معاداة السامية في ألمانيا ـ تنامي خطابات الكراهية

Read Time:5 Minute, 33 Second

شبمة المظار الاعلامية الاوروبية…_وصلت العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل إلى مستويات عالية من التعاون الاقتصادي والسياسي والاستخباري. حيث تعتبر برلين من أهم شركاء دول الاتحاد أوروبي  في مجال التجارة لإسرائيل. وتتعهد ألمانيا  دوما بحماية أمن إسرائيل والوصول لحل للقضية الفلسطنية عبر الطرق الدبلوماسية وإجراء المحادثات لحل الدولتين. وعلى الصعيد الداخلي ارتفعت جرائم فى ألمانيا وتعددت أشكالها من خلال الاعتداءات الجسدية ورسائل كراهية مادقع السلطات الألمانية إلى تشديد القوانين وسد الثغرات في قوانين معاداة السامية وسط انقسامات داخل الطبقة السياسية الألمانية بشأن قوانين معاداة السامية.

الجالية اليهودية في ألمانيا -معاداة السامية

نما توافد اليهود من الاتحاد السوفياتي السابق إلى ألمانيا منذ إعادة توحيدها عام 1990. يبلغ عدد اليهود في ألمانيا حوالي(118) ألفا (40 %) منهم مسنون، تزيد أعمارهم على (65) عاماً. يعد “ZdJ” المجلس المركزي ليهود ألمانيا أكبر المنظمات التي تمثل اليهود في البلاد. ويدير “Zdj” )( (23 منظمة، ويبلغ عد الأعضاء (100) ألف. ومن أهم المعابد اليهودية في ألمانيا معبد مدينة “دريسدن” الذي تم افتتاحه عام 2001، المعبد اليهودي في العاصمة الألمانية برلين الذي تم إعادة افتتاحه عام 2007، معبد مدينة “شفرين” الذي تم افتتاحه عام 2008، مركز العبادة اليهودي في مدينة “هاله بولاية ساكسونيا.

قوانين محاربة معاداة السامية في ألمانيا -معاداة السامية

اعتقلت الشرطة الألمانية في 12 مايو 2021 أكثر من عشرة رجال في ثلاث مدن للاشتباه بهم في إلحاق أضرار بمعبد يهودي باستخدام الحجارة وحرق علم إسرائيل وإضرام النار في نصب تذكاري لأحد أماكن العبادة اليهودية.

أعلنت برلين في 17 مايو 2021 أنها لا تنوي تشديد عقوبات معاداة السامية إثر المظاهرات التضامنية مع الفلسطينيين بعد التصعيد العسكري في قطاع غزة. تسعى السلطات الألمانية إلى سد الثغرات المتعلقة بالتحريض وكراهية الأجانب ومعاداة السامية في القانون الألماني. وتعمل السلطات على تغريم المدانين أو السجن لمدد تصل إلى عامين، إذا اعتدى شخص على شخص آخر بسبب موطنه أو عقيدته أو إعاقته

وأكد وزير الداخلية اتخاذ ألمانيا إجراءات صارمة بحق أي شخص ينشر الكراهية المعادية للسامية في البلاد. وشدد “زيهوفر” على أن ألمانيا لن نتسامح مع حرق الأعلام الإسرائيلية على الأراضي الألمانية ومهاجمة المؤسسات اليهودية. وبحسب إحصائيات وزارة الداخلية الألمانية في 25 مايو 2021 بلغت أعمال العنف ضد اليهود المقيمين في ألمانيا بسبب معاداة السامية ب (1799) أي زادت بنسبة (20%). وتقدر نسبة المسؤولين عنها ب(90%) من أنصار اليمين المتطرف.

وكان قد أقر البرلمان الألماني رسميا قانونا ضد حركة المقاطعة للبضائع الإسرائيلية (BDS)بعد أن أدان البرلمان الألماني في 18 مايو 2019 حركة مقاطعة إسرائيل ووصفها أنها معادية للسامية ودعا إلى مواجهتها. ووافق البرلمان الألماني في 19 يناير 2018 على تعيين مندوب لشؤون معاداة السامية في البلاد. أعربت العديد من الطبقات السياسية في ألمانيا عن قلقهم من استخدام تضخمي، لا أساس له من الصحة ولا يستند على أسس قانونية لمصطلح معاداة السامية، والذي يهدف إلى منع النقد المشروع لسياسة أسرائيل.

التعاون الاقتصادي بين أسرائيل وألمانيا –معاداة السامية

تأتي ألمانيا كثاني أهم شريك تجاري لإسرائيل بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك تعاون وثيق على المستويين الا قتصادي والأمني. فعلى المستوى الاقتصادي ووصل التبادل التجاري بين إسرائيل وألمانيا ففي عام 2016 وصل حجم التبادل التجاري (6.6) مليار دولار في عام 2018 (7.8) مليار دولار أي أرتفع  بنحو (1.2) مليار دولار. أهم صادرات إسرائيل إلى المانيا هي الماكنات والمعدات البصرية والمنتجات الكيماوية والبلاستيكية، أمّا أهم واردات إسرائيل من المانيا فهي الماكنات ومعدات المواصلات والمنتجات الكيماوية.

وقعت أسرائيل، في 23 فبراير 2021، اتفاقية مع ألمانيا لتوريد الأنظمة الدفاعية  إلى وزارة الدفاع الألمانية وتزويد دبابة “ليوبارد 2” التابعة للجيش الألماني بنظام دفاعي يحمل اسم “معطف الريح”. كذلك لحماية الدبابات والصواريخ الاعتراضية وقطع الغيار والأنظمة التشغيلية والفنية. صدرت برلين غواصات إلى إسرائيل بالإضافة إلى التعاون المكثف بعدة مشاريع وفي مجالات العلوم والبحوث. ووقعت إسرائيل مع ألمانيا صفقة تبلغ قيمتها (430) مليون يورو تمول حكومة برلين منها حوالي الثلث، تتضمن الصفقة شراء (4) سفن حربية لحماية المنشآت البحرية لاستخراج الغاز الطبيعي.

موقف ألمانيا من القضية الفلسطينية

نددت ألمانيا بالهجمات الصاروخية التي أطلقتها حركة حماس من غزة على إسرائيل، وشددت على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وعبر وزير الخارجية الألماني “هايكو ماس” عن الموقف الألماني إزاء المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين قائلا إن الضربات الصاروخية على إسرائيل غير مقبولة بالمرة، مضيفا: يجب أن تتوقف تلك الضربات فورا. ودعا “ماس” لاعتماد خطة من ثلاثة مراحل. المرحلة الأولى وقف الهجمات الصاروخية، والثانية إنهاء العنف، والثالثة أن يلجأ اَلطَّرَفَانِ للمحادثات مرة أخرى والتي يشمل مضمونها حول حل الدولتين.

تعهدت ألمانيا وفقا لبيان من الأمم المتحدة في 18 مايو 2021 ألمانيا بتقديم (40) مليون يورو كمساعدات إنسانية بسبب القصف الجوي الإسرائيلي للمدنيين. ومن جهة أخرى نددت ألمانيا قرار تأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة في مايو .2021 ودعت ألمانيا في بيان مشترك مع فرنسا إيطاليا وإسبانيا إلى تحديد موعد انتخابات جديد في أقرب وقت ممكن. كما دعت إسرائيل إلى تسهيل إجراء الانتخابات في كل الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية.

وترفض السلطات الألمانية سياسة الاستطيان التوسعية في الضفة الغربية حيث نددت ألمانيا في يناير 2020 القرارا الإسرائيليي بزيادة التوسع في المستوطنات في الضفة الغربية وبناء  (1900) وحدة سكنية في الضفة الغربية.

أوضح “دانييل ديلان” بومر الخبير المختص بشؤون الشرق الأوسط أن تعقيدات الموقف الألماني تتمثل بعدّة زوايا أولها أن ألمانيا لديها نظرة انتقادية لسياسة الاستيطان الإسرائيلية، ولديها أيضا قلق من أوضاع حقوق الإنسان في إسرائيل. وأضاف بومر أن ألمانيا أيضا هي أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي، الذي يدعم بدوره الفلسطينيين سياسيا واقتصاديا. ومن زاوية أخرى فإن ألمانيا تعتبر أهم شريك لإسرائيل، بعد الولايات المتحدة، ولأسباب تاريخية هناك دعم ألماني لإسرائيل. كما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قبل بضع سنوات إن أمن دولة إسرائيل يعتبر من أسس السياسة الألمانية، وبالتالي هناك اعتراف واضح بهذا الالتزام، وما نشاهده هو أن ألمانيا تحاول الموازنة بين الأمرين.

التقييم  

تتسم العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل بنوعية خاصة، وستظل دوما مطبوعة بالهولكوست. ولكن العلاقات السياسية بين ألمانيا وأسرائيل لاتخلو من التوتر واختلاف الأراء في العديد من القضايا الإقليمية. وشددت “انغيلا ميركل” المستشارة الألمانية على استمرار على حق وجود إسرائيل وضرورة تحمل المسؤولية تجاه اليهود، وهذا جزء من الأسس السياسية الألمانية منذ عام 1945. ومن الناحية الاقتصادية تأتي ألمانيا كثاني أهم شريك تجاري لإسرائيل بعد الولايات المتحدة الأمريكية

تسعى دوما الحكومة الألمانية لاتخاذ موقفا متوازنا تجاه القضية الفلسطينية للوصول إلى حل سلمي للنزاع في الشرق الأوسط. من بين دول الاتحاد الأوروبي تعد ألمانيا أكبر داعم للفلسطينين علي المستويين الإقتصادي والسياسي. ودوما ما تنتقد أوضاع حقوق الأنسان في اسرائيل واستهداف المدنيين الفلسطينيين. وتحذر برلين دوما من سياسة الاستيطان الإسرائيلية . وترى أنه يعارض المواثيق والقوانين الدولية ما يعقد إمكانية التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين حول حل الدولتين.

تتعهد ألمانيا بالدفاع عن أمن إسرائيل وتدعم احتياجاتها الأمنية، وبالرغم من اعتراف العديد من الدول الأوروبية كالسويد بدولة فلسطين نجد أن ألمانيا لن تأخذ هذا الاتجاه، ولو تم فسيكون بالتنسيق مع إسرائيل. تتحرك الحكومة الألمانية ضد جهات معادية للسامية في البلاد لتشديد قوانين معاداة السامية وتشير التقديرات إلى أن غالبية جرائم معاداة السامية في ألمانيا ذات خلفية سياسية وتصدر من محيط اليمين المتطرف وتنتشر الجرائم أكثر في الأوساط القروية.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post بعد جدل عملية التجميل حوريه فرغلي تكشف تكلفتها
Next post اليمين المتطرف في النمسا ـ المخاطر والتهديدات