الاستخبارات الإيرانية .. ماذا تبحث في ألمانيا ؟

Read Time:5 Minute, 49 Second

بقلم حازم سعيد

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_كشفت الاستخبارات الألمانية أن تغلغل اجهزة الاستخبارات الإيرانية  فى الولايات الألمانية أصبحت تأخذ أشكال متنوعة وسرية. وإن باتت تلك الاستراتيجيات مكشوفة لدى الأجهزة الأمنية فى ألمانيا. وتورطت المراكز والجمعيات الثقافية المدعومة من إيران فى غسيل وجمع الأموال وتحويلها لأذرع إيران حزب الله وفيلق القدس.

قرصنة إيران للبنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات -الإستخبارات الإيرانية

كشفت الاستخبارات الألمانية فى 10 يوليو 2020 غن تزايد اشطة إيران المتزايد لقرصنة البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات الألمانية، للوصول لمعلومات حساسة تستخدمها في التحايل على العقوبات المفروضة عليها. وكشفت وزارة العدل الأميركية محاولات جماعات تابعة للحرس الثوري الإيراني تشمل شركة إيرانية و (9) إيرانيين، ناشطين في معهد “مبنا” ومقره إيران. وتم اختراق أنظمة مئات الجامعات والشركات وسرقة البحوث والبيانات الأكاديمية والملكية، والملكية الفكرية. واستطاعوا اختراق (176) من الجامعات الأخرى في (21) بلدا، من بينهم ألمانيا و (11) شركة خاصة في أوروبا. الاتفاق النووي الإيراني .. رهان أوروبي و مصير غامض

المعارضة الإيرانية في ألمانيا

دعت منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة حوالي (15) ألفا من أبناء الجالية الإيرانية في العاصمة الألمانية برلين إلى محاكمة ومعاقبة وطرد عناصر المخابرات الإيرانية ، وكذلك قطع العلاقات مع النظام الإيراني لدعمه الإرهاب وفقا لـ”العربية” فى 7 يوليو 2019. ويعيش حوالى(2800) من أعضاء حركة مجاهدي خلق في مدينة “أشرف 3″ الألبانية وفقا لـ”فرانس24” في 7  يوليو 2020. الإستخبارات الإيرانية

تنقسم استراتيجية إيران فى أوروبا إلى (3) محاور رئيسية يبدو أخطرها الاستراتيجية الجديدة التي باتت تتبعها بشكل موسع وهي “الرصد والمتابعة والسيطرة”. تتلخص هذه الاستراتيجية بتشكيل مراكز دينية تتبع لإيران مباشرة وجماعات سرية مهمتها رصد ومتابعة الجاليات الشيعية في أوروبا والبد بالسيطرة عليها حتى التهديد بالقتل. وفقا لـ “مركز جنيف للدراسات والأبحاث – وحدة دراسات الجماعات المتطرفة

استغلال إيران للمراكز الإسلامية فى ألمانيا -الإستخبارات الإيرانية 

المركز الإسلامي في مدينة هامبورغيديرالمركز الإسلامي في “هامبورغ” الإمام الشيخ “محمد هادي مفتح” والذي يدير أيضا المخططات الإيرانية فى ألمانيا. وأصدرت هيئة حماية الدستور، تقريرها الأمني السنوي لعام 2019، وتضمن التقرير أن المركز الإسلامي في مدينة “هامبورغ” هو المسؤول عن “مسجد الإمام علي”. ويعد أهم تمثيل لإيران في ألمانيا بالإضافة إلى السفارة ومركزًا للدعاية الإيرانية المهمة في أوروبا. وهناك عدد من المراكز والمنظمات الإسلامية في ألمانيا لها روابط وثيقة مع المركز الإسلامي في مدينة “هامبورغ”. الإستخبارات الإيرانية

وأوضح التقريرأن المركز أنشأ شبكة وطنية من الاتصالات داخل العديد من المساجد والجمعيات الإسلامية، ويمارس تأثيرًا كبيرًا عليها، ويسيطر عليها بالكامل وفقا لـ”الحرة” فى 9 يوليو 2020. ومن الأمثلة الواضحة على نفوذ المركز، المسيرة السنوية التي تنظمها هذه الجمعية بالتعاون مع “المركز الإسلامي في هامبورغ”، تحت مسمى “يوم القدس.

