تحديات محدقة وقادمة

Read Time:4 Minute, 17 Second

كاظم الموسوي

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_يضاف الى اخطار جائحة الكورونا وازمات الفساد الاداري والمالي ونقص الخدمات، أو انعدامها، وغيرها من امثالها، فضلا عن قرارات الحصار الجائرة التي تفرضها الإدارة الأمريكية وحدها دون شرعية قانونية وتتخادم معها دول أخرى تابعة لها، سواء من أوروبا أو من الوطن العربي، تواجه صناع القرار السياسي وقوى التغيير والاصلاح تحديات محدقة وقادمة تتطلب السرعة في المعالجة والحزم في المواجهة ووقف تداعياتها او تطوراتها، السلبية منها أساسا. وقد تعني بعض البلدان مباشرة والاخرى ربما تصطدم بشرارها او شظاياها اذا ما انفجرت وتوسعت مدياتها. وهي امور كثيرة لا يمكن لاحد التكهن بها ولكن لا بد من التهيؤ لها والاستعداد الجيد، واعتبار الأولويات والضروريات والانطلاق بها أو منها، تحسبا بما تتركه على أوضاعه ومستقبل البلاد.من هذه التحديات التدخلات الاقليمية العسكرية وخاصة التركية في اكثر من بلد عربي، واعلان قيادة تركيا ان ما تقوم به دفاعا عن امنها القومي، فترسل قوات عسكرية تركية وتدرب قوات محلية أو تستخدمهم في خططها التوسعية في سورية وليبيا والعراق ودول خليجية وتدعم خططا ومشاريع اخرى، بشكل او اخر في أكثر من مكان. وهنا يستوجب دراسة الوضع التركي واتجاهات السياسة فيه وخطط القيادة التركية وخاصة مشاريع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وما بصرح به أو يمارسه فعليا، فليس ارساله لوحدات عسكرية مؤللة لاراضي عربية حدودية لتركيا او بعيدة عنها والتنسيق مع قوات حلف الناتو والكيان الاسرائيلي ، ليس لعبة رياضية ولا مزحة سياسية ولا عملا مؤقتا وتحذيرا رمزيا. وخطبه الأخيرة تتمحور حول هذه الخطط والتوجهات من تمييزه لحدود بلاده ووصولها إلى ما كانت عليه الأمبراطورية العثمانية وابعد منها احيانا، ونشر وتوزيع خرائط جديدة لتركيا. والتحدي في هذا الجانب هو في تدخل عسكري مباشر وإقامة قواعد عسكرية والقيام بعمليات عسكرية يروح ضحيتها ابرياء من سكان البلد الذي تقوم بها فيه. كما أن مثل هذه التحركات العسكرية تشكل اختراقا وخرقا لسيادة البلدان واستقلالها ولمعاهدات حسن الجوار والقانون الدولي والاتفاقات الدولية الموقع عليها من كل الأطراف. وهذا التحدي أخذ في الآونة الأخيرة في التوسع والتهديد الخطير ولا يمكن الصمت عليه او التراخي في معالجته وتركه مستمرا خصوصا حين يربطه الاتراك بمعاهدات تاريخية تنتهي مدتها أو محددة بازمان قريبة الان، بما يعني تغير الخرائط الجيو سياسية في المنطقة وسكانها.والتحدي الاخر: تحدي المياه وبرز بشكل صارخ في بناء سدود والتصرف في حصص المياه بما يخالف الاتفاقيات الدولية والمشتركة، من جانبي تركيا واثيوبيا خصوصا. لا سيما سد النهضة على منابع نهر النيل وتهديد الامن المصري والسوداني والاستقرار الاقتصادي والسياسي فيهما، وخاصة مصر اليوم. وترابطها مع التنكر أو التملص من التوقيع على اتفاقيات أو معاهدات أو مفاوضات حول الحقوق المعترف بها والمقرة بقوانين واتفاقيات دولية. وصولا إلى التهرب من التفاوض والحوار واللقاء بين وفود الدول المشتركة في حوض النهر. وتنتشر وتسرب احيانا معلومات عن تداخلات لمسؤولين عرب في دعم الموقف الأثيوبي على حساب الموقف العربي، ولا تخلو طبعا من اصابع الكيان الإسرائيلي في صناعة المشاكل وحرمان الشعب العربي في مصر والسودان من التمتع بحصصهما المعترف بها قانونا دولياً. كما تفعل تركيا الشيء نفسه بخصوص سدودها الجديدة على منابع نهري دجلة والفرات والتهديدات المتتالية بشانهما.