قصة قصيرة بعنوان 🎶حب على أرض أويا🎶

Read Time:5 Minute, 0 Second

بقلم صفا يونس

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_كُنت في مقتَبل العمر،عشريني مرح وصاحب ابتسامة جميلة، يغزو ملامحى الحياء، هكذا كانت تقول جدتي وإني من أصل طيب كجدور جدي ، كانت تحبه كثيراً ولأني أحمل عيناه فأنا حفيدها المدلل، لا أتخذ الحياة بجدية تامة،ولكن مثابر في دراستي ومجال عملي أحاول دائما إثبات ذاتي..
حدث وإن وقعت فى شباك الحب مرة، ولم تنجح،مرت الاعوام وخلالها استجمعت شتاتي وحاولت ترميم نفسى ونفض غبار الماضي ،أكملت دراستي في ظل الحروب وانقطاع الكهرباء والنزوح كانت أياما صعبة على كل مواطن ليبي ،تخرجت من جامعة طرابلس قاطع (ب )تحديدا ً كلية الاقتصاد قسم إدارة الاعمال ثم تدهورت الاوضاع الاقتصادية أكثر فأكثر قررت مغادرة أرض الوطن كهارب في احدى قوارب الموت ، فراق أمي لم يكن سهلاً والغربة أقسى منه ،عانيت كثيرا بعد عودتي من الموت وتابرث حتى اتجهت إلى التجارة بعد عدة سنوات ثم قررتُ العودة إلى الوطن، حطت بي الطائرة في مطار معيتيقه في قلب العاصمة “رايفت على البلاد واجد على قولة أمي “لأنها من شرق ليبيا ، لكنة الشرق تختلف عن الغرب قليلا،لم أخبر أحد بقدومي غير صديقي أحمد، الذي وجدته أمامي ينتظر “بالاحتضان ياأبو رفيق استاحشناك” وصغارك على نار يراجو (الانتظار)
كانت مفاجأة كبيرة لأخواتي ووالدتي بعد هذا الغياب اشتقت إلى أكل أمي البازين والكسكسي وعصبان العيد والعصيدة في أيام المطر وشربة شهر رمضان وخبز التنور في الصقع (برد الشتاء )
قمت بفتحِ سلسلة مطاعم ومتاجر خاصة بي كما كنت أحلم ولم أتوقف يوماً عن فعل الخير
كان والدى رجل مقتدر، أوصاني قبل وفاته إنه مهما كثُرَ الرزق وتصدقت سيكون رزقِ مبارك، وكانت آخر كلماته لا تقطع الصدقات بعد وفاتي لا تترك العائلات التي أطرق بابها تنتظر ،
دعتني إحدى الجمعيات لحضور حفل وكنت أهتم بالحضور اعتلت مقدمة الحفل المسرح
وقالت:
يقال إنه الأب الروحى لأبناء هذه الجمعيات لم ينقطع يوماً عن زيارة الأيتام لم يترك المكفوف في الظلام ولا المعاقين عاجزين حاولا جاهداً مساعدة الجميع حتى عند سفره وانشغاله كان يتحدث معهم يومياً ويرسل هداياهم حامي العرين والقلب الرحيم البطل الخفي لم يتركنا يوماً نعبر عن الشكر والامتنان له احتراماً لرغبته في أن يكون صاحب الظل الطويل
السيد: ليث منصور
تأثرت جداً بكلماتهم وتفأجات بأنها فرع جديد للجمعية التى اعتادت التعامل معها فاليوم الاحتفال السنوي لذكرى تأسيس الجمعية الأم
التقيت بها هنا لأول مرة
مرحبا سيد ليث أنا” رنَس” متطوعة مع الجمعيات أزور الأطفال دائماً وأسمع عنكَ كثيراً بارك الله لك في كل مجهوداتك الأطفال يعشقونك ينادونك بابا ليث كنت أتشوق لرؤيتك تشرفت بك إنك مِن رجال الله في الأرض من يزرعون الخير في كل مكان بعد إذنك الفقرة ستبدأ وغادرت لم أنبس بحرف وظلت عيناي ترمُقها طوال الوقت حتى غدرنا المكان
كان يوم الجمعة من كل أسبوع وصلت كعادتي باكراً للإفطار مع أطفال الميتم الذي يقع في شارع أبو هريدة في وسط العاصمة فوراً دخولي رأيت” رنَس” تجهز طاولة الأكل إنتبهت لوجودي وهمّت بالقول سلام الله عليك صباح الخير” سيد ليث “
وعليكِ السلام “سيدة رنَس” صباح الورد الجوري
إبتسمت وقالت تستطيع مناداتي “رنس” فقط لا أحبذ الألقاب
حسناً وأنا “ليث” فقط
إذن إتفقنا غريب أنني لم أراكِ هنا من قبل
نعم أتيت بعد مغادرتكَ الوطن كنت أقيم فى الخارج مع والدي عدنا بعد انتهاء الحرب
أعشق الأطفال وأحاول زرع الابتسامة على وجوه الأيتام والمرضى منهم
