التدوين الموسيقي .. لماذا صرنا خارج السرب؟؟؟؟
الموسيقي والمهندس يزن الجاجة
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_الحضارة ليست بنت أمة بعينها , و انما هي طفلة مدللة تكبر في كنف من يعطيها الأمان و الرعاية و الادوات لذلك و عبر التاريخ كانت قافلة الحضارة تحط رحالها في أرض شعب متنور ما لسنين أو عقود , ثم تنتقل لأمة أخرى قد حان دورها التاريخي في بناء التراث الانساني و إضافة ثقافتها إليه هذا ما يفسر التشابه الكبير في اصطلاحات كثيرة ما بين اللغات المختلفة , كما في الفن و الأساطير الشعبية أدلة جمة على وحدة التراث الإنساني و أصالته إن ما يصلنا الآن من أثر لشعوب و ممالك قديمة إنما هو ما تم تدوينه و حفظه برعاية ملوك و سلطات هذه الممالك , بينما أصبح كل ما هو شعبي و “عمومي” أصبح حكايات تتناقلها الألسن و أغنيات يغنيها الرجال و النساء جيلا بعد جيل حتى طالها التشويه و التسليع و الاندثار قدمت الحضارة العربية إلى العالم آلة العود , و كتبا و رسائل لا حصر لها في التأليف الموسيقي و المقامات و الكثير من الأغنيات الشعبية و الألحان التي دونتها حضارات أخرى فهمت لعبة التاريخ , أو اندثرت لانحسارها بين العامة و تهميشها و منعها من قبل سلطات تلك الأزمنة أخذت أوروبا “العود” و طورته (و هذا نتاج حضاري بعينه) , و عملت على كتابة أناشيدها و صلواتها أولا فكانت النوتة الموسيقية الحديثة التي نعرفها جميعا , و راحت باتجاه كتابة أغنياتها و ألحانها الدنيوية حتى صار التأليف الموسيقي علما رياضيا قائما بذاته فكل شيء قابل للكتابة هو بالضرورة قابل للنقل و النقاش و التطوير نحاول الآن جاهدين كتابة ما فات من تراثنا و تلك مهمة لا شك صعبة و قد يكون جزء منها مستحيلا , لكن المحاولات الحالية في كتابة التراث الموسيقي العربي هي بالفعل محاولات متنورة استطاعت للآن إيجاد ملامح واضحة للهوية الموسيقية العربية بدون إغفال أهمية الحالة الأكاديمية العالمية و أهميتها في نقل الرؤية العربية في الفن إلى البشرية كم نحن بحاجة إلى “شوبان” عربي يعيد انتاج رقصاتنا و أغنياتنا و تصديرها إلى العالم من جديد , و كما كانت الحرب في بولونيا شرارة لإيقاد روح “شوبان” , قد تكون آلامنا الآن شعلة لعبقري ما , ولد ربما و لم نسمع به بعد .
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_
Average Rating