صوتوا لفلسطين واحدة موحدة

Read Time:3 Minute, 13 Second

عدنان الصباح

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_بدأ العد التنازلي للوصول إلى يوم الانتخابات الذي حدده الرئيس محمود عباس لإجراء انتخابات المجلس التشريعي دون أن تجد الفصائل الفلسطينية جميعا وفي المقدمة فتح وحماس نفسها ملزمة بتقديم تبرير عن سبب توافقها على الانتخابات في ظل الانقسام ولأول مرة منذ عقد ونصف يبدأ التناغم بين الفصائل جميعها وتظهر المجاملات ويغيب النقد ويلتزم الجميع بالهدوء ويتحلون بمسئولية عالية من التعقل واحترام الآخر وفي نفس الوقت يصمتون بشكل مريب عن حكاية الانقسام وكان هنا اتفاق غير معلن حول الأمر.
أي اتفاق يمكن أن يكون بين فتح وحماس وحدهما أو بين جميع الفصائل من خلف ظهر الشعب وكيف تريد هذه الفصائل من شعبها أن يصوت لها في ظل تعتيم كامل عما تفعله أو ما ستفعله بهذه الانتخابات ولأي هدف جاءت وهل من الممكن لانتخابات الانقسام أن تفرز الوحدة علما بان الانقسام قد لا يقف عند انقسام فتح وحماس بل قد يمتد إلى ابعد من ذلك ليس سياسيا فقط وإنما اجتماعيا فالقبول بالتعايش مع الانقسام الذي فعلته الفصائل الرسمية جميعها بالقبول بالذهاب إلى الانتخابات ونحن على ما نحن عليه سيجعل من حق من يريد أن ينقسم أن يفعل عشائريا وسياسيا واجتماعيا وانتخابيا على ما يبدو أن هذه الانتخابات قد فتحت شهية الجميع لان يذهبوا بأسمائهم إلى صناديق الاقتراع وسنجد العديدين ممن يمكنهم ببساطة جمع دزينة من الأسماء ليصل بشخصه إلى لقب عضو التشريعي ليس أكثر فعديدين شمروا عن سواعدهم وبدئوا باتصالات لتشكيل قوائم بلا برنامج وبلا هدف ودون حتى أن يضعوا خطوط عريضة أو أهداف فضفاضة فما دامت القيادة التاريخية لم تكلف نفسها عناء تبرير ما تفعل وفي نفس الوقت تعلن عن ثقتها بأنها ستفوز بأصوات الشعب المغيب فلماذا لا يفعل غيرها ما تفعله بنفسها وبشعبها.
الغائب الوحيد عن صناديق الاقتراع هي فلسطين فلا يبدو أن هناك من يعنيه الأمر فالاحتلال يعربد في كل مكان ليس على أرضنا فقط بل في كل جهات الأرض ويحقق انجازات في كل شيء علما انه يعيش حالة فوضى سياسية وانتخابات لا تتوقف فيعلن عن مصادرة أرضنا يوميا ويتغول في بناء المستوطنات والاعتقالات ويحقق انجازا في تطعيم رعاياه ويصل به الأمر إلى تطعيم عمالنا ويعلن عن وجود عمال لنا في المستوطنات التي يفترض بنا أننا نقاطعها وندعو لمقاطعة منتجاتها في حين يكشف الاحتلال أن أيدينا هي من تصنع تلك المنتجات دون أن يكترث احد من فصائل ” الثورة ” بهذا الأمر تماما كما أنهم لم يعودوا يكترثون لوحدة الوطن المنهوب والمنهوش من كل حدب وصوب.
القيادة الفلسطينية لم تحاول فضح إسرائيل وإلزامها بإحضار لقاحات كورونا لنا كونها الدولة التي تحتل بلادنا ونحن نعلم أن الجهة الوحيدة التي تملك لقاحات زائدة بل أن الأخبار سربت محاولاتها لابتزاز بعض الدول سياسيا مقابل اللقاحات وعبر مؤتمر صحفي يعلن رئيس وزراء الاحتلال منفردا على لسان ولي عهد الإمارات بأنها ستقوم باستثمار 10 مليارات دولار في إسرائيل وقد تصل مليارات بن زايد إلى الاستثمار بالاستيطان بعد أن استقبلوا قادة المستوطنين ومنتجاتهم بلا خجل حتى من دول العالم التي تعلن مقاطعتها للمستوطنات ومنتجاتها.
ترى لصالح من ينبغي للمواطن الفلسطيني أن يقترع … لفتح أو لحماس وهما أصحاب فكرة الانتخابات وهم من استطاعوا أن يتفقوا عليها دون أن يتمكنوا من الاتفاق على الوطن والقضية … هل يقترع للفصائل الأخرى وهي التي تعجز حتى عن قول حقيقة ما يجري وما تم الاتفاق عليه في الغرف المغلقة … هل يقترع للقوائم المستحدثة أم لأسماء أشخاص أم لعشائر أو لجهات ومناطق وفي جميع الحالات فان الانتخابات أن حدثت ستكون اقتراعا لصالح المجهول أيا كان من سنقترع لصالحه.
أن السيناريو الأسوأ في حكاية الانتخابات هذه أن لا تفتح الصناديق أبوابها يوم 22 أيار لهذا السبب أو ذاك ولا نكون عندها قد كرسنا الانقسام وقبلنا التعايش معه فقط بل إن الأخطر من ذلك أننا سنكون قد فتحنا أبوابنا وشبابيكنا جميعا لانقسامات لا احدي يدري إلى أين ستصل بنا وببلادنا وقضيتنا في ظل هذا السعي المحموم لدفن قضيتنا تحت التراب عبر دفننا قبلها كشعب واحد لأرض واحدة ولذا فان المصلحة الحقيقية لشعبنا تقضي بان يكتب الشعب على ورقة الاقتراع كلمة واحدة ” فلسطين واحدة موحدة ” ولا شيء آخر فواجبنا أن نقترع لمن يذهب بنا إليها لا لمن سيذهب بها بعيدا عنه

الحوار المتمدن

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post الانتخابات الإقليمية الألمانية وإشكاليا تواجه حزب ميركل
Next post البرلمان الأوروبي يحثّ بروكسل على مساعدة السوريين