هل من مقاربة أمنية بين ضفتي الأطلسي مع إدارة بادين؟

Read Time:8 Minute, 57 Second

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_تراهن الدول الأوروبية على الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس الأمريكي”جو بايدن” وتأمل الدول الأوروبية  في بداية جديدة للعلاقات عبر الأطلسي. وأن يتم تعزيز العلاقات في كافة المجالات مع واشنطن لاسيما المجال الأمني والعسكرى. وأن يعيد “بايدن” التأكيد على تحالفات معيّنة بعد أربع سنوات من ولاية سلفه دونالد ترامب. أمن دولي

بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن جولة أوروبية “يستعد لها منذ خمسين عاما” بحسب المتحدثة باسمه، في إشارة إلى مدى أهميتها خاصة في هذه الظرفية. الجولة تختتم بلقاء مع بوتين ومن أبرز أهدافها معالجة الندوب التي خلفتها إدارة ترامب.  بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن  في التاسع من يونيو 2021، رحلة إلى أوروبا تستغرق ثمانية أيام، كانت بريطانيا محطتها الأولى، وسويسرا (جنيف) محطتها الأخيرة حيث سختم زيارته بقمة يعقدها مع نظيره الروسي فلادبايدن يتعهّد دعم الحلفاء الأوروبيين قبيل قمته مع بوتين.

الاتحاد الأوروبي وبايدن – أمن دولي

ومازال التكتل الأوروبي، يعوّل على انفراجة في القضايا التجارية التي كانت سببا في توتر كبير بين ضفتي الاطلسي انتهت بتبادل رسوم جمركية مشددة على الجانبين.تسعى اميركا والاتحاد الأوروبي تشكيل جبهة موحدة في مجالي التكنولوجيا والتجارة بهدف مواجهة  الصين الذي يهدد التفوق الأمريكي في مجال الاقتصاد الرقمي .  ويسعى الاعضاء في الاتحاد الأوروبي لتحديد هامش المناورة المتاح لهم ضمن هذا التحالف ضد بكين. هناك توافق بينهم على عدم الاصطفاف تماماً لأسباب جيوسياسية من الجانب الفرنسي، واقتصادية من الجانب الألماني.

يحرص الاتحاد الأوروبي على إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة ، والتي توترت على مدى السنوات الأربع الماضية عندما قوضت إدارة ترامب المنظمات متعددة الأطراف مثل منظمة التجارة العالمية ، وتركت اتفاقية باريس للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وضربت الكتلة المكونة من 27 دولة بفرض رسوم جمركية على المعادن. باسم الأمن القومي. وسيكون خط أنابيب نورد ستريم 2 الروسي على جدول الأعمال أيضًا عندما يلتقي بايدن مع المسؤولين الألمان. تعارض إدارة بايدن إنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي بقيمة 11 مليار دولار ، لكن ألمانيا تريد الانتهاء منه.

يأمل قادة الاتحاد الأوروبي في بداية جديدة للعلاقات عبر الأطلسي. و اقترح رئيس المجلس “تشارلز ميشيل” على بايدن “ميثاق تأسيس” لعالم أفضل. وأعربت رئيسة المفوضية أورزولا فون دير لاين عن أملها في “عودة الولايات المتحدة إلى دائرة الدول ذات التوجه المماثل” .

تبنى المجلس الأوروبي بياناً خط فيها الخطوط العريضة للعلاقات المستقبلية بين بروكسل وواشنطن، في  8 ديسمبر 2020 . في مجال الأمن والدفاع

  • دعا البيان بايدن إلى العمل “معاً” للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران. ووصف البيان الاتفاق بأنه “ركيزة أساسية للهيكل العالمي لعدم انتشار (الأسلحة النووية)”.
  • شدد البيان على ضرورة أن يكون هناك “حوار سياسي استراتيجي شامل مع الولايات المتحدة من أجل الوصول إلى الإمكانات الكاملة للشراكة عبر الأطلسي
  • تحدث البيان عن مجالات تعاون كثيرة يسعى لتوسيعها أو تنشيطها مع الإدارة الأميركية الجديدة، تتعلق بالتكنولوجيا والتهديدات السيبرانية.

تتوقع الباحثة في جامعة جورج تاون “ريبيكا ليسنر” إعادة تأكيد للتحالفات التقليدية، مع محاولة تحديثها بشكل يبعدها عن وجه الشبه مع ما تترتب عليه الحرب الباردة، وذلك من أجل مجابهة التحديات الأمنية للقرن 21، والتي لن يكون العديد منها ذو طبيعة عسكرية بشكل صريح، وفق ما صرحت به ريبيكا ليورونيوز في نوفمبر2020.

 الناتو 

وتوجه  بايدن  يزم 14 يونيو 2021،  إلى بروكسل لإجراء محادثات مع قادة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وتركزت المحادثات على روسيا والصين والقضية التي تفرض نفسها دوما المتمثلة في زيادة مساهمة دول الحلف في تكاليف الدفاع المشتركة. دعا الرئيس التركي أردوغان نظيره الأمريكي بايدن إلى تجاوز الخلافات، وذلك قبيل اجتماعهما في قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” ببروكسل. واعتبر أردوغان أن تركيا ستكون “البلد الوحيد الموثوق به” في أفغانستان بعد انسحاب قوات الحلف.ويبحث مع بايدن أيضاً برنامج المقاتلات إف-35 الذي استبعدت واشنطن أنقرة منه بعد شرائها منظومة إس-400 الروسية في 2019، كما  ناقش الاجتماع إلى ما وصفه أردوغان بالوعود الأمريكية التي لم تنفذ بشأن صواريخ باتريوت الأمريكية البديلة. قد تكون قمة بروكسل هي المخرج الأخير قبل الجسر إلى تركيا للولايات المتحدة ، التي نسيت منذ فترة طويلة مزايا التحالف.

يقول الكاتب ” نيل كويليام ” من أجل تعزيز وزيادة فاعلية التوجه الجديد، سيتعيَّن على الولايات المتحدة استعادة شراكتها مع الاتحاد الأوروبي؛ خصوصاً فرنسا وألمانيا. ومن خلال ذلك، سيتعيَّن على واشنطن :  توضيح أنَّها لا تزال ملتزمة بالمشروع الأوروبي وأمن الاتحاد الأوروبي. و حشد الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي؛ بحيث تصبح قادرة على الرد بقوة أكبر على أي عدوان روسي في النطاق المجاور لها. وسيتطلَّبُ ