الإستخبارات الأمريكية والروسية.. عودة إلى الحرب الباردة

Read Time:6 Minute, 33 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تصاعدت الاتهامات المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشأن أنشطة التجسس. حيث وجهت الولايات المتحدة الأمريكية اتهامات لروسيا بتعرض دبلوماسيين أمريكيين فى روسيا  تمارس روسيا ضغوطا لتجنيدهم لصالح الاستخبارات الروسية وتوجه موسكو لواشنطن اتهامات تتصل بتهديد أمنها القومي.

تجسس روسي أمريكي متبادل – الإستخبارات الأمريكية

ألقت السلطات الأمريكية القبض على ” بيتر دبينز”  ضابط سابق في القوات الخاصة لاتهامه بالتجسس واسمه الرمزي “إيكار لسنيكوف”. خدم “دبينز” في الجيش من 1998 وحتى 2005، في وحدات الكيمياء، ومنها في كوريا الجنوبية. وانضم إلى القوات الخاصة برتبة نقيب في ألمانيا في عام 2003. ويواجه “دبينز” اتهامات بتسريب معلومات سرية تخص الدفاع القومي إلى جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية لأكثر من عشر سنوات. أجرى “دبينز” اتصالات بعملاء الاستخبارات الروسية وفقا لـ”BBC” في 22 أغسطس 2020.

صرح مساعد المدعي العام “جون دمرز” إن دبينز “انتهك قسمه كضابط في الجيش الأمريكي، وخان القوات الخاصة، وعرّض أمن بلدنا القومي للخطر عبر كشف معلومات سرّية لضباط الاستخبارات الروسية، وتقديم تفاصيل عن وحدته، وتحديد أعضاء فريق القوات الخاصة كي تحاول الاستخبارات الروسية تجنيدهم”.

أعلن مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” أن الولايات المتحدة نجحت في العام 2017 من استخراج أحد أهم مصادرها السرية داخل الحكومة الروسية. وأخبر “مايك بومبيو” والذي كان يشغل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مسؤولين في إدارة ترامب، أن هناك الكثير من المعلومات التي ظهرت فيما يتعلق بالمصدر السري والذي كان يعرف باسم “الأصل” وفقا لـ”يورونيوز” في 28 سبتمبر 2019. الإستخبارات الأمريكية

وأكد الكرملين في 10  سبتمبر 2019 وفقا لـ”مونت كارلو” إن مسؤولا روسيا سابقا جاسوس لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية كان يعمل في الرئاسة الروسية . هذا المسؤول ربما يُدعى “أوليج سمولينكوف”. وذكر المتحدث باسم الكرملين “ديمتري بيسكوف” أن “سمولينكوف” كان يعمل في الرئاسة الروسية لكنه أقيل بين عامي 2016 و2017. هذا العميل كان له دور في توصل الاستخبارات الأمريكية عام 2016 إلى أن بوتين تدخل شخصيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفقا لـ”BBC”. روسيا و بريطانيا..حرب جواسيس و أزمات دبلوماسية

هجمات إلكترونية متبادلة بين روسيا وأمريكا – الإستخبارات الأمريكية

أعلن نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي”أوليغ خراموف” أن نحو (75%) من الهجمات الإلكترونية في العالم تتم من داخل الولايات المتحدة. وتابع “يتصدر الأمريكيون الإحصاءات المتعلقة بالأنشطة الضارة بحجم كبير، ففي الفترة الممتدة من 2016 إلى 2019، وصل حجم الهجمات التي مصدرها الولايات المتحدة إلى ما بين 40 الى 70 في المئة” وفقا لـسبوتنيك” في 25 أغسطس 2020.

أكد الرئيس” دونالد ترامب” أن الولايات المتحدة شنت هجومًا سيبرانيا ضد وكالة أبحاث الإنترنت الروسية عام 2018. وألقى المسؤولون الأمريكيون باللوم على الوكالة الروسية، للتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 وانتخابات منتصف المدة عام 2018. وأجاب ترامب على سؤال إن شنت أمريكا هجوما على وكالة أبحاث الإنترنت الروسية خلال مقابلة مع مارك تيسين من صحيفة “واشنطن بوست”، “هذا صحيح” وفقا لـ”سبوتنيك” في 11 يوليو 2020.

