الخلايا النائمة عند تنظيم داعش ـ تعريفها ـ مخاطرها ومعالجاتها

Read Time:4 Minute, 33 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ما لا يقل عن 5000عنصر من القوات الأمنية والعسكرية بدءوا عملية أمنية لمواجهة التهديد المتزايد من الخلايا الإرهابية النائمة لتنظيم داعش. بدأت القوات الكردية في شمال شرق سوريا عملية أمنية داخل معسكر الهول في محاولة للقضاء على خلايا داعش النائمة التي أصبحت نشطة بشكل متزايد. دخل نحو (5000-6000) من القوات الكردية وشرطة أمن الأسايش، بقيادة الجيش السوري الديمقراطي، إلى المخيم لإجراء عمليات تفتيش واعتقالات في عملية أمنية واسعة، حسب ما نقلته صحيفة The Guardian في 28 مارس 2021.

ما هي الخلايا الإرهابية النائمة ؟

يعرفها موقع Dictionnary .com على أنها خلية تتكون من إرهابيين لا ينشطون حاليا ولكنهم يتخذون ستارا لكي يكونوا في موقع، غير متصور، للقيام بأنشطة إرهابية في المستقبل.

و يعرفها موقع The Free Dictionnary على أنها المجموعة التي تعيش في المجتمع ولا تقوم بأي أنشطة حتى تتلقى أمراً أو تقرر اتخاذ إجراء آخر. وترتبط الخلية النائمة بعمليات سرية، مثل التجسس والإرهاب.

أكد المبعوث الخاص الروسي إلى سوريا “ألكسندر لافرينتيف”إن روسيا تسجل وجود عملية تنشيط محددة، للخلايا النائمة لتنظيم “داعش” في سوريا.وأشار إلى تصاعد الاشتباكات في شمال غرب سوريا، وتزايد نشاط الجماعات المتطرفة المتمركزة هناك وفقا لـ”روسيا اليوم” في 16 فبراير 2021. كشف تقرير أعدته لجنة من خبراء الأمم المتحدة أن خلايا داعش النائمة تقدر بـ(10) آلاف مقاتل في سوريا والعراق وفقا لـ”العرب اللندنية” في 7 فبراير 2021. وأضاف أن العدد الأكبر من عناصر التنظيم يتواجدون في العراق

مخاطر الخلايا النائمة لتنظيم داعش -مكافحة الإرهاب

شن تنظيم داعش أكثر من(100) هجوم في شمال شرق سوريا ، وهو يرهب العديد من البلدات والقرى ليلا. ويتركز العنف في محافظة دير الزور الصحراوية إلى حد كبير. تبنت فلول تنظيم داعش في العراق (100) هجوم في جميع أنحاء البلاد خلال شهر أغسطس 2020 وحده، وفقًا لتقييم صادر عن اتحاد أبحاث وتحليل الإرهاب (TRAC) صدر في سبتمبر 2020. يقول الاتحاد إن نسبة العمليات المنسوبة للتنظيم زادت بنسبة (25%)عن شهر يوليو2020. وأكد أن الهجمات تركزت في المقام الأول في المناطق التي كانت تعتبر في السابق محررة من وجود الجماعات المتطرفة.

وكان العراق أعلن النصر على التنظيم نهاية العام 2017، بعد معارك دامية لأكثر من ثلاثة أعوام. لكن فلول داعش ما زالت قادرة على شن هجمات على القوات الأمنية في مناطق نائية في شمال البلاد وغربها. ولطالما حذر خبراء وقادة عسكريون من أن هزيمة التنظيم وتجريده من مناطق سيطرته لا تعني القضاء عليه نهائياً، حسب ما ذكره موقع الحرة في 4 سبتمبر 2020.

أساليب جديدة لمواجهة خلايا تنظيم داعش-مكافحة الإرهاب

كشف جهاز مكافحة الإرهاب في الجيش العراقي عن الأسلوب التكتيكي الذي يستخدمه في ملاحقة بقايا خلايا تنظيم داعش وفقا لـ”الحرة” في 27 مارس 2021. واعتمد الأسلوب التكتيكي اعتمد على المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها وفق جهود كبيرة قبل انطلاق العملية ومن ثم استدراج العناصر الإرهابية إلى هذه المنطقة ليتم استهدافها بالضربات الجوية، فضلاً عن السيطرة على جميع الطرق المؤدية الى المنطقة”. كذلك اعتمد الأسلوب على استهداف العناصر الإرهابية التي تهرب من الضربات الجوية بواسطة قناصي الجهاز”. مكافحة الإرهاب

ويواصل التحالف الدولي مساعدة القوات العراقية بالمعلومات الاستخباراتية والضربات الجوية في مكافحة الخلايا النائمة للتنظيم في المناطق الصحراوية والجبليّة.في حين نفذ داعش هجوما انتحاريا مزدوجا في ساحة الطيران المزدحمة هو الأعنف في بغداد منذ 2018. ومنذ ذلك الحين، كثّفت قوات الأمن جهودها لمطاردة الخلايا النائمة للتنظيم في جميع أنحاء البلاد وفقا لـ”العربية” في 23 فبراير 2021.

كيف يمكن معالجة الخلايا الارهابية النائمة ؟ -مكافحة الإرهاب

تعتبر العمليات العسكرية بأبعادها البرية والجوية عاملا مهما في القضاء على الخلايا الإرهابية النشطة والنائمة، لكن هذه العمليات ليست بالعنصر الحاسم في الحد من خطر هذا النوع من الخلايا. ما تحتاجه أجهزة الأمن والاستخبارات هو التركيز على الجهد الاستعلاماتي والاستخباري من خلال تتبع وترصد عناصر ونشاط الخلايا النائمة ومحاولة تفكيكها وتحييد رؤوس الشبكة المسؤولة على التجنيد وليس فقط العناصر المجندة، بالإضافة إلى الأشخاص محل الشبهة والذين يمثلون خطرا محتملا للأمن الوطني.

يجب على أجهزة الاستخبارات أن تصل إلى المسؤولين على تمويل الخلايا النائمة وتجفيف منابع تمويلها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي كذلك، الأمر الذي من شأنه التخفيف من تنفيذ عمليات إرهابية في المدن والمناطق التي انسحب منها تنظيم داعش.

ماذا ينبغي أن تقوم به الحكومة العراقية و السورية؟

ينبغي أن تكون في أعقاب العمليات العسكرية الواسعة عمليات تطهير ثم بعدها عمليات مسك الأرض والاستقرار وإعادة الإعمار وهذا يكون من مسؤولية الحكومات والسلطات المحلية للبلدين، بالإضافة إلى إقامة وحدات ومراكز أمنية وشرطية وعسكرية دائمة في الأراضي والأقاليم المحررة من أجل استتباب الأمن والحفاظ على حالة الاستقرار في تلك المناطق. ينبغي كذلك لحكومة وسلطات البلدين استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة خاصة الطائرات دون الطيار في مسح ومراقبة الأقاليم المحررة بطرق دورية. مكافحة الإرهاب

تقييم إلى مدى قوة تنظيم داعش في محور العراق-سوريا

يمكن الإشارة إلى أنه في حين أن تنظيم داعش يواصل بشكل واضح التوسع والتقوية في وسط سوريا، إلا أن التنظيم لا يزال بعيداً عن الاستيلاء على المراكز الحضرية الرئيسية والسيطرة عليها. وفي حين أن مدناً مثل تدمر وسوخنة ستواجه بلا شك تهديدات متزايدة وقد تتعرض بالفعل لغارات في عمق حدود مدينتها، فإن داعش ليس لديه حافز لمحاولة السيطرة عليهم. مكافحة الإرهاب

كما أن غياب الأراضي المفيدة التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” لن يؤدي إلا إلى زيادة تشجيع دمشق على تجاهل التمرد. ومع استمرار التساؤلات حول التزام الولايات المتحدة العسكري تجاه شمال شرق سوريا والعراق، فالنظام السوري يفتقر إلى القدرة التكنولوجية والتمويل والخبرة المحلية في مكافحة داعش

واستطاع داعش استخدام البادية كقاعدة خلفية ومنطقة تدريب للعمليات في شمال شرق سوريا والعراق، في دور مماثل لدور صحراء الأنبار التي خدمت قبل عودة التنظيم إلى المدن العراقية، وذلك حسب تقرير أكاديمي أصدره معهد Newsline Institute for Strategy and Policy في 10 فبراير 2021.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات