان و أوروبا

نشر موقع إذاعة مونتي كارلو الدولية تقريرا في 08 مارس 2020  حول الجدال التركي-الأوروبي بشأن ملف اللاجئين، أكد الاتحاد الأوروبي في اجتماع وزراء خارجيّته الأخير في زغرب على رفضه الشديد “استخدام تركيا المهاجرين وسيلة ضغط لتحقيق أغراض سياسية”، أما  رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس فأعتبر على طريقته بأن  ” تركيا لن تبتز أوروبا بهذه المشكلة.” لكن تدهور الأوضاع على الحدود بين تركيا واليونان، ومخاطر توسع المصادمات ربما دفعت برئيسة المفوضية الأوروبية وزيرة الدفاع الألمانية سابقاً، السيدة أورسولا فون دير لاين لاعتبار اليونان  ” درعاً للاتحاد الأوروبي” والإشادة بدورها. أردوغان .. جملة خلافات ومساومات مع الاتحاد الأوروبي !

هكذا مقابل العمل العدائي التركي حسب التفسير الأوروبي، يأتي جواب  الاتحاد الأوروبي ناقصاً وغامضاً مع تغليب الطابع الأمني. وبالفعل منذ 2015 لم يتوصل الاتحاد لبلورة خطة حول الهجرة غير الشرعية واللجوء، ولم يحترم  تقاسم حصص قبول اللجوء  والاكتفاء بمساعدة الدول المستقبلة وأولها ايطاليا أو عقد اتفاقيات مثل الاتفاق مع تركيا. 

و قد ذكر موقع CNN عربية في 6 مارس 2020 أن رجب طيب أردوغان، في وقت سابق، اتهم “الغرب” بالنفاق فيما يتعلق بأزمة اللاجئين، “حيث سارع لمد يد العون إلى اليونان، بينما يتجنب تقاسم الأعباء مع تركيا”، مضيفًا “الغرب مع الأسف منافق جدا فقد وعدوا اليونان على الفور بتقديم 700 مليون يورو”. وأشار رئيس تركيا، إلى أن ألمانيا كانت وعدت بلاده بتقديم 25 مليون يورو إلى بلاده لدعم اللاجئين، لكن لم يتم تنفيذ ذلك، بحسب تعبيره.

وردا على سؤال للصحفيين الأتراك، أثناء عودته من العاصمة الروسية موسكو، فيما إذا كانت تركيا ستعيد النظر في قرار فتح أبوابها أمام طالبي اللجوء الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، قال أردوغان إن “الأمر قد بات محسوما”، وأردف “ليس لدينا وقت للنقاش مع اليونان في هذه المرحلة فيما إذا كنا سنغلق الأبواب المفتوحة أم لا، الأمر بات محسوما، فقد فتحنا الأبواب حاليا، وسيذهب اللاجئون إلى حيث استطاعوا، ونحن لا نجبرهم على مغادرة بلادنا”.

أما في ما بتعلق بمسألة تنقيب تركيا عن الغاز قبالة السواحل القبرصية، فقد ذكر موقع العربية نت في 16 مايو 2020 ، أن الخلاف القبرصي التركي شهد إدانة جديدة لعمليات الحفر التي تقوم بها أنقرة قبالة السواحل القبرصية، ما يؤزم الوضع في المنطقة، وقد يشي بابتزاز جديد من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على غرار ما حصل في يناير الماضي، حين لوح بورقة اللاجئين مقابل التحذير الأوروبي من التنقيب.

فقد أدان الاتحاد الأوروبي، تحركات تركيا قبالة سواحل قبرص في إطار نزاع مرتبط بالتنقيب عن حقول الغاز، متهما أنقرة بـ”مفاقمة” الخلافات. وكانت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد دعت تركيا مرارا إلى وقف حفريات التنقيب عن الغاز والنفط قبالة سواحل قبرص لأنها تتداخل مع المنطقة الاقتصادية لقبرص العضو في التكتل الأوروبي.

أما من جانب مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فقد ذكر موقع فرانس 24 في 27 يونيو 2018، أن وزراء الشؤون الأوروبية في الاتحاد الأوروبي صرحوا أن تركيا “تبتعد أكثر فأكثر عن التكتل وأن احتمالات حدوث تغيير ضئيلة” مشيرين إلى أن مفاوضات انضمام أنقرة للاتحاد في حالة “جمود تام”. وعزز فوز أردوغان وحزبه العدالة والتنمية في انتخابات الأحد مخاوف بروكسل بشأن احتكاره لمزيد من السلطات.

وساءت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة بعد سلسلة خلافات حول ملفات تتعلق بحقوق الإنسان وحكم القانون، ولا سيما بعد حملة التوقيفات التي شنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إثر محاولة الانقلاب الفاشل ضده في يوليو 2016.

ماذا عن الخلافات بين تركيا أردوغان و حلف الناتو ؟

شهدت العلاقات بين تركيا و حلف الناتو توترات في الفترة الأخيرة لعدة أسباب، فقد نشر موقع دوتش فيلله في 04 يناير 2019 تقريرا ذكرت فيه أن أنقرة خاطرت مؤخرا بكثير من الثقة لدى الشركاء في الحلف: فاقتناء منظومة الصواريخ الروسية S400 والعملية العسكرية في شمال سوريا تتعارض بوضوح مع مصالح حلف شمال الأطلسي. ويُنظر بقلق إلى تقارب الحكومة التركية عسكريا وفي السياسة الخارجية مع خصم الناتو روسيا وتبتعد عن الشركاء الغربيين في الحلف. وقد أعد حلف شمال الأطلسي في مستهل قمة لندن خطط دفاع لحماية دول البلطيق وبولندا لمواجهة تطلعات التوسع الروسية الممكنة. لكن أنقرة تعتزم رفض هذه الخطط، لأنها تشترط لموافقتها، تصنيف الحلف العسكري لوحدات حماية الشعب الكردية كمنظمة إرهابية. تركيا .. جملة خلافات مع الناتو ودول الاتحاد الأوروبي

و قد نشرت وكالة شينخوا الصينية تقريرا في 22 يناير 2019 مفاده أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن أنقرة ستغلق قاعدة أنجرليك الجوية ومحطة الرادار الأمريكية كيوراجيك إذا لزم الأمر. وتستخدم أيضا الدول الأعضاء في الناتو قاعدة أنجرليك جنوبي تركيا. ويعد قرب هذه القاعدة من روسيا وإيران وأيضا قدرتها على استيعاب قاذفات ثقيلة بالإضافة إلى استضافة طائرة نقل ثقيلة أصولا أساسية بالنسبة لواشنطن. قال خلدون سولماز تورك، جنرال سابق بالجيش التركي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) “لا أعتقد أن تركيا ستغلق أنجرليك أو كيوراجيك، لأن أنقرة ستواجه عواقب وخيمة إذا فعلت هذا.” وحذر من أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تدمير العلاقات مع واشنطن، وستؤثر أيضا على علاقات أنقرة مع الناتو بشكل سلبي بحدوث أزمة كبيرة.

تأثير الملف السوري على العلاقات بين أنقرة و واشنطن

كتب الباحث غاليب دالاي تقريرا نشره معهد بروكلين في 12 فبراير 2020 أنه من المرجّح أنّ الولايات المتحدة ترى في المأزق التركي في سوريا فرصة لها. فعلى الأرجح أن تحثّ الولايات المتحدة تركيا على القبول إمّا بشكل من أشكال التدبير المؤقت مع قوات سوريا الديمقراطية التي يديرها الأكراد بالإجمال والتي شنّت تركيا عليها توغّلاً عسكرياً في شمال شرق سوريا منذ بضعة أشهر أم ببعض التنازلات حيال نظام أس-400 الصاروخي الذي ابتاعته تركيا من روسيا. بيد أنّه نظراً إلى الصورة السياسية الداخلية الراهنة في تركيا، لا يمكن توقّع حصول تقدّم يُذكر من الناحيتَين كلتيهما، إلا إذا دخلت العلاقات بين موسكو وأنقرة مرحلة أكثر نزاعية. فحتّى الآن، ما زالت تركيا تحاول حلّ توتّراتها مع روسيا بطريقة دبلوماسية. مآلات الاجتياح العسكري التركي لشمال سوريا و تداعياته على أمن أوروبا

مستقبل العلاقات بين أنقرة وحلف الناتو

ذكر تقرير نشره موقع دوتش فيلله في 30 اكتوبر 2019 أن إقصاء تركيا مستبعد من الناحية القانونية، بل  إنه مستحيل. فاتفاقية الناتو لا تشمل إقصاء بلاد من الحلف الأطلسي. لكن البلد العضو يمكن له بموجب الفصل 13 من اتفاقية الناتو تقديم طلب  للانسحاب.  وحتى لو كان شركاء الحلف قادرين من الناحية القانونية على القيام بذلك، فإنهم لن يفعلوا ذلك. فوزير الخارجية الألماني السابق، زيغمار غابرييل وصف إقصاء تركيا بأنه  أمر “غريب”، إذ سيؤدي إلى نشأة ” خطر أمني كبير جديد في الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي”. وحتى خلال لقاء الناتو الأخير الأسبوع الماضي لم تكن المؤشرات توحي بالعزلة، بل العكس لأنه تم تأكيد الأهمية الإستراتيجية لتركيا عدة مرات، ولا يمكن لحلف الناتو أن يتخلى عن تركيا ووضعها الجغرافي بين الشرق والغرب.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post اطروحة دكتورة “الهوية الثقافية الإسلامية في المواقع الالكترونية العربية”
Next post أحمد الفيشاوي يواجه قضية نسب جديدة