أفادت شركة “لوكاوت الأمنية” الأمريكية إن شركة دفاعية متعاقدة مع روسيا تتهمها الولايات المتحدة بدعم هجمات إلكترونية، طورت برنامجاً يستخدم بالتجسس على الهواتف الذكية .وأضافت “لوكاوت” في تقرير أن شركة “سبيشال” تكنولوجي سنتر، التي تتخذ من سان ، طورت رمزاً يتم توجيهه صوب عدد قليل من الأهداف تشمل المهتمين بجماعة مسلحة معارضة في سوريا المتحالفة مع روسيا. واكتشفت الشركة عينات من البرمجيات موجهة لهواتف وفقا لـ”يورونيوز” فى 27 يوليو 2019.

أصدرت وكالة الأمن القومي الأمريكية تحذيرا أمنيا من موجة جديدة من الهجمات الإلكترونية على خوادم البريد الإلكتروني، تشنها وحداة التجسس الإلكتروني الروسية “74455” التابعة للمركز الرئيسي للتكنولوجيات الخاصة في مركز GRU Main Center for Special Technologies (GTsST). التي هي قسم من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية التي تعرف أيضا بمجموعة Sandworm” وفقا لـ”مونت كارلو ” في 4 يونيو 2020 . وحذرت وكالة الأمن القومي من استغلال مجموعة “Sandworm” ثغرة أمنية خطرة نظام”Exim”  لنقل رسائل البريد الإلكتروني” Mail Transfer Agent” لتستهدف المنظمات الخاصة والحكومية.

تصعيد عسكري محتمل فى بحر البلطيق – الإستخبارات الأمريكية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أسطول البلطيق الروسي يتابع مدمرة “غرايفلي” الأمريكية في مياه بحر البلطيق. وهذا هو ثاني دخول لمدمرة “غرايفلي” الأمريكية لمياه بحر البلطيق خلال عام 2019. وهي تنتمي إلى المجموعة الدائمة الأولى للقوات البحرية للناتو. وهذه المدمرة قادرة على حمل ما مجموعه (56)  صاروخا مجنحا من نوع “توماهوك”، يصل مداها إلى (1.6) ألف كلم. وهذه السفينة الحربية مزودة أيضا بأنظمة “إيجس” الصاروخية وفقا لـ”روسيا اليوم” فىي 26 فبراير 2019.

ذكر” ينس ستولتنبرغ”  أمين عام حلف شمال الأطلسي أن حجم القوات الأمريكية المتواجدة في أوروبا بلغ أعلى مستوياته بعد الحرب الباردة. وتشهد أوروبا قدوم المزيد من القوات الأمريكية. و يصل (20) ألف جندي أمريكي إلى أوروبا للمشاركة فى “مناورات مدافع 2020”. وكشف الجنرال “جيف هاريغان”، قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا، عن وجود خطة لمهاجمة منشآت الدفاع الجوي الروسية في منطقة “كالينينغراد” في حال “غزت روسيا جمهوريات البلطيق” وفقا لـ”سبوتنيك” في 24 يناير 2020. الإستخبارات الأمريكية

وحشدتروسيا مزيدا من القوات والصواريخ في منطقة “كالينغراد” المتقدمة على بحر البلطيق. وحسب ما أفادت وكالة “رويترز” فإن المنطقة شهدت وصول شاحنات تنقل عتادا عسكريا من ميناء إلى داخل المدينة إلى القاعدة العسكرية التي يجري فيها عمليات توسعة تتضمن بناء شبكة رادارات عسكرية وفقا لـ”سكاي نيوز عربية”.

موقف أمريكا من عمليات التسميم الروسية

فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على روسيا ، ومن أمثلة العقوبات الاقتصادية القيود على الديون السيادية الروسية، والتي ستقوم واشنطن بموجبها بمنع المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من توفير وتمديد القروض لروسيا وفقا لـ”روسيا اليوم” في 26 أغسطس 2020. وذلك  بعد أن تأكّدت من أنّ موسكو تقف وراء استخدام غاز الأعصاب “نوفيتشوك” بالمملكة المتحد وفقا “DW”في 8أغسطس 2018 . وتقول متحدثة باسم الخارجية الأمريكية  في إشارة إلى تسميم سكريبال “تأكّدت الولايات المتحدة في 6 أغسطس من أنّ الحكومة الروسية استخدمت أسلحة كيميائية أو بيولوجية، في خرق للقوانين الدولية”. قضية إغتيال العميل الروسي سكريبال، تفتح ملف قائمة إغتيالات عملاء آخرين في بريطانيا

