الاتفاقية الأمنية —– ونظرية التسخين

Read Time:3 Minute, 21 Second

عبد الجبار نوري

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_صحيح أن على الخارطة السياسية في العراق ( اختلافات ) في الرؤى إلى الاتفاقية الأمنية مع الجانب الأمريكي حسب المناخ الديمقراطي بعد 2003 ، لكن ليس من العدل أن نحكم على نُخبْ الغربية والإقليم الكردي هم من مؤيدي التواجد الأجنبي وبالخصوص الأمريكي ، وأن الرفض محصور لدى سكان الوسط والجنوب ، أنهُ فرزٌ ظالم وافتراضي غير واقعي ، أن المطالبين بإخراج القوات الأجنبية من أرض الوطن هم الأكثرية لكون العراق حافل بمناضلين أبرار من اليسار التقدمي والتيارات الديمقراطية واللبراليين وعلى رأس النفيضة الحزب الشيوعي العراقي بتأريخه النضالي الثمانيني وشعاره التكتيكي والاستراتيجي ” ضد الاستعمار الغربي وضد الامبريالية الأمريكية ” إضافة إلي بعض التيارات الإسلامية ومن كلا الطائفتين ( السنية والشيعية ) ، و حسب اعتقادي هذا الجمع هم الأكثرية إزاء القلّة القليلة التي تراهن على تل أبيب وواشنطن أو قم وطهران آملين مغريات موسمية مستعارة وزائلة كالمال والمناصب ، فالذين ضد التواجد الأجنبي على أرض الوطن وأنا منهم ، ولكن المعطيات السياسية والاقتصادية السالبة وجائحة الوباء وسونامي انخفاض أسعار النفط والضائقة الاقتصادية والذئب الداعشي يترقب خلف الباب يدفعنا إلى التريث في الحكم على إلغاء الاتفاقية الأمنية مع الجانب الأمريكي .
في الخامس من يناير 2020 أصدر البرلمان العراقي قرارهُ التاريخي في إلغاء الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية ، لقد سعى البرلمان جاهداً إلى تعديل تلك الاتفاقية منذُ 2008 ولكنهُ لم يفلح وذلك الداخل العراقي بين مؤيدٍ ومعارض لبقاء الاتفاقية باعتبارها ضامنة للبعض منهم ، ومن معطيات الساحة السياسية وتفاعلها مع دونية المحتل الأمريكي في خلق الأزمات وهز الأمن حسب ( نظرية التسخين) :
التي تتبعها البنتاكون بتوجيهها ضربة موجعة للقطعات العسكرية العراقية المرابطة على الحدود السورية العراقية المتقاربة مع مدينة القائم العراقية فكانت صدمة مؤلمة كان من ضحاياها استشهاد 35 وجرح أكثر من 60 مما دفع البرلمان في إصدار القرار المذكور أعلاه ، وعند التكييف القانوني لمثل هذا القرار الحساس والاستراتيجي يمكن القول : أن البرلمان يملك صلاحية عقد الاتفاقات بموجب الدستور لكن إلغاء الاتفاقية طابعهُا سياسي أكثر من كونهِا أجراء دستوري وخصوصاً اليوم والمناخات السياسية غير ملائمة بل ملغومة بمفاجآت وعواقب وخيمة لا تحمد عقباها ، لذا أرى في القرار التشريعي بعض المخرجات الخاطئة والوخيمة هذه :
-كان القرار على عجل مشوباً بانفعالات غائبة عنها العقلانية والتهدئة والتأني والتفكير والتأمل .
– الصراع الدائر على الساحة السياسية سوف يستفيد منه تنظيم الدولة داعش الإرهابي .
– والذي حدث من تراشق بالصواريخ واغتيال قاسم سليماني ومهدي المهندس كانت مخرجاتها – ولا تزال مستمرة – الفوضى العارمة وعواقب كارثية وخيمة .
– ليس بعيداً في حالة انسحاب القوات الدولية ومقاتلي أمريكا يولد فراغاً متوقعا في أن ينفذ خلاله تنظيم داعش كالذي حدث في 2011 عندما طلب رئيس الوزراء المالكي في خروج القوات الأمريكية في عهد أوباما فاستجابت أمريكا للطلب الحكومي تطبيقا للاتفاقية الدولية مما أدى إلى سيطرة داعش على ثلث جغرافية العراق خصوصاً المناطق السنية ، مما أضطر العبادي سنة 2014 أن يطلب من أمريكا أعادة قواتها لدعم القوات العراقية في عمليات التحرير .
– استحواذ أمريكا على الأصول المالية للعراق في البنك الفيدرالي الأمريكي تقدر ب35 مليار دولار إضافة لمطالبة أمريكا بتكلفة بناء أحدى قواعدها في العراق ب900 مليار دولار ، وتكون فاتورة الإلغاء ما يعادل موازنات العراق ل 15 عاماً ، وتحذيرات بانهيار مصرفي في حالة تجميد الأصول المالية في الخارج .
– فرض عقوبات اقتصادية على العراق كما فرضتها على أيران وكوبا وفنزويلا ، في إيقاف تزويد العراق بالدولار النقدي الذي سوف يؤثر على أرتفاع سعر الدولار مقابل الدينار ، وربما تصدر واشنطن بلاغاً يحتوي حضراً لبعض الدول التي في فلكها وخصوصاً معظم الشركات العالمية .
– اشتعال الشارع العراقي الملتهب منذ ثلاثة أشهر من تظاهرات شعبية مطالبة بحقوقها الشرعية والقانونية فهي استحقاق أضافي على الحكومة في تلبية مطالبها العادلة ، أعتقد أن الحكومة سوف تواجه نكوصاً في اضطراب أمنها وتشظي وحدتها وزيادة ضعفها ، وخصوصاً أنها تعاني هشاشة في وضعها الأمني ، وسوف ويواجه خنادق متعددة ومتداخلة خارجية وإقليمية ودولية .
– فور صدور القرار اتجهت أمريكا إلى تأليب ( الناتو ) الأوربي والخليجي التدخل وتنفيذ أجنداتها الشيطانية في استعمال المال والسلاح كما حدث في النموذج التخريبي الليبي والسوري واليمني
– سوف تعمل على تقسيم العراق في أحياء مفهوم الأقلمة التي أعلن عنها وزير دفاعه بنس وهو يخاطب رجال الغربية وشيوخها : سوف نوفر لكم إقليم ,هي أشارة خبيثة في نشر العصبيات الأثينية والطائفية انتقاما من البرلمان العراقي الذي أقر خروج القوات الأجنبية من العراق .
ولا نستغرب من أمريكا عدوة الشعوب حين نستذكر رائعة مقولة الراحل ” حسنين هيكل”ُ {نحنُ نعيش العهد الأمريكي } .

الحوار المتمدن

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post ميركل تنتقد بريطانيا
Next post نظام التوازن (المكوناتي) الطائفي: المضمون والمخاطر