أمن دولي ـ هل يدعم الناتو أوكرانيا ضد روسيا ؟

Read Time:4 Minute, 53 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تزايدت المخاوف من تصعيد كبير بين روسيا وأوكرانيا بالتزامن مع  حشد للقوات الروسية على الحدود.  انقسم المحللون والخبراء حول النوايا الحقيقية لروسيا وسط التصعيد الأخير في التوترات مع كيف ، ويقول بعض المراقبين إن موسكو ربما تختبر التزام إدارة الرئيس الأمريكي”جو بايدن” بالدفاع عن أوكرانيا.

قضية ضم القرم

بقيت الجزيرة تابعة لروسيا إلى أن ألحقها الرئيس السوفيتي السابق نيكيتا خروتشوف بأوكرانيا كهدية عام 1954 وفقا لـ”DW”. وفي عام 2014 ضمتها روسيا مجددا عقب الثورة الأوكرانية التي أطاحت بالرئيس  “فيكتور يانوكوفيتش” وحكومته. حيث قامت قوات موالية لروسيا بالسيطرة على القرم، وبعد ذلك صوت سكان المنطقة – وغالبيتهم من ذوي الأصول الروسية – في استفتاء عام للانضمام الى روسيا الاتحادية. ولكن أوكرانيا والدول الغربية قررت ان الاستفتاء كان غير شرعي.

تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا-أمن دولي ـ  

لايرى”ألكسندر غولتس” المحلل العسكري الروسي المستقل، في تصرفات روسيا أي محاولة للتصعيد. ويقول غولتس “لا أعتقد أن روسيا تخطط لبدء حرب. إنها تخطط لابتزاز الدول الغربية بالتهديد باندلاع حرب مع أوكرانيا يمكن أن تستخدمها كورقة مساومة، تريد روسيا تخفيف العقوبات الغربية التي توشك أن تفرض عليها قريباً” وفقا لـ”يورونيوز” في 19 أبريل 2021.

أشار تقرير لـ”ول ستريت جورنل” في 1 أبريل 2021 إلى الخشية من عدم صمود اتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين أوكرانيا والمقاتلين الموالين لروسيا، في يوليو 2020. جاء ذلك بعد رصد حشود روسية في مناطق تماس مع أوكرانيا، تقابله حالة تأهب قصوى في القوات الأوكرانية. ونقل تقرير “وول ستريت” عن خبراء عسكريين تشبيههم عمليات النشر الحالية للقوات الروسية شرقي أوكرانيا، بالتحركات التي شهدتها المنطقة بعد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. وهو ما أثار حينها تنديدا دوليا واسعا. ويرى كاتبي التقرير”توماس غروف، وألان غوليسون” أن الوضع الحالي في أوكرانيا، يمثل اختبارا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، كونه ينطوي على تحرك للقوات الروسية وفقا لـ”الحرة”.

صرح بيتر ديكنسون ، محرر موقع UkraineAlert في مركز أبحاث المجلس الأطلسي ، ليورونيوز في 2 أبريل 2021 أن الغزو الروسي لأوكرانيا لا يمكن استبعاده تمامًا.  “في عام 2014 ، لم يعتقد أحد أنه يمكن غزو أوكرانيا ، أو أن شرق أوكرانيا يمكن غزوها ، وكانوا كذلك. لا يمكنك استبعاد أي شيء.”ويتابع قائلاً: “لا يمكن لروسيا وأوكرانيا إيجاد أي نوع من الأرضية المشتركة على الإطلاق” ، “لقد توقفت عملية السلام إلى طريق مسدود شبه كامل”.

الوضع في أوكرانيا اختبارا لإدارة بايدن -أمن دولي ـ  

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة لن تقبل إطلاقاً ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية قبل (7) سنوات.ويقول “بايدن” إن “الولايات المتحدة لم ولن تعترف إطلاقاً بضم روسيا المفترض لشبه الجزيرة، وسنقف مع أوكرانيا ضد أعمال روسيا العدائية” وفقا لـ”الشرق الأوسط” في 26 فبراير 2021.

أشار “تيد غالين كاربنتر” الباحث في مجال دراسات السياسة الدفاعية والخارجية  إلى أن تدخل إدارة الرئيس السابق “أوباما” في الشؤون الداخلية لأوكرانيا من خلال مساعدة متظاهرين على الإطاحة بحكومة منتخبة ديمقراطيا موالية لروسيا أثار حفيظة موسكو وغضبها، مما دفع الرئيس الروسي”بوتين” إلى ضم شبه جزيرة القرم. وعندما ردت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو على خطوة الضم بفرض مجموعة من العقوبات الاقتصادية، كانت هناك حرب باردة جديدة كاملة دائرة. وأضاف أنه يبدو أن إدارة بايدن عاقدة العزم على تحويل الوضع السيء بالفعل إلى أن يكون أكثر سوءا. وفقا لـ”العرب اللندنية” في 9أبريل 2021 .

توافق أوروبي – أمريكي حول ضم القرم-أمن دولي ـ     

يقول بروكس تيغنر، خبير شؤون الحلف الأطلسي إن روسيا ستكون “قلقة” إذا تلقت أي إشارات جدية على أن الغرب ينوي تعزيز مساعداته العسكرية لكييف هذه المرة، ويضيف “ستعود الكرة إلى ملعب روسيا. وسيراقب العالم ليرى ما ستفعله روسيا”. وفقا لـ”يورنيوز” في 14 أبريل 2021

اتّهم الأوروبيون والولايات المتّحدة روسيا بعرقلة التوصّل إلى حلّ في شرق أوكرانيا، وذلك خلال مؤتمر عقده مجلس الأمن الدولي . وتابع الأوروبيون “ندعو روسيا مرّةً جديدة إلى التوقّف فورًا عن تأجيج النزاع عبر تقديم دعم مالي وعسكري للتشكيلات المسلّحة التي تدعمها، ونظلّ قلقين بشدّة حيال وجود معدّات وأفراد عسكريّين روس في المناطق الخارجة عن سيطرة حكومة أوكرانيا”. وفقا لـ”يورونيوز” في 12 فبراير 2021.

يقول الباحث السياسي الألماني “ألكسندر راهر” رأت ألمانيا، بصفتها زعيمة الاتحاد الأوروبي، في “ضم” شبه جزيرة القرم، كما يسمونه هنا، هجوما على القيم الأوروبية، التي يجب حمايتها، بالطبع، ليس بالوسائل العسكرية، إنما عن طريق العقوبات. ألمانيا باقية على موقفها بعدم الاعتراف أبدا بشبه جزيرة القرم جزءا من روسيا.في رأيي، يمكن أن يتغير موقفها على مر السنين. ليس لدي أدنى شك في أنه سيتغير. لكن العملية ستكون مديدة. بعد فترة، سينظرون إلى شبه جزيرة القرم بالطريقة نفسها التي ينظرون بها إلى مشكلة شمال قبرص في ألمانيا اليوم. لا أحد يعترف به جزءا من تركيا، ولكن ما عاد أحد يقول شيئا وفقا لـ”RT” في 21 مارس 2021.

هل يدعم الناتو أوكرانيا ضد روسيا

ذكرت دراسة بحثية نشرها المجلس الأطلسي في 14أبريل 2021 أنه إذا هاجم الجيش الروسي أوكرانيا، فسيتخذ صانعو السياسة الأميركيون والأوروبيون قراراتهم في ظل حرب برية حقيقية. وترى الدراسة أن الولايات المتحدة وحلفائها تحتاج إلى الرد من أجل منع تصعيد عسكري كبير في أسوأ الأحوال، وعلى الأقل إضعاف جهود بوتين لاكتساب ميزة سياسية من خلال التخويف. وأوصت الدراسة صناع السياسة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وبولندا واليابان وكندا، إلى تطوير خيارات قابلة للاستخدام في حالة ضم أراضي من أوكرانيا لروسيا أو غزوها. وقالت: “يمكن أن تكون بعض هذه الخيارات عسكرية؛ ليس بإرسال قوات لكن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا مثل الطائرات بدون طيار”.

ويدعم الناتو الموقف الأوكراني الرسمي الرافض لدخول شبه جزيرة القرم تحت سيادة روسيا الاتحادية بناء على نتائج استفتاء شعبي نظم في القرم في مارس 2014، إثر الانقلاب الذي أطاح بحكم الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في أوكرانيا

يركز حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية على نقل القوات إلى حدود روسيا ، مع التركيز على منطقتي البحر الأسود والبلطيق. حيث أن الناتو بصدد حشد (40) ألف جندي و(15) ألف قطعة من الأسلحة والمعدات العسكرية، بما فيها الطيران الاستراتيجي، بالقرب من حدود روسيا. وينظم الناتو سنويا  في أوروبا ما يصل إلى (40) فعالية تدريبية عملياتية كبيرة وفقا لـ”RT” في 13 أبريل 2021.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post الاتحاد الأوروبي ـ اتفاقية اللجوء بين أوروبا وتركيا، هل مازالت فاعلة؟
Next post رمضان في الغربة.. وموسم تجلّي الذاكرة