تسع ملاحظات عن الاسلام و جريمة قتل الأستاذ الفرنسي

Read Time:2 Minute, 55 Second

حمزة رستناوي

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أولا- هي جريمة ارهابية يجب ادانتها و تفسيرها وليس تبريرها أو التماس الأعذار المخففة لها

ثانيا – تؤكد هذه الحادثة وغيرها أن الاسلام ( الاسلام هو المسلمون) بالفعل في أزمة ، فالدافع الى الجريمة هنا هو عقائدي ديني وليس خلاف شخصي او جريمة ذات طابع جنائي مثلا!

ثالثا- من يريد تبرير هذه الجريمة واعتبارا جهاد في سبيل الله يستطيع الاستشهاد بأحاديث منسوبة للنبي محمد موجودة في كتب يعتبرا غالب المسلمين اليوم صحيحة ، وسبق لتنظيم داعش أن قدّم مرافعات ( شرعية ) لتبرير هكذا جرائم سابقا. ومن يريد إدانة هذه الجريمة واعتبارها اساءة الى الاسلام يستطيع الاستشهاد بنصوص قرآنية و أحاديث منسوبة للنبي محمد كذلك . إذا مربط الفرس هو فهم الانسان المُسلم للدين وتصوراته ذات الصلة ، حيث لا يوجد الاسلام أو أي دين آخر بمعزل عن الفهم البشري والشكل الاجتماعي المُعاش

رابعا- ليس للاسلام (أو أي عقيدة دينية أولا-دينية أخرى) بجوهر خيّر أو شرير، هذا يتعلق بالشكل الاجتماعي التاريخي المُعاش للدين وبالفهوم البشرية لهذا الدين، وبالتأكيد هي فهوم متعددة أكثر أو أقل حيوية من بعضها البعض ، ومعيار الحيوية هو الالتزام بأولويات الحياة والعدل والحرية.

خامسا – لا يمكن اعتبار هذه الجريمة تخص المجتمع والدولة الفرنسية فقط . حيث يوجد عبر العالم وعبر العقود الماضية جرائم مُشابهة لها، ذات دوافع عقائدية دينية داخل وخارج فرنسا ارتكبها مسلمون! القاتل يرتكب هذه الجريمة ( دفاعا عن دينه ) ودينه ليس شأنا فرنسيا فقط، القاتل ينتمي الى ثقافة دينية مغلقة ( لاجئ شيشاني مُسلم) ليست الحكومة أو السياسات الفرنسية بالخاصة هي التي قامت بتصنيعها أو تشجيعها حتّى! ثمة انسان ينتقل الى بلاد أخرى بحثا عن الأمان وأسباب الحياة حاملا معه ثقافة قاصرة عن مصالح الحياة والعصر.

سادسا – المشكلة مركبة ومتعددة العوامل- كأي مشكلة- وهناك مسؤولية على الدولة الفرنسية في حماية المواطنين الفرنسيين بمن فيهم الفرنسيون المسلمون، ومنع التمييز على أساس الدين ، كذلك والعمل على تحسين التنمية والخدمات في مجتمعات اللاجئين والضواحي ومنع قيام غاتوهات مغلقة ضمن المدن الفرنسية.

سابعا- المجتمعات الغربية تقوم على مبدأ الحرية بما يشمل حرية التفكير والتعبير، وضمن هذا الحق يدخل حق الرفض والنقد والسخرية والتمثيل الكاريكاتوري ربما( أنا شخصيا مع النقد وضد حق السخرية) تستطيع أن تسخر من المسيح والمسيحية هنا مثلا كما تشاء وتستطيع أن تسخر من الالحاد هنا كما تشاء وكذلك من أي زعيم سياسي ! رغم وجود ملايين المسيحيين الأتقياء نادرا ما تحدث مشاكل. مثلما هذه الدول تسمح للمسلمين بالتبشير يجب ان نتقبل فكرة وجود انتقادات لاذعة من قبل الآخرين ونتعامل معها بأسلوب الحوار والاقناع والتجاهل إن لزم ، فالكلمة تستدعي كلمة و الفكرة تستدعي فكرة ليس العنف والقتل! و إنّ ( ابراز الوه الحضاري للاسلام) يكون من خلال السلوك الحضاري ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) النحل 125، قد يقول قائل وماذا عن قانون مكافحة السامية و تجريم التشكيك بالمحرقة اليهودية مثلا؟ و في ذلك يجب أن يخضع اليهود كغيرهم لمعايير موحدة في التعامل، وإن دعم اسرائيل كدولة عنصرية شيء وقضية الابادة الجماعية لليهود في الحرب العالمية الثانية أمر آخر! والخطأ لا يواجه بخطأ!
ثامنا- الاسلام هو اسلامات ، وهذه الحادثة و أمثالها يجب أن تكون حافزا على دعم الاتجاهات التنويرية والأكثر حيوية في الاسلام فذه مصلحة لنا نحن المسلمون قبل غيرنا و بالتأكيد هي مصلحة للعالم أجمع (من غير المستبدين والعنصريين).

تاسعا- المستفيد الأكبر من هذه الحادثة و غيرها هم المتطرفون من كل الأطراف بمن فيهم الأحزاب اليمينية العنصرية و حملة خطابات الكراهية، وكذلك ديكتاتوريا العالم العربي الاسلامي، فلسان حالها يقول هؤلاء المسلمون من أبناء دولنا لا ينفع معهم سوى القمع وطريقتنا الاستبدادية في الحكم لذلك لا تتكلموا معنا بشؤون حقوق الانسان! وادعمونا يا عالم فنحن نريحكم من شرورهم!

الحوار المتمدن

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post من المسؤول عن تراجع دور الدولة الاقتصادي في العراق ؟
Next post استمرار الجدل بمقتل الاستاذ بفرنسا