أوضح الرئيس الأمريكي”دونالد ترامب” بأنه لا يملك حتى الآن أي دليل يشير إلى تورط روسيا في “تسميم” المعارض “أليكسي نافالني.” مؤكدا إنه ليس لديه سبب للشك بالنتائج التي توصلت إليها ألمانيا في ما يتعلق بتسميم “نافالني”، لكن الولايات المتحدة لم تراها بعد. وكان مجلس الوزراء الألماني، كشف عن أن متخصصين من معمل “بوندسفير” أثبتوا أن “نافالني” “تسمم” بمواد مجموعة “نوفيتشوك” من عوامل الحرب السامة وفقا لـ”سبوتنيك”في 4 سبتمبر 2020.

موقف أمريكا من مشروع الغاز نورد ستريم 2

وقع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قانونا يفرض عقوبات على أي شركة تساعد شركة “غازبروم” المملوكة للحكومة الروسية في استكمال مد خط أنابيب غاز إلى أوروبا. وتستهدف العقوبات التي ينص عليها هذا القانون شركات البناء العاملة في خط الغاز “نورد ستريم 2” وكان ن وزير الخارجية الأميركي “مايك بومبيو” قد صرح بأن الولايات المتحدة ستشدد العقوبات ضد مشروعات الطاقة الروسية، من خلال إلغاء الإعفاءات التي تم منحها لبعض الشركات المشاركة في أنابيب الغاز “نورد ستريم 2″ و”تورك ستريم” وفقا لـ” الشرق الأوسط”في 15 يوليو 2020.

التحليل

–  بدأ التجسس الروسي الأمريكي على بعضهما البعض منذ عقود في جميع المجالات السياسية والاقتصادية. ويبقى العنصر البشري عنصرا هاما، يعتمد عليه البلدين بالرغم من توافر تكنولوجيا المعلومات والتجسسس.

–  عادت الحرب الباردة بين الاستخبارات الروسية والأمريكية. بأشكال مختلفة على خلفية الخلافات المحتدمة بين الطرفين. ولكن أهم مايميز الاستخبارات الروسية أن لديها نشاط أوسع من الولايات المتحدة الأمريكية لاسيما فى أوروبا.

– أهم نقاط الخلاف المحتدمة بين روسيا ووالولايات المتحدة الأمريكية تتمثل في مزاعم  التدخل الروسي فى الانتخابات الامريكية. عدم التوصل الى توافق بشان الامن الاستراتيجي كالملف السورى والأزمة الأوكرانية.

– ويعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الأسلحة القصيرة والمتوسطة المدى وتطوير أمريكا لهذه الاسلحة ونشرها بالقرب من الحدود الروسية عاملا هاما فى توتر العلاقات بين البلدين. ومن شأن هذه العوامل أن تؤدى إلى تدهور أكثر فى العلاقات وتنذر بمواجهة روسية أمريكية محتملة.

– يواصل حلف شمال الأطلسي وروسيا تعزيز قدراتهما الاستخبارية والعسكرية في شرق أوروبا. وتشيرالتنبؤات إلى تدهور الوضع الأمني في منطقة بحر البلطيق. ما يزيد من  احتمالية اندلاع حرب باردة بين حلف “الناتو” وموسكو وقد يترتب عليه مواجهة عسكرية.

– تتلخص المخاوف الأمريكية من مشروع الغاز”نورد ستريم 2″ في الإضرار بالمصالح الاقتصادية الأمريكية فى أوروبا. والتقليل من حصة واشنطن من الغاز الطبيعى فى السوق الأوروبى. وهذا يتيح لروسيا التحكم في إمدادات الغاز والطاقة الأوروبية لتصبح ورقة ضغط على الدول الأوروبية .

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post هل كانت إيران والولايات المتحدة حقاً على “شفا الحرب”؟ ملاحظات حول الصراع في المنطقة الرمادية
Next post التجسس الإلكتروني..كيف تقوم الاستخبارات باختراق الهواتف و أجهزة الكمبيوتر ؟