مكافحة الإرهاب في بريطانيا.. معضلة المقاتلين الأجانب

Read Time:4 Minute, 32 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_شهد الصراع في سوريا والعراق منذ عام 2011، أعداداً غير مسبوقة من الغربيين الذين يسافرون إلى المنطقة لدعم المنظمات الجهادية، ما يسمى بالمقاتلين  الأجانب. ومع ذلك، فمنذ عام 2015، ومع الخسائر المالية والإقليمية التي تكبدها تنظيم داعش، تتضاءل أعداد المقاتلين الأجانب للدول أوروبا الغربية ويعود الكثيرون إلى بلدانهم الأصلية. ونتيجة لذلك، تتصارع العديد من الدول الأوروبية بينها “بريطانيا” حول كيفية إدارة التهديدات الأمنية المحتملة الناجمة عن عودة المقاتلين الأجانب على نحو أفضل.

أعداد المقاتلين البريطانيين في صفوف داعش-مكافحة الإرهاب

نظراً للطبيعة السرية للنشاط وحقيقة أنه يمكن أن يكون صعباً لتعقب الأفراد عبر الحدود البرية، والإحصاءات مؤقتة. على نطاق واسع تقرير محترم صادر عن المركز الدولي لدراسة التطرف و العنف السياسي (ICSR) أن هناك ما بين5000 و 11000 مقاتل أجنبي في سوريا من 74 دولة ، ويقدر تقرير مركز (ICSR) أن ما يقرب من خمس  المقاتلين الأجانب في صفوف داعش في سوريا، هم من دول أوروبا الغربية، حيث يأتي معظم المجندين من المملكة المتحدة (43-366) و دول أوروبا الغربية الأخرى.

فعلى سبيل المثال، فإن تقديرات منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، جيل دي كيرشوف، حول عدد المقاتلين الأجانب في سوريا من الدول الأعضاء  في الاتحاد الأوروبي قد زادت من 500 إلى أكثر من 3000 على مدى فترة قصيرة نسبيا من الزمن، وذلك وفق تقرير أعده Institute for Strategic Dialogue في سنة 2020

في تقرير آخر نشره موقع University of Birmingham سنة 2021 ، أن هناك ما يقرب من 5000 مواطن أوروبي سافروا إلى العراق وسوريا كـ “مقاتلين أجانب”، منهم ما يقرب من 800 بريطاني. ومن بين هؤلاء، تشكل النساء والأطفال 20 % تقريبا. ولا يشمل هذا الأطفال المولودين في العراق وسوريا من مقاتلين أجانب. ويتمثل التحدي في فهم سبب سعيهم للعودة (إذا كانوا كذلك)، وما إذا كانوا يشكلون خطراً أمنياً في حالة القيام بذلك، وما إذا كانوا قد ارتكبوا أي جرائم أم لا.

مقاتلو داعش البريطانيين المحتجزين في سجون سوريا و العراق -مكافحة الإرهاب

خلال أحد المحاكمات عدّد القاضي بعض الأسماء من مجموعة 10 رجال و30 امرأة يحملون الجنسية البريطانية ويُحتجزون في سوريا على يد القوات الكردية. وقُبض على معظمهم خلال آخر أيّام الخلافة التي سقطت في مارس 2019. وبسبب خوفها من التهديد الأمني الخطير الذي يمثّله أعضاء داعش المزعومين، لا تريد الحكومة البريطانية أن يعود مواطنوها إلى المملكة المتحدة. لكن في المقابل، تقول قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تتألف إجمالاً من فصائل كرديّة قاتلت إلى جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في الحرب على داعش، إنّها لن تقدر على احتجازهم للأبد، وفق ما نشره موقع “اندبندت عربية” في 6 فبراير 2020.

إجراءات تعامل بريطانيا مع مقاتليها الأجانب

سحب الجنسية البريطانية

سحبت السلطات البريطانية الجنسية من الشابة البريطانية من أصل بنغلاديشي، شميمة بوغوم، التي كانت قد سافرت إلى سوريا عام 2015 برفقة زميلتي دراسة. القرار البريطاني بسحب الجنسية منها جاء لأسباب أمنية حسب قول الحكومة البريطانية، واعتبرت أنّه بمقدورها طلب جواز سفر بنغلادشي، غير أن بنغلادش أعلنت أن الشابة لم تطلب أبداً الجنسية، حسب ما نشره موقع “العربية نت” في 8 فبراير 2020.