والتحدي الاخر وهو ليس جديدا، بمعنى زمنه، من قرارات التقسيم و”ماكو أوامر” والى يومنا هذا، وواضح في استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وعلى بلدان عربية، ابرزها سورية ولبنان، واليمن والعراق، تحت أغطية الطائرات المسيرة والقصف مجهول الهوية والمصدر. وهذا التحدي هو ايضا تهديد مستمر ضد كل بلد عربي وتدخل في شؤون اخرى، وحتى في تغذية التهديدين السابقين او مشاركة فيهما. وقد يكون تاجيل قرار الضم لظروفه فإن ما تقوم به قوات الاحتلال من تصرفات وعمليات ميدانية تسهم في تمهيد العمل لإعاد العمل في تنفيذه وهو ما تطبقه قوات الإحتلال عمليا منذ قيام الكيان. وهذا التحدي لا يتوقف عند تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وحسب وانما يتمدد خطره على خارطة المنطقة السياسية في حده الادنى، وما يتعرض له الاردن مثالا، والهجمات الجوية والصاروخية على مواقع سورية بأية حجج تعبير اخر لأشغال الداخل والمنطقة برمتها بما يرسم لها ويتفق مع رؤية الإدارة الأمريكية الحالية، وكيف ستكون في قراءات أو توقعات الانتخابات الرئاسية الأمريكية.والتحدي المستجد، هو ما قد يحصل في الملكيات العربية، خاصة في الجزيرة والكويت، والنابع من مرض الملك والامير وكبرهما عمريا واحتمال رحيلهما القريب، وماذا يحصل في الجزيرة والخليج بعدهما. هل ستمر مرحلة ما بعد وفاتهما بشكل سلس، ومن يرشح وليا للعهد بعد الموجودين اللذين ينتظران هذه اللحظة بحرارة وعلنية وهما يعرفان الصعوبات والتوترات والتداخلات الداخلية والخارجية فيها؟! لاسيما في الجزيرة، لولي العهد محمد بن سلمان (مبس). الذي استعد لهذه اللحظة من استلامه موقعه وأصبح الملك الفعلي للبلاد بحياة والده العليل. ولكنه مارس سياسات انتقامية حتى داخل العائلة المالكة والمقربين منه ووفر له مساحات حقد وكراهية تخل او تؤثر في موازين القوى المقررة للسلطة في الرياض.أما في الكويت فربما الأمور ايسر منها مقارنة بالجزيرة الا أن الصراعات داخل العائلة الأميرية شبيهة بما عند جيرانها، وربما يطول حسم الأمر لولي عهد جديد وقد يؤخذ باسلوب اللحظة الاخيرة، واستكمال بوس اللحى والتراضي بالمساومات، وفي كلا العاصمتين تلعب التدخلات الخارجية والضغوط المبرمجة دورها في التعيين والتكليف والتهدئة أو في انفجار الوضع واهتزاز الاستقرار وتأثيره حتما على مجمل الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية وخارطة المنطقة الاستراتيجية وكيفية التعامل مع المتغيرات القادمة في المنطقة والعالم.أمام هذه التحديات والصعوبات والأزمات وظروف الداخل واستراتيجيات الخارج وبرامج عمله في خارطة الوطن العربي القادمة اين تقف قوى التغيير والاصلاح؟، واين يعنيها الأمر مباشرةً وقد تكون هي في دوامته او مصيره؟، وماذا على أصحاب القرار السياسي عمله أو التنبه له؟. وهنا الوردة.. وهنا نرقص معا!.

الحوار المتمدن

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post العلاقة الجدلية بين أيديولوجية حزب البعث ونهجه الأمني في العراق
Next post الربع ساعة الأخيرة لنتنياهو …….