أسست منظمة المجتمع الإسلامي للمنظمات الشيعية في ألمانيا   2009والتي يندرج ضمنها المركز الإسلامي في هامبورغ. حصلت المنظمةعلى تمويل من الاتحاد الأوروبي في 2019 بلغ (137) ألف يورو، بينما بلغ حجم التمويلات الألمانية في الفترة بين 2016 و2019 ما يعادل (120) ألف يورو في إطار برنامج يرمي إلى مكافحة التطرف الديني، بحسب ما ورد في موقع ” GOETHE INSTITUT “الألماني وتم تسخير هذه الأموال لأهداف النظام الإيراني وفقا لـ”العربية” فى 9 سبتمبر 2020.

مركز المصطفى”: كشف تقرير لجهاز المخابرات الألمانية فى 19 يوليو 2020 أن مركز “المصطفى”، الذي يعمل تحت غطاء اجتماعي، تبين انه يجمع الأموال وتحويلها الى حزب الله في لبنان. وبحسب تقرير المخابرات، فإن حوالي (50) شخصا في بريمن ونحو (1050) في مختلف أنحاء ألمانيا، أعضاء في جمعية المصطفى، مشيرا إلى أن هذه الجمعية تعمل كنقطة وصل بين المناصرين في بريمن، وقيادة حزب الله المدعوم من إيران ، وأشار التقرير إلى أن مركز المصطفى أرسل أموالاً لأسر مقاتلي الحزب، كما أنه حاول ملئ الفراغ الذي أحدثه منع الحكومة الألمانية منظمة “مشروع أطفال اليتيم في لبنان” عام 2014، من العمل على أراضيها.

الواجهات التي تعمل تحتها الإستخبارات الإيرانية 

الحرس الثوريذكر تقرير للمخابرات الوطنية الذي نشره وزير الداخلية الألماني، أن الشرطة ألقت القبض على شخص في ولاية هيس خلال فبراير 2019 يشتبه في تجسسه لصالح “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني في ولاية هيس وفقا لـ”صحيفة الشرق الأوسط” فى 13 يوليو 2020. تعمل بعض البنوك الإيرانية المتواجدة فى ألمانيا لصالح الحرس الثوري الإيراني بحسب منظمة “الاتحاد ضد إيران النووية” وفقا لـ”الحرة” فى  8 أبريل 2020.

  • بنك “ميلي” الإيراني في ألمانيا” : اتهمته الولايات المتحدة الأمريكية بـتمكين الحرس الثوري الإيراني والشركات التابعة له من نقل الأموال داخل وخارج إيران.
  • البنك الأوروبي الإيراني: صنفته الولايات المتحدةالأمريكية على أنه يمارس غسيل الأموال ويمول العديد من الوكالات العسكرية والدفاعية الإيرانية، بما في ذلك الحرس الثوري.  الإستخبارات الإيرانية

فيلق القدسحذر التقرير السنوي للمخابرات الداخلية، من عمليات تجسس تقوم بها إيران في البلاد، وأن عناصر فيلق القدس فاعلون فى ألمانيا. وهم يمارسون عمليات تجسس، ويمكن الافتراض بأنهم يحضرون لعمليات ضد الأشخاص والأماكن التي يتجسسون عليها وفقا لـ”العربية” نت فى 9 يوليو 2020.