كانت قد رفضت المحكمة العليا في بريطانيا، دعوى رفعتها شميمة بيغوم، التي تعرف إعلاميا باسم “عروس داعش، للاستئناف على سحب جنسيتها البريطانية، وتقول إن بيغوم، لا يمكنها العودة إلى المملكة. وقال رئيس المحكمة العليا، اللورد روبرت ريد، إن محكمة الاستئناف في المملكة المتحدة ارتكبت “أربعة أخطاء” عندما قضت بضرورة السماح لبيغوم بالعودة إلى المملكة المتحدة لتنفيذ استئنافها. وتقول صحيفة الإندبندنت، إنه من بين حوالي 900 شخص غادروا بريطانيا للانخراط في المعارك بسوريا والعراق، منذ 2014، قُتل حوالي خمسهم وعاد 40 في المئة، حسب ما ذكره موقع “قناة الحرة” في 26 فبراير 2021.

محاكمة المقاتلين داخل سوريا و العراق

قد يواجه مقاتلو داعش البريطانيسن المحاكمة في الداخل السوري، بموجب خطط جديدة أعلنت عنها ميليشيات القوات الديمقراطية السورية، والتي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد، وتحتجز الآلاف من السجناء الأجانب للنظر في أحوالهم ومحاكمتهم. ويقول وزير الدفاع البريطاني ؛ “إن البريطانيين الذين انضموا لتنظيم داعش وألقي القبض عليهم في سوريا سيحاكمون محلياً”، مضيفا أنهم “لن يكونوا جزء من بريطانيا بعد الآن”. وذلك وفق ما ذكره موقع “مجلة عرب لندن” في 8 فبراير 2020.

جددت سابقا بريطانيا تأكيدها على عدم رغبتها استقبال مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي بحجة أنهم يجب أن يحاكموا في البلدان التي ارتكبوا فيها الجرائم. وأنهم يجب أن “يواجهوا العدالة في سوريا والعراق” لأنهم ارتكبوا الجرائم في هذه البلدان وليس على أراضيهم. وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في بيان له “إن أولويتنا هي سلامة وأمن المملكة المتحدة والأشخاص الذين يعيشون هنا، ويجب على أولئك الذين قاتلوا من أجل (داعش) أو ساندوها أن يواجهوا، حيثما أمكن، العدالة على جرائمهم في الولاية القضائية الأكثر ملاءمة، والتي غالباً ما تكون في المنطقة التي ارتكبت فيها جرائمهم”. و ذلك وفق ما نشره موقع “وكالة سبوتنيك” الروسية في 4 نوفمبر 2020. 

التوصيات -مكافحة الإرهاب

الحكومة البريطانية ملزمة باتخاذ الإجراءات التالية :

– إعادة المقاتلين الأجانب المحتجزين في سوريا والعراق إلى بريطانيا للمحاكمة.

– تقدم الحكومة البريطانية تقييم لمستوى خطورة العائدين، ولكل شخص على حدة .

– ضمن سياسات مكافحة الإرهاب والتطرف، الحكومة البريطانية ملزمة بتفعيل برامج تدريب ومساعدات لإعادة دمج المقاتلين الأجانب في العمل منها فرص العمل او الدراسة والحصول على سكن وتقديم الدعم النفسي .

– بالنسبة للأطفال فإن السلطات البريطانية ملزمة بالتعرف على الأطفال العائدين ونقلهم إلى مراكز رعاية مؤقتة مع إخضاع الأطفال لتقييم شامل من قبل مختصين وممارسين ومدربين يمكنهم تحديد الكفاءة النفسية والاجتماعية لكل طفل واحتياجاته الفردية لاحتمال تحوّلهم إلى اعتناق الأفكار المتطرفة، ثم عودتهم إلى أسرهم.

– الإبقاء وتكثيف عامل تبادل المعلومات والتعاون والتنسيق داخل دول أوروبا أو خارجها خاصة في سوريا والعراق، من أجل رصد ومتابعة عناصر داعش العائدين بشكل غير شرعي من سوريا والعراق.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post الاتحاد الأوروبي ـ مساعي جديدة لمحاربة التطرف على الأنترنيت
Next post لازلنا قادرين على الابداع …