حظر حزب الله في ألمانيا.. النتائج و التداعيات

Read Time:4 Minute, 6 Second

بقلم جاسم محمد

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_بعد جدل دام بضعة أشهر، نجح الائتلاف الحاكم في ألمانيا، أن يحسم أمره، بالتصويت داخل البرلمان، لحظر حزب الله الجناح السياسي في ألمانيا، التقديرات كانت تشير إلى إمكانية ذلك، بعد أن سبقت مشروع القرار، ترتيبات واجتماعات مابين وزارة الداخلية والخارجية والعدل  و وزراء داخلية الولايات الألمانية. الاستخبارات الداخلية الألمانية، سبق لها أن حذرت من أنشطة حزب الله، وكشفت تقاريرها أنشطة وشبكة الحزب في ألمانيا، خاصة تلك المتعلقة بغسيل الأموال، وهذا يعني أن الحكومة، جاهزة لتنفيذ قرار البرلمان الألماني.

أقر البرلمان يوم 19 ديسمبر 2019 مذكرة تطالب بذلك، وافقت عليها الأحزاب المكونة للائتلاف الحاكم في ألمانيا وهي حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي وشقيقه الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا، وكذلك الحزب الاشتراكي الديمقراطي. يذكر أن الاتحاد الأوروبي أدرج الجناح العسكري للحزب على قائمة الإرهاب في عام 2013، بيد أن بريطانيا صنفت التنظيم برمته على أنه تنظيم متطرف في مارس  2019، وتبعت ذلك هولندا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا.

وهذايجعل موقف “حزب الله ” أكثر تعقيداً، بعد  تحوله من مجرد “حركة مقاومة ” إلى حركة مسلحة خارجة عن القانون ومحظورة في عدد من الدول، يذكر أنه في الوقت الحالي، يدرج الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله المدعوم من إيران في قائمة الجماعات المحظورة، ولكن هذا لا ينطبق على جناح حزب الله السياسي، الذي كان جزءا من الحكومات اللبنانية في السنوات الأخيرة.

ويقول ماتياس ميدلبرغ، المتحدث باسم حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الفصل بين الذراع السياسي والعسكري ينبغي التخلي عنه، ويجب إدراج حزب الله ككل على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية”. كما أضاف “هذا من شأنه أن يجمد أموال وأصول حزب الله في أوروبا على نطاق أوسع من ذي قبل”.  أما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس فقال،  أنه في ظل علاقات حزب الله بالحكومة اللبنانية فإن “الواقع السياسي في لبنان يبدو معقدا،هذا لا ينبغي أن يمنعنا من استنفاد كافة الإمكانيات القانونية في ألمانيا للتعامل مع أنشطة حزب الله الإجرامية والإرهابية.”

وقد فشل فرض حظر شامل على مستوى الاتحاد الأوروبي لاسيما بمقاومة فرنسا،  ولذلك ضغط وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في وقت سابق لمنع حزب الله طبقا لقانون الجمعيات. وقبلها بسنوات تم في ألمانيا حظر مؤسسة خيرية تابعة لحزب الله.

الاستخبارات الألمانية الداخلية، سبق أن حذرت مرارا من تهديدات “حزب الله” داخل ألمانيا، وأبرز هذه التقارير كانت خلال عام 2018، حيث حذرت من تنامي أنشطة “حزب الله”. ويذكر أن الاستخبارات الألمانية الداخلية، رغم أنها جهة تنفيذية، لكنها تنظر إلى “حزب الله” بجناحيه السياسي والعسكري بوصفه منظمة إرهابية. وتقدر وكالة المخابرات الفيدرالية الألمانية عناصر الحزب النشطين في الجمهورية الاتحادية بـأكثر من (1050) شخصا.

نتائج الحظر

ـ حظر أنشطة ودعاية حزب الله في ألمانيا ومنها عدم السماح برفع راياته.

ـ إضعاف معنويات مؤيدي حزب الله في ألمانيا وأوروبا، لتجنب أي متابعة قانونية .

ـ خسارة حزب الله إلى مصدر كبير من مصادر تمويله، كون ألمانيا تعتبر قاعدة أساسية وملاذ آمن لإدارة أعماله التجارية في شراء العقارات والتبادلات التجارية .

ـ تراجع  مصادر تجنيد أعضاء جدد  للحزب من داخل ألمانيا وأوروبا.

ـ إضعاف دور حزب الله داخل لبنان سياسيا، وإضعاف موارده، وممكن أن يؤثر عملياتيا على أنشطته داخل لبنان.

ـ إن وضع ألمانيا حزب الله على قائمة الإرهاب أو حظره في نفس الوقت يبعث رسالة مباشرة إلى إيران، والمرتبط بعلاقات ألمانيا مع إيران والملف النووي الإيراني.

ـ  يخسر حزب الله قوة سياسية أوروبية، وهي ألمانيا، يفقد الحزب الكثير من الثقل السياسي والاستخباراتي،  كون الاستخبارات الألمانية، تعتبر، عراب المفاوضات مابين حزب الله وإسرائيل في  إدارة عمليات تبادل الأسرى وتبادل جثامين الضحايا.

القرار الألماني ممكن وصفه بأنه قرار غير نمطي وربما “سابقة” في سياسة ألمانيا  يأتي ربما محاولة من الائتلاف الحاكم لاستعادة مصداقيته أو شعبيته التي تراجعت كثيرا، منها بسبب تراخي الائتلاف الحاكم في مواجهة التطرف محليا، وممكن أن يكون مؤشر إلى أم ألمانيا ترغب ان تلعب دورا سياسيا دوليا يتوازى مع حجمها الاقتصادي. الضغوطات الأميركية هي الأخرى، ربما تكون وراء اتخاذ الائتلاف الحاكم هذه القرار.

إن حظر حزب الله من قبل البرلمان الألماني، من شانه أن يشجع دول أوروبية أخرى للحاق بألمانيا وكذلك بريطانيا، لوضع حزب الله ، الجناح السياسي على قائمة الإرهاب، وفي السياسة الألمانية، تعتبر خطوة البرلمان هذه بحظر الحزب سابقة، أو خطوة غير تقليدية، من شأنها أن تنعكس على وجود حزب الله في ألمانيا وأنشطته في أوروبا. بدون شك الوضع القانوني إلى حزب الله في ألماني سيختلف كثيرا، وسيخضع للمراقبة .

القرار الألماني بحظر حزب الله، بدون شكك ينعكس على العلاقات الاقتصادية والتجارية مابين برلين وطهران، وكذلك علاقات ألمانيا مع لبنان، فحضور حزب الله السياسي في لبنان ممكن أن يكون عامل ضغط على صناع القرار في لبنان، لاتخاذ مواقف سلبية ضد برلين، أما طهران، هي الأخرى، سوف تواجه خسارة إلى بعض مشاريعها في إيران على عكس الشركات الفرنسية أو الأوروبية.

القرار الألماني هو إجراء كان متوقعا، وليس مباغتا، وانه قرارا ألمانيا بدون شك رغم الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية من الخارج وضغوطات اللوبي الإسرائيلي والمجلس اليهودي من الداخل في باب معاداة السامية. ماتحتاجه ألمانيا الآن هو تعزيز سياساتها وإجراءاتها في مكافحة الإرهاب ضد جميع الجماعات المتطرفة، الاسلاموية واليمين الشعبوي واليسار، التي باتت تهدد فعلا النظام الديمقراطي في ألمانيا.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post كيف أشعلت الحرب مع الفلسطينيين فتيل العنف العرقي في إسرائيل
Next post المواءمة بين مكافحة الإرهاب وتنافس القوى العظمى