تجنيد عملاء  إيرانين داخل مؤسسات الدولة الالمانية -الإستخبارات الإيرانية 

أعلن مكتب الادعاء الاتحادي في ألمانيا أن السلطات اعتقلت (عبد الحميد.س) كان يعمل لصالح وكالة مخابرات أجنبية. وخبير لغات ومستشار ثقافي لدى الجيش الألماني يحمل الجنسيتين الأفغانية والألمانية للاشتباه بتمريره بيانات إلى أجهزة الاستخبارات الإيرانية. الإستخبارات الألمانية تكشف أنشطة إيران السرية والخطيرة على أراضيها

اعتُقل الدبلوماسي الإيراني “عبد الله أسدي” في أثناء وجوده في ولاية بافاريا الألمانية بمذكرة اعتقال أوروبية في يوليو 2018 بتهمة التحضير لمهاجمة مؤتمر المعارضة في باريس. ويشتبه بأنه كان على صلة بشخصين ألقي القبض عليهما في بلجيكا وبحوزتهما (500 ) غرام من مادة (تي.إيه.تي.بي) المتفجرة محلية الصنع وجهاز تفجير في سيارتهما. لتنفيذ تفجير في فيلبانت قرب باريس، خلال تجمع لحركة مجاهدي خلق المعارضة وفقا لـ”dw” فى 4 يوليو 2018. الإستخبارات الإيرانية

واعتقلت ألمانيا في نهاية 2015، الإيرانيَّين “ميسم.ب” و”سعيد.ر” بتهمة التجسس لصالح إيران ضد المعارضة الإيرانية الناشطة في ألمانيا. وكان الاثنان ينتميان إلى منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة قبل أن يكرسا نشاطهما للتجسس على نفس المنظمة منذ سنة 2013 وفقا لـ”صحيفة الشرق الأوسط” فى 16 يناير 2019 .

 التحليل

– تستمر الاستخبارت الإيرانية في ابتكار استراتيجيات جديدة للتحايل على العقوبات الأمريكية المفروضة عليها. وتعد استراتيجية الرصد والمتابعة والسيطرة من أحدث الاستراتيجيات التى كشفتها أجهزة الاستخبارات الإلمانية .

– ترتكز الاستراتيجة الإيرانية علي تكثيف أنشطة التجسس على الأراضي الألمانية. كذلك استهداف البنى التحتية فى ألمانيا للحصول على معلومات حساسة تتعلق بالأمن والسياسة والخارجية. بالإضافة إلى تعقب الجاليات الإيرانية بما فيها المعارضة الإيرانية لاسيما مجلس المقاومة الإيرانية و مجاهدي خلق.

– لا تعمل المراكز الإسلامية والجمعيات الثقافية منفردة. بل هناك  تاريخ من التعاون الوثيق بين الاستخبارات الإيرانية من جهة والبعثات الدبلوماسية والمؤسسات الدينية والجميعات الثقافية من جهة أخرى والتى تعمل على تمويل الإرهاب وتجنيد الجواسيس سرًّا.

– استطاعت الاستخبارات الإيرانية الاستفادة من دعم السلطات الألمانية  للمراكز والجمعيات الأسلامية وحرية المعتقد فى تسخير هذا الدعم في تمويل أنشطتها المشبوهة والغير قانونية. وكذلك توفير كافة أشكال الدعم لأذرع إيران كحزب الله وفيلق القدس في ألمانيا.

– فى ظل انتقادات المعارضة الألمانية للحكومة بات من المتوقع أن تدفع تلك الانتقادات أجهزة الاستخبارات الألمانية فى تكثيف المراقبة على أنشطة إيران فى ألمانيا وطرح مسودات قوانين فى البرلمان الألماني لحظر أنشطة المراكز والجمعيات الثقافية الإيرانية.

التوصيات

تعزيز التعاون والتنسيق بين الأجهزة ألأمنية و الاستخبارية  فى ألمانيا حول رصد أنشطة إيران على الأراضي الألمانية ومراقبة المؤسسات المالية والشركات و المراكز الإسلامية المدعومة من إيران  والمساجد والجمعيات الثقافية التابعة لها.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post مكافحة الإرهاب .. دول الشرق الأوسط و إسرائيل شراكة جديد
Next post خطوة البحرين تجاه إسرائيل تواجه خطر رد فعل محلي