الانسحاب الأميركي من أفغانستان ـ الفوضى تلوح في الأفق!

Read Time:4 Minute, 40 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أعلنت الإدارة الأميركية بأنها ستغادر أفغانستان، ربما خلال شهر يونيو 2021، ويأتي الانسحاب، بعد أن احتلت الولايات المتحدة هذا البلد عام 2001، في أعقاب أحداث 11 سبتمبر. سعت إدارة بايدن أن يكون الانسحاب منظم، بعد جولات  مفاوضات طويلة مع جماعة طالبان. الانسحاب الأميركي سوف يعقبه انسحاب قوات التحالف أيضا، وهذه الخطوة، كانت قد عارضتها الاستخبارات المركزية، وقالت بان الانسحاب الأميركي سوف يعيد طالبان إلى الواجهة إلى جانب الفوضى.

الانسحاب الأميركي من شأنه أن يدفع دول الجوار الأفغاني إلى التدخل في هذا البلد، وهذا ما يجعل مصير أفغانستان مفتوح على كل الاحتمالات، وعلي الأرجح الفوضى الخلاقة.

اتفاقيات ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان  – مكافحة الإرهاب

وقعت الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان اتفاقًا “تاريخيًا” في سبتمبر2020 ونص الاتفاق على انسحاب القوات الأمريكية المتمركزة من أفغانستان، مقابل قطع حركة طالبان العلاقات مع التنظيمات والشبكات المتطرفة كتنظيم “القاعدة” في أفغانستان، وبدء محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية. وفي إطار هذا الاتفاق باشرت حركة  “طالبان” مفاوضات السلام مع الحكومة الأفغانية، لكن هذه المفاوضات تراوح مكانها منذ بدأت. 

 يرى “كاتز” الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي في واشنطن، إنه للأسف أن النتيجة الأكثر احتمالا هي أنه بعد عام أو عامين من مغادرة القوات الأميركية والناتو، ستطيح حركة طالبان بحكومة كابول الضعيفة. وفي استعراضه للتأثير المحتمل لعودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان، ويقول “كاتز” أنه إذا ما قررت طالبان إنهاء ارتباطها بتنظيم القاعدة، لإدراك حكماء الحركة أن ذلك كان السبب في تدخل الولايات المتحدة والإطاحة بحكمها، حينئذ لن يكون الأمر سيئا كثيرا بالنسبة إلى الأميركيين والغرب حتى لو عاملت طالبان الأفغان وخاصة النساء بقسوة، إذا أن المهم بالنسبة لهما هو عدم اتباعها سياسة تلحق الضرر بهما.

مطالب حركة طالبان؟

انسحاب القوات الأجنبية:  يعد المطلب الأول والرئيسي لحركة طالبان هو انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. ويرى قيادات طالبان أنها لم يختاروا الحرب مع قوات التحالف لكنها كانت مضطرة للدفاع عن الحركة. 

استعادة البلاد : وصلت حركة طالبان للسلطة في أفغانستان في منتصف التسعينيات. وحاليا تسعى حركة طالبان لاستعادة السلطة التي فقدتها منذ عام 2001. ويسهل انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان عملية وصول طالبان إلى السلطة طالبان وبهذا تكون حصلت على ما تريده بالضبط.

إطلاق سراح سجناء ينتمون لطالبان: تفاوضت حركة طالبان مع الحكومة الأفغانية  لإطلاق سراح سجناء ينتمون لها. وبالفعل استأنفت كابول الإفراج عن (400) سجين ينتمون لطالبان، من أجل إحياء محادثات السلام وللوصول إلى حل سياسي.

ما هي المناطق التى تسيطر عليها  حركة طالبان – مكافحة الإرهاب

توصّل تحقيق في 4 مارس 2021 إلى أنّ “طالبان” تسيطر على (52%) من أراضي أفغانستان، بينما الحكومة تسيطر على(46 %)، أما المناطق المتبقية فليست تحت سيطرة أي جهة. وأوضح التحقيق أنّ الحكومة تسيطر على مراكز جميع الأقاليم وعددها (34) إقليماً. لكن بالنسبة للمديريات، وعددها (388)، فتسيطر الحكومة بشكل كامل على (649) منها، بينما تسيطر “طالبان” على (27) مديرية، فيما المديريات المتبقية مقسّمة بين الطرفين. كذلك،.ولفت إلى أنّ (59 %) من سكان أفغانستان يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، فيما (38%) يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة “طالبان”. أما الباقون، فيعيشون في المناطق التي لا سيطرة لأي جهة عليها.

مؤشر العمليات الإرهابية في أفغانستان

أعلنت الأمم المتحدة، في 20 أبريل 2021، أن نحو (1800) من المدنيين الأفغان سقطوا بين قتيل وجريح في الشهور الثلاثة الأولى من 2021 خلال القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي “طالبان”. وتصاعدت وتيرة العمليات الإرهابية خلال عام 2020

بلغت العمليات (74) عملية انتحارية و(265) هجومًا مسلحًا واشتباكًا مع قوات الأمن والجيش الأفغاني، ما أسفر عن مقتل (2,346) مدنيًّا وعسكريًّا وإصابة (2,335) آخرين، فضلًا عن إعدام (33) شخصًا واختطاف (108) آخرين. وفي المقابل أسفرت العمليات الأمنية التي تشنُّها قوات الأمن الأفغانية بالتعاون مع القوات الدولية عن مصرع نحو (6001) من عناصر طالبان وداعش وإصابة (2144) واعتقال (564) آخرين، فضلًا عن تدمير عدد من المعاقل والمعدات الخاصة بالتنظيمات الإرهابية.

تقييم
تسيطر الحكومة الأفغانية على المدن الكبيرة والبلدات بينما تتمتع حركة طالبان بتواجد في أجزاء كبيرة من المناطق الريفية التي تحيط بالمدن الكبيرة،  ما يجعل قوات الحكومة الأفغانية في مرمى نيران حركة طالبان.

نجد أن هناك تعهدات لحركة طالبان بعدم مهاجمة القوات الأمريكية ومصالحها ومنع مجموعات كتنظيمي القاعدة و” داعش” من التحرك انطلاقا من أفغانستان. ولم تتضمن التعهدات عدم مهاجمة القوات الحكومية الأفغانية وتأكيدا لذلك فقد حذرت طالبان في بيان من تكثيف هجماتها على القوات الحكومية الأفغانية إذا لم تغادر القوات الأمريكية  بحلول مايو 2021.

تعتبر أفغانستان على رأس قائمة الدول التي تعرضت للهجمات الإرهابية خلال عام 2020. وتعاني كابول من تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية  ضد القوات الأمنية الأفغانية والمدنيين من قبل حركة طالبان. ولاتزال شبكة “حقاني” الذراع القوي لحركة طالبان والتي تلعب دورا هاما في عملياتهم في أفغانستان تقيم علاقات مع قيادات بارزين في تنظيم “القاعدة” المتواجدين في أفغانستان.

ان  تنامي مخاطر حركة طالبان في أفغانستان، سواء انسحبت القوات الأمريكية أو قررت البقاء. فأجلا أم عاجلا حركة طالبان في صدد السيطرة على السلطة في أفغانستان. وتعد طالبان على الورق الجهة الوحيدة التي تهدد الحكومة الأفغانية ولكن على أرض الواقع هناك تنظيمات إرهابية أخرى لا تقل خطورة عن حركة طالبان تهدد الحكومة الأفغانية.

ترى الإدارة الأمريكية أن  لديها الإمكانيات لمنع وقوع هجمات إرهابية من الأراضي الأفغانية برغم قرار الانسحاب وأنها تضمن عدم تجدد أنشطة القاعدة في أفغانستان. ولكن انسحاب القوات الأمريكية والغربية  من أفغانستان يزيد من جرأة بعض التنظيمات الإرهابية كتنظيمي داعش والقاعدة لتوسيع نفوذها عبر تحالفات مع حركة طالبان ويصبح “احتواء” كل من القاعدة وداعش أمرا بالغا في الصعوبة.

ومن المتوقع جدا ان يساهم الانسحاب الأمريكي في استقطاب المزيد من المقاتلين الأجانب وستصبح كابول ملاذا لمقاتلي داعش الفارين من سوريا والعراق. بالإضافة إلى غلق القواعد السرية في شرق أفغانستان والتي كانت تستخدمها  القوات الخاصة الأمريكية كنقطة انطلاق لعمليات مكافحة الإرهاب، من شانها إضعاف القدرات الأمريكية على الرد على تهديدات تنظيمي “داعش” و”القاعدة” المستقبلية.

 المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post الناتو وموسكو، هل من مواجهة عسكرية محتملة ؟
Next post القدس تنتفض في رمضان ……