لهذا ارفض قيصر

Read Time:1 Minute, 53 Second

إبراهيم عطا –كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أنا لا أحب “الرئيس الفلسطيني” لان سياسته لا تمثلني، ولكن هل هذا يعطيني الحق بان أتعاون مع الصهيوني أو الأمريكي للتخلص منه عبر تدمير البنى التحتية والمؤسساتية للبلد؟…وأنت، إن كنت تكره حركة حماس ولا تتفق مع توجهاتها وافعالها، فهل هذا يعطيك الحق بأن تشارك مع الاحتلال الإسرائيلي في الحصار على قطاع غزة وتجويع المدنيين تحت ذريعة محاربة قادة الحركة الإسلامية والتخلص منهم؟ وإذا كان العسكري السوري المعارض والذي لقبه الغرب بالقيصر قد وثق عمليات تعذيب وجرائم قتل في سجون النظام السوري، على افتراض أن ما نقله للغرب هو فعلا من عمل قوات النظام، فهل هذا يعطيه الحق بان يقدم هذه الصور والوثائق لأعداء سوريا لاستخدامها في فرض عقوبات إضافية على بلده تستهدف وبشكل مباشر مصادر الرزق للمواطن العادي قبل الدولة السورية ومؤسساتها…؟ طبعا لا، ولا يليق أبدا بهذا العسكري الهارب لقب القيصر، لأنه اقرب لان يكون “بروتوس” الذي شارك مع القتلة بطعن القيصر حتى الموت، وفعلته هذه هي اقرب للخيانة حيث ساهم مع أعداء سوريا في زيادة معاناة شعبه وتدمير ما تبقى من وطنه بحجة مساعدة المدنيين والتخلص من النظام الحاكم، ولا يمكن أن يكون قيصرا من يطلب من الكونغرس الأمريكي أن “يوقف الموت في بلاده” وهو يعلم إن من يتوجه إليهم بهذا الطلب هم ألد أعداء سوريا، وهم الذين يتمنون قبل غيرهم ألا يتوقف الموت في بلاده، وان نتيجة عمله هذا لن تؤدي إلا إلى هلاك المزيد من المدنيين من أبناء شعبه خاصة من الأطفال والمرضى والمسنين بسبب نقص الغذاء والحليب والدواء.. وما نراه على بعض الشاشات والمنابر العربية والغربية لأكثر من قيصر (بروتس) يهلل ويرحب بهذا “القانون” الأمريكي وعقوباته الغير إنسانية والتي دخلت حيز التنفيذ قبل يومين، إنما يدل على انحطاط أخلاقي ونذالة لا يتقنها إلا الخائن المحترف، لأنه يدرك أكثر من غيره أن مثل هذه العقوبات لن تؤثر على النظام ورموزه، بل ستنهش بالمواطن البسيط الذي قد يكون احد أفراد عائلته أو ربما صديق قديم له لم يتمكن من الهجرة أو السفر كما فعل هو، وبقي يصارع صعوبات الحياة الناجمة عن هذه الحرب بحثا عن مصادر الرزق ولقمة العيش…. وعلى كل الأحوال يدرك الجميع، عدا بعض المغفلين السذج، أن الهدف من قانون قيصر (بروتوس) هذا، ومن كل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الإرهابية على دولنا هو فقط لإضعافها بغية تركيعها لصالح العدو الصهيوني المحتل لفلسطين وليس لمساعدة أي من العرب والمسلمين….

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_