قصر بوتين الغامض

Read Time:4 Minute, 30 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_لا يزال قصر بوتين، المثيرُ للجدل، يحظى باهتمام وسائل الإعلام الأجنبية التي تحاول كشف مزيد من التفاصيل عن “القصر الغامض”، بعد أن كشف عنه المعارض الروسي المعتقل حالياً في موسكو، أليكسي نافالني، بنشر فيديو للقصر الذي قال إنه ملك للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

شبكة BBC البريطانية تحدَّثَت إلى عديد من عمال البناء الذين قالوا إنهم عملوا بموقع قصر بوتين بين عامي 2005 و2020، في بنائه ثم تجديده. وأكَّدوا العديد من المزاعم التي وردت في فيلم نافالني وضمنها إعادة بناء القصر جزئياً بسبب انتشار العفن، وفق ما ذكرته الشبكة الخميس 11 فبراير/شباط 2021.

ماذا قال البناة الذين زاروا القصر؟ 

قال ستانيسلاف (اسم مستعار)، إنه جاء للعمل في موقع البناء بمنتجع غيلينجيك على البحر الأسود في خريف 2018. كان للقصر العديد من بقايا الديكور الفاخر الذي ظهر بفيلم نافالني، لكن الأثاث اختفى في الغالب. وقال للشبكة البريطانية: “كان حجم الثراء مذهلاً. وفي وقتٍ لاحق هُدِمَ جزءٌ كبيرٌ من القصر”. 

طُرِحَت مشكلة العفن في الفيلم، وادَّعى نافالني أن القصر يخضع لعملية إعادة بناء، بسبب ذلك. ويقول اثنان من البناة إنهما رأيا العفن بنفسيهما. برمّته. لقد صدمنا جميعاً”. 

فقد شُيِّدَ قصر بوتين باستخدام ألواح الجبس المُثبَّتة على الجدران الرئيسية، وظهر العفن بين الجدران الخرسانية وألواح الجبس. 

فيما قال عامل بناء آخر، وهو إيغور (اسم مستعار أيضاً)، إنه ذهب إلى العمل في القصر عام 2017، وبحلول ذلك الوقت لم يكن العفن قد انتشر خارج الطابق الأرضي. 

بينما أكَّد مصدرٌ مُقرَّبٌ من الكرملين، أن العفن يمثِّل مشكلةً حقيقية: “كان القصر قد اكتمل بناؤه واستُخدِمَ لعدة سنوات، ولكن بعد ذلك ظهر فطرٌ مصحوبٌ برائحةٍ كريهة”. 

قال إيغور إنهم أُخبروا بـ”كلِّ التفاصيل”: “كلُّ هذه الخزانات مصنوعةٌ من خشبٍ باهظ الثمن. عمل كثير من الناس هنا، واستُخدِمَت كثير من المواد. وبعد ذلك يقولون لنا: حطِّموا كلَّ هذا!”. 

ماذا يدَّعي فيلم نافالني؟ 

يزعم التحقيق الذي أجراه نافالني في الفيلم، أن قصر بوتين كلَّف 1.37 مليار دولار، ودُفِعَ مقابل “أكبر رشوة في التاريخ”. يقول نافالني بالفيلم: “قاموا ببناء قصرٍ لرئيسهم بهذه الأموال”. 

كما اتَّهَمَ نافالني، الزعيمَ الروسي بـ”المحسوبية الإقطاعية” وإدارة نظام يعجُّ بـ”اللصوص”. 

لكن في نهاية الشهر الماضي (يناير/كانون الثاني)، قال الملياردير أركادي روتنبرغ، الشريك السابق للرئيس بوتين في رياضة الجودو، إنه يمتلك القصر، مضيفاً أنه سينتهي منه “في غضون عامين”، ومن المُقرَّر أن يصبح فندقاً سكنياً. 

نُشِرَ فيديو الفيلم الشهر الماضي، بعد عودة نافالني من ألمانيا ووضعه بالحجز مباشرةً. وأثار سجنه أكبر احتجاجاتٍ في روسيا منذ سنوات. 

فيما أشار استطلاعٌ للرأي أجراه مركز ليفادا، وهو مركز روسي غير حكومي لبحوث الاقتراع والأبحاث الاجتماعية، هذا الأسبوع، إلى أن 26% من الروس شاهدوا الفيديو، وقال 17% مِمَّن أفادوا بأنهم شاهدوا الفيديو أو كانوا على درايةٍ بمحتواه، إن رأيهم في بوتين قد تغيَّر بسببه. 

عند زيارة القصر في خريف 2011، قال أحد عمال البناء الذين تحدَّثَت إليهم شبكة BBC، إن انطباعه الأول كان كما لو كان ما يُشيَّد هو الأهرام المصرية. 

وقال: “أعتقد أن نحو 1500 شخص كانوا يعملون بموقع البناء في تلك المرحلة. كان هناك روس وأوزبكستانيون وجنود. كانت هناك دفعةٌ كبيرة لإنجازه”. 

قال عاملٌ آخر، إن جميع علامات البناء كانت مُمَوَّهة؛ حتى لا يمكن رؤيتها من البحر. وأضاف: “جميع الهياكل الخرسانية والمعدنية كانت عليها تلال وأشجار وحشائش وصخور فوقها تغطيها، لجعلها تنسجم مع الطبيعة”. 

كانت هناك حديقةٌ يابانية ومسبح على مستوى الأرض داخل قصر بوتين المزعوم، قال عنه إيغور: “لا يمكنك حتى معرفة أنه موجود”. وتحدَّث عديد من العمال، الذين قالوا إنهم عملوا في الموقع خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، عن عمليات إعادة البناء المتكرِّرة. وقال أحدهم: “استمِروا في البناء والهدم، ثم البناء، ثم الهدم”. 

أضاف أنه كانت هناك أيضاً صالة ألعاب رياضية كبيرة مبنية من الرخام، لكنها استمرَّت عامين أو ثلاثة أعوام فقط. وتابع: “فوجئت حين ظَهَرَ ذات يومٍ حفَّار وبدأ في تحطيمها!”.

“المالك الحقيقي” لقصر بوتين 

إذ قال روتنبرغ لوكالة “Mash” الروسية للأخبار، إنه المالك الحقيقي لهذا العقار الذي يحاول إعماره وتحويله إلى فندق للأغنياء في منطقة تعد سياحية.

كما أظهر التقرير المصور حقيقة الوضع في محيط وداخل “قصر بوتين”، الذي اتهم فيه الرئيس الروسي بحوزته والذي اعتبر المعارض نافالني أنه أفخم وأغلى القصور في العالم، وعمل على كشف صور مفبركة لغرف القصر وما يحتويه.

في السياق نفسه، ذكر الصحفي راغاتكين لوكالة “سبوتنيك”، أن هذا المشروع ليس تابعاً للرئيس الروسي، بل هو مجرد مشروع استثماري لفندق فخم للأثرياء في منطقة تعد سياحية.

وفيما نفى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وجود أي علاقة له مع قصر غيلينجيك، أوضح الكرملين أن الموقع تابع لرجال أعمال.

الإعلام الروسي يريد نفي “التهمة” عن الرئيس

من جهة أخرى، قام مراسل قناة “روسيا 1″، ألكسندر راغاتكين، بإعداد تقرير صحفي كشف خلاله “الحقيقة الكاملة” عن “قصر بوتين” الواقع في محيط مدينة غيلينجيك جنوبي البلاد.

كما أظهرت المقاطع حالة البناء في قصر بوتين التي بدت في المرحلة الأولى من الإعمار ولم تحتوِ أي غرفة من الغرف على أثاث أو حتى جدران مطلية.

قال راغاتكين: “ذهبنا إلى الطابق الأول في القصر، حيث يضم العديد من الغرف وكانت جميعها في حالة إعمار وغير جاهزة بتاتاً، أما الطابق الثاني فهو مماثل للأول، حيث تبين أن القصر ليس جاهزاً داخلياً وخارجياً”.

أضاف الصحفي الروسي قائلاً: ” أما عن مالك المشروع فهو ليس الرئيس الروسي حتماً، لقد التقينا صاحبه وأظهر لنا الأوراق القانونية، لكنه رفض الكشف عن اسمه”.

عربي بوست

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post شطب الحوثيين من قائمة الإرهاب
Next post نيوزيلندا نجحت بالقضاء كلياً على كورونا