مكافحة الإرهاب ـ جمع المعلومات وتحليل الأهداف

Read Time:6 Minute, 46 Second

بقلم محمد عبد العظيم

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_يعد جمع المعلومات أسهل وأصعب المهام فى نفس الوقت، وعلى الرغم من أن ذلك يبدو متناقضا، إلا أنه يعد سهلاً ، لأن الكثير من المعلومات تكون جاهزة فى الملفات والخطابات والأوراق الرسمية والسجلات المدنية والمكتبات وغيرها، أما الجزء الصعب فهو أن أحدًا لايعلم على وجه اليقين أيا من هذه المعلومات سيكون ذا فائدة، ولا أى قدر من هذه المعلومات سيكون كافيا، ولكن الشئ الأكيد هو أن هذه المعلومات الجديدة تتدفق باستمرار وتؤدى إلى تغيير الافتراضات والاستنتاجات السابقة، كما تفتح أيضا مجالات جديدة تماما من الأفكار . والمعلومات التى نحتاجها تقع حول ثلاث فئات رئيسية: الأهداف، وتصورات الأهداف، والإرهابيين: 1- الأهداف : يقوم جمع المعلومات ببساطة على التعرف على الأصول الموجودة سواء كان جمع هذه المعلومات لصالح مجلس البلدية أو شركة مساهمة أو شركة خاصة، وتشتمل هذه الأصول على الموارد البشرية والمبانى والعقارات والممتلكات والأصول المادية الأخرى، والأصول المالية، وكذلك الأشياء المعنوية كالسمعة الطيبة، والشهرة والانتشار بين الناس، ومعنى ذلك أن الهدف قد يكون أى شئ أو أى شخص يمكن أن يتم حرقه أو تفجيره أو سرقته أو تلويثه، أو خطفه، أو احتلاله أو أخذه رهينة، وكل هذه الأهداف المحتملة . مكافحة الارهاب مهام وصلاحيات

يجب أن تدرج فى قائمة مع ذكر صفاتها الأساسية. وبالنسبة للأشخاص يجب عمل ملفات شخصية تحمل عناوينهم وسجلاتهم الطبية وأسماء أقربائهم المقربين، ويجب أن تكون هناك سجلات للمبانى تحتوى على عدد الأدوار ومخططات توضيح أجهزة الإمداد بالكهرباء والتدفئة والتهوية، وكذلك أجهزة التكييف، والمعدات يجب أن يكون لها كتيبات تشغيل وإصلاح، ويجب أن يذكر فى ملفات ملكية العقارات وصف الموقع والأبعاد الهندسية للعقار، ويجب جمع هذه المعلومات بحيث يسهل تقيميها وحفظها وتحديثها ونسخها وتخزينها والتعامل معها بالطريقة المناسبة أثناء مرحلة تحليل المخاطر.

2- تصورات الأهداف :  تشير تصورات الهداف إلى المعلومات عن الجوانب الذاتية فى إدراكات الناس للأهداف المحتملة المذكورة سابقا، وفيما يتعلق بمجلس البلدية نجد أن الأهداف المحتملة هى ساحة المدينة والمدارس بسبب قيمتها الشعبية العالية، وكذلك قيادات ومخافر الشرطة بسبب قيمتها الرمزية، وعند بحث التصورات عن شركات التصنيع، يجب أن نتعرف على صورة الشركة فى عيون المجتمع المحلى أو الدولة، أو حتى على مستوى العالم، ومن الذى يقدم الإمدادات للشركة، ومن هم عملاؤها، كما يجب تقييم العاملين فى الشركة من حيث أهميتهم المعنوية والاستراتيجية لأعمالها، وكذلك أهميتهم المعنوية والاستراتيجية من وجهة نظر الإرهابيين، وقد تستمد الشركة طاقتها الكهربية من مولد رئيسى وغير قابل للاحتراق ولكن ماذا عن المحطات الفرعية وشاحنات الخدمة ومحطات التوزيع للمستهلكين، وحتى خطوط النقل؟

فلا يمكن أن يصل الأمن إلى 100%، ولكن يجب التفكير فى كل شئ قبل صياغة خطة دفاعية ضد الإرهاب، ومن الجوانب الأخرى المهمة هو جودة خدمات الشرطة المحلية، وكذلك خدمات إطفاء الحرائق والخدمات الطبية والطوارئ الأخرى، وإن كان لدى الشرطة المحلية بالفعل خبراء التفجيرات والمعدات التى تلزم لإزالة المتفجرات والتخلص منها، وفى حالة عدم وجود ذلك، فكم تبتعد -بالنسبة لوقت الاستجابة- أقرب وحدة لديها هذه التجهيزات؟ وإن لم يكن لدى الشرطة فريق للتفاوض         بشأن الرهائن وتحريرهم، أو فريق سوات، فما هو قدر التعاون مع الأقسام التى تمتلك هذه الوحدات المتخصصة؟ وما الوقت اللازم لاستجابة فرق النجدة؟ وكذلك ما الوقت اللازم للاستجابة لطوارئ الحريق؟

واستجابة سيارات الإسعاف؟ وما الوقت الذى تحتاجه شركات الغاز والكهرباء للاستجابة للطوارئ؟ وهذه الأسئلة المتخصصة تساعد فى تقدير المخاطر المحتملة بالنسبة للأهداف التى قد يختارها الإرهابيون. 

3- الإرهابيون :  ينطبق مبدأ “اعرف عدوك” بشكل جيد على هذه النقطة، فيجب أن تأتى معظم المعلومات من الشرطة ومن وكالات حفظ القانون الأخرى، ولكن يمكن الحصول على قدر كبير أيضا من المعومات من مطبوعات الأمن المتخصصة، ومن الجرائد، وحتى من المطبوعات العادية المتداولة فى المكتبات الكبرى، فالجماعات المتطرفة والإرهابية غالبا ماتنشر دعاوى وبيانات خاصة أثناء فترات الهدوء حيث تكون منشغلة بالتبشير لدعوتها، وبالنسبة للجماعة أو المنظمة الخاصة يجب أن تكون الأسئلة الموجهة لوكالات حفظ القانون هى نفسها الأسئلة التى يوجهها ضباط الشرطة لأنفسهم، وهى ما الاتجاهات الإرهابية الحالية؟

أى الجماعات الأصولية والإرهابية يكثر نشاطها فى المنطقة؟

فالإرهابيون يأتون من ضروب سياسية متنوعة ومن طبقات عرقية مختلفة، وكون الجماعة الإرهابية ليست دائمة الظهور فى وسائل الإعلام لايعنى أنها قد لاترتكب عملاً إرهابيا، وعلى الشركة أن تكون على دراية بالجماعات المسلحة والأطقم السياسية والفئات العرقية القادمة من بلاد ذات صراعات، ومن التكتيكات البسيطة لجمع المعلومات عن الجماعات التى قد تحدث اضطرابات هى مراقبة خطابات الاحتجاج التى تدلى بها الجماعات أو الأفراد المنتسبين إليها، فكل الجماعات المتطرفة تقريبا داخل الولايات المتحدة أو خارجها بدأت كمنظمات من المواطنين أصحاب الرأى ثم أصبحت متطرفة أو نتج عنها جماعات منشقة متطرفة.

وعملية جمع المعلومات فى الخطة الدفاعية ضد الإرهاب تشبه جمع القطع فى لغز الصور المجزأة من عدد لانهائى من المصادر دون معرفة بعدد القطع الأصلية أو إن كانت هذه القطع صالحة لصورة واحدة أو اثنتين أو الكثير من صور اللغز، كما أنه لايوجد من يستطيع أن يؤكد أن الصورة الناتجة هى الصورة الصحيحة.

تحليل الهدف

من أصعب التحديات التى تواجه القائمين بإعداد الخطة الدفاعية، هى التعرف الدقيق على الأشخاص أو الممتلكات أو الخدمات التى قد تصبح هدفا للهجمات الإرهابية والتقدير المبالغ فيه يؤدى إلى ضياع الكثير من المال والجهد والوقت، والتقدير المنخفض للتهديدات قد يؤدى إلى موت وإصابة الكثيرين، وكذلك ضياع الملايين من الدولارات فى الخسائر والفديات أو التعويضات التى يحكم بها القضاء للمتضررين.

وتحليل الخطر أو الهدف لايتضمن فقط التعرف على إمكانية أن يصبح الموضوع هدفا للإرهاب، ولكن يشتمل كذلك على تقييم مدى كفاية الدفاعات المقدمة لردع الهجمات الإرهابية ولحماية الأفراد والمؤسسات فى الأماكن المعرضة.

وقد توجه الهجمات الإرهابية للشركات الخاصة بسبب طبيعة عمل هذه الشركات، فمن الأعمال التى أصبحت أهدافا فى السنوات الأخيرة تتضمن:

1- الشركات التى دخلت فى “مجموعات التصنيع العسكرى”،

وتتضمن أى شركة أو مكتب مقاولات يتعاقد مع إدارة الدفاع أو أى شخص يقدم بضائع أو خدمات للقطاع الدفاعى من الاقتصاد.

2- المؤسسات المالية، خاصة تلك التى تملتك برامج تتعارض مع أفكار الإرهابيين وكذلك المؤسسات المالية التى تتعامل مع الحكومة.

3- الشركات التى تعمل فى مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مثل الاتصالات والكومبيوتر، وخاصة تلك التى تفيد فى مجال التسليح .

4- الأعمال التى تؤدى إلى تخليق أو استخدام المواد البتروكيماوية أو المواد الأخرى التى تؤثر فى البيئة.

5- المرافق، خاصة تلك التى يؤدى وقف عملها أى تأثيرات كبيرة فى الجمهور.

6- الشركات التى تقوم بعمليات تصنيع فى دول العالم الثالث أو الدول النامية، وخاصة إن كانت معدلات الأجور المنخفضة قد أدت إلى دخول الشركة فى قضايا الاستغلال.

7- الشركات التى لها عمليات فى دول التوتر، والتى نذكر منها، جنوب أفريقيا وشيلى وإسرائيل والأرجنتين.

8- الشركات التى تجد نفسها بسبب التقلبات السياسية فى الوضع المرفوض من المتحمسين السياسيين، وقد تشمل هذه على الشركات التى تتعامل مع منتجات الغابات، والتى تنتج مواد الإجهاض أو وسائل تنظيم الأسرة الأخرى، وكذلك الباحثين الذين يستخدمون الحيوانات فى الاختبارات ومصنعى المواد الاستهلاكية، والمواد الغذائية، والشركات التى تصنع الأدوات المستخدمة فى المفاعلات النووية وغيرها.

9- الشركات التى أصبحت بسبب حجم استثمارتها وسيادتها للأسواق رمزًا لأمريكا وللرأسمالية مثل كوكاكولا، وجينرال موتورز، وآى بى إم، وماكدونالدز.

وهناك بعض الأسئلة التى يمكن أن يطرحها ضباط حفظ القانون على الشركة أو المؤسسة، والتى يمكن للشركة المستهدفة أن تسألها لنفسها، وتشتمل هذه الأسئلة على:

1- هل تعرضت الشركة من قبل لهجمات الإرهابيين؟

2- هل تم من قبل ذكر اسم المؤسسة أو الشركة فى خطاب أو بيان أو أى وسيلة اتصال أخرى صادرة من الأصوليين؟

3- هل ترتبط الشركة أو المؤسسة أو تنتسب لأى شركة أو منظمة أخرى تكون إجابتها على السؤالين السابقين بالإيجاب؟

4- هل تقدم الشركة المواد الخام أو وسائل التعليب أو أى بضائع أخرى للشركات المذكورة أعلاه؟

5- هل تتلقى الشركة أو المؤسسة مواد أو بضائع من دول أو مناطق التوتر؟

والتحديات التى تواجه تحليل الهدف تكمن فى النظر إلى العملية من خلال مجهر، عن طريق ملاحظة الإمدادات والعملاء وشبكات التوزيع والمستهلكين النهائيين، ومقدمى الدعم المالى للشركة وحتى البيانات العامة والسياسات الشخصية لقيادات الشركة، وإن كانت الشركة فى حالة دفاعية جيدة ستكون قادرة على تخمين من يرغب فى شن هجمة عليها، حتى فى أقل صور ذلك احتمالاً. إستراتيجية مكافحة الإرهاب الفرنسية

وعلى الرغم من أن معظم الجماعات الإرهابية والأصولية معروفة للجميع، إلا أن هناك كثيرًا من الجماعات الأخرى تعمل فى الخفاء دون اكتشاف أخطارها، فمن كان يعرف بجماعة “الموديكان الجنوبيين” إلى أن قامت مجموعة منهم بالقرصنة على قطار فى هولندا، فهناك صراعات تتقلب من آن لآخر ويعتبرها معظم الناس بلا أثر أو معتادة، ولكن قد يستخدمها المتطرفون كمبررات لأعمال العنف، ولنأخذ مثلاً على ذلك العداء بين الكاثوليك والبروتستانت فى أيرلندا الشمالية، وبين الأرمنيين والأتراك، وبين الكروات واليوغوسلاف الآخرين أو النزاع الأحدث بين السيخ والهندوس وذلك ليس إلا أمثلة قليلة.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post جريمة جهادية أخرى تختبر صمود الشعب الفرنسي
Next post العالم العربي والعالم الثالث في ظل التآمر والازمات العالمية ….!!!!