انتصار الثورة بين الوطنية والثروة

Read Time:1 Minute, 42 Second

جهاد الدبس _كاتب لبناني

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_ عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية التفاوض مع الثوار الفيتنامين , طلبت متهم أن يرسلوا وفدا يمثلهم في باريس للتباحث حول وقف الحرب بعد أن أوغل ثوار فيتنام بالجنود الأمريكان .
🔹 فعلا , أرسل الثوار وفدا مكون من أربعة ثوار ~ امراتان ورجلين . وكانت المخابرات الأمريكية قد جهزت لهذا الوفد إقامة بأرقى فنادق باريس , وجهزت لهم كل أسباب الراحة والمتعة وكل ما لذ وطاب . وعندما وصل الوفد الفيتنامي إلى مطار باريس , كانت هناك سيارات تنتظر الوفد لتقله إلى مكان إقامته .
🔹 ولكن الوفد رفض ركوب السيارات , وطلب مغادرة المطار بطريقته وأنه سيحضر الإجتماع في الوقت المحدد مما ترك الوفد الأمريكي في حيرة من أمره .
🔹 عندها , سألهم رئيس الوفد الأميركي : وأين ستقيمون ? أجاب : سنقيم عند طالب فيتنامي في أحد ضواحي باريس . فتعجب الأمريكي وقال لهم : نحن جهزنا لكم إقامة مريحة في فندق فخم . فأجاب الفيتنامي : نحن كنا نقاتلكم ونقيم في الجبال وننام على الصخور ونأكل الحشائش . فلو تغيرت علينا طبيعتنا , نخاف أن تتغير معها ضمائرنا , فدعونا وشأننا .
🔹 فعلا , ذهب الوفد وأقام في منزل الطالب الفيتنامي . وفي اليوم المحدد للأجتماع , ألتقوا الوفد الأميركي وأدت المباحثات لجلاء المحتل الأمريكي عن كل فيتنام .
🔹 حين ألتقى الوفدان على أرض المطار ، بادر الأمريكي لمصافحة الوفد الفيتنامي , لكنهم رفضوا وقال كبيرهم : لا زلنا اعداء لكم , ولم يخولنا شعبنا مصافحتكم .
🔹 فمن يبيع ضميره , يبيع وطنه .
🔹 في أحد الأيام , زار الجنرال “جياب” , احد قادة الثوار الفيتناميبن , عاصمة عربية توجد فيها فصائل فلسطينية (ثورية) في السبعينات من القرن الماضي ، فلما شاهد حياة البذخ والرفاهية التي يعيشها قادة تلك الفصائل والسيارات الألمانية الفارهة والسيجار الكوبي والبدلات الإيطالية الفاخرة والعطور الفرنسية الباهظة بالثمن وقارنها بحياته مع “ثوار الفييت كونج” في الغابات الفيتنامية , قال لتلك القيادات مباشرة بدون مواربة : لن تنتصر ثورتكم !!
فسألوه : لماذا ؟
فأجابهم : لأن الثورة والثروة لا يلتقيان . فالثورة التي لا يقودها الوعي , تتحول إلى إرهاب . والثورة التي يغدق عليها المال , يتحول قادتها إلى لصوص .
وإذا رأيت أحد يدعي الثورة ويسكن بقصر أو فيلا ويأكل أشهى الأطباق ويعيش في رفاهية وترف , بينما بقية الشعب يسكن في مخيمات ويتلقى المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة , فأعلم أن القيادة لا ترغب في تغيير الواقع . فكيف تنتصر ثورة قيادتها لا تريدها أن تنتصر ؟

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post اليوم العالمي للسلاحف
Next post المدار تفتح ملف ثنائيات الفن (( فيروز والرحابنة ثنائي مستمر رغم الانفصال))