بابا ليث بابا ليث ها قد جاء أطفالك استاحشتكم هلبا أخبروني مالذي حدث في غيابي أتدرسون جيداً أهناك مايزعجكم أين جوجو يا أولاد أنا هنا بابا ليث كنت أجلب لك قهوتك المفضلة اشتقت لك كثيراً، أنا ايضا ياصغيرتي كانت جوجو كثيراً الجلبة وقصقاصة (فضولية ) تحب معرفة كل مايدور حولها تريد أن تصبح صحافية في المستقبل ، بالمناسبة من هى “رنس ؟
إنها معلمة جديدة تأتي لزيارتنا دائما وتعلب معنا وتعلمنا الكثير من الاشياء ،أتحبونها؟
نعم كثيراً ، كنت أراقبها خلال اليوم تتعامل بحب معهم وتتصرف بعفوية تعلمهم تلاوة القرأن تشيح بالجمال والبساطه شعرت بخيط وثيق يربطنا
رنس أعددت بعض القهوة تفضلي شكراً ليث جاءت في وقتها لديكِ وقت لنتحدث أكيد فنحن الان أصدقاء أليس كذلك نعم
إذا حدثيني عنكِ قليلا
أنا فتاة عادية من عائلة بسيطة خريجة كلية السياحة موظفة في السرايا الحمراء
أحلم بدراسة الترميم في إيطاليا أحب الآثار جداً أتعلم ليبيا لديها أجمل المعالم الاثرية في العالم
أحب التصوير هذه فيلا سيلين أتعرفها تتبع بلدية الخمس وهذه أثار لبدة المسرح الروماني والرسومات الاغريقية وهذه صور أطفال الدار عند قوس ماركوس بالمدينة القديمة أخذت إذن من الدار وقمنا بجولة في المدينة القديمة حيث الكنيسة وبرج الساعة وسوق القزدارة وبحيرة السرايا وميدان الشهداء كانَ يوماً أكثر من رائع
أوووف أعتذر أنا كثيرة الكلام لاتقولى ذلك حديثك لطيف لنا لقاء سأغادر أذان العصر قريب ولدى عمل
حسناً أراكَ قريباً
تكررت اللقاءات فى كل الأماكن كانت سباقه للخير
أذكر أنه كان يوم عيد الأم جهزتُ الهدايا وتوجهت لزيارة الأمهات في دار الوفاء للمسنين في حي غوط الشعال وعند وصولي وجدتها أمامِ توزع الهدايا وتغني لهم وقامت بتجهيز جلستنا الشعبية وتحضير العالة
تحتوى على أباريق لتجهيز الشاي وكوب معدني لتحضير الشاهي بالكشكوشه وقامت بتحضير أول طاسة (كوب) وقالت ألا تريد تذوق السفنز والكعك ،ابتسمت وقلت سلمت يداكِ
أصبحت تظهر لي أينما ذهبت تكررت اللقاءات والأحاديث بيننا
ليث غداً ذكرى لقاءنا الأول أنا سعيدة برفيق مثلك يشاركني في كل ما أحب يجب أن تكون أول الحضور سنقوم بالتجهيزات معاً اممم أخشى أن لا أستطيع الحضور لدي إجتماع عاجل ،لكن لاتقلقِ كل شيء سيكون على مايرام وسنعمل على تجهيز الحفل بالكامل ليث سأفتقدك ولكن عملك أهم
سطعّت شمس يومٍ جديد وبدأت مراسم الإحتفال كانت حديقة كبيرة خضراء منسقة بأزهار الليلك والتوليب والجوري طاولات بمفارش زرقاء كراسي ذهبية اللون وبوفي الضيافة متكامل منصة المسرح كبيرة أمامها سجادة حمراء وممر ملكي كالمهرجانات افتتحت “رنس “كعادتها الحفل والتكريمات وبدأت بمشاركة الأطفال فى الألعاب والمسرحيات وجميع النشاطات
وفجأة استمعت إلى صوت ليس بغريب يقول
لطيفه هادئه ودوده حالمة تعشق أحباب الرحمن قلبها ليس له شبيه تبتسم بحياء مربك نظراتها تمحو كل بعثرات الماضي يانبض الفؤاد أنا اليوم أعترف لكِ بشعوري منذ أن رأيتك شعرت بأنه مقدر لنا أن نكون معاً إن الحب ماوقرَ في القلب وأبى الخروج إلا في كنفِ الله
جمعنا القدر منذ عام فى هذا المكان يا “رنس “
أتقبلين أن تكونى زوجتي على سنة الله ورسوله أنتظر ردك أمام أطفالنا وعائلتنا وكل أحباء الخير
كانت تقف والاحمرار يعلو وجنتيها أغرورقت عيناها بالدموع واعتلت المسرح وقالت : تاهت الحروف وأنا التي اعتدت جمعها لن أجد أفضل منك ليكون والد لأبنائي وشريك بيتي أنت تقول بأني ودوده وأنت رحيم , “والله يقول وجعلنا بينكم مودة ورحمة “

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post البتّاني أحد رواد النهضة الأوروبية
Next post الوجه القبيح للإسلاموفوبيا…حملة كراهية على طلبة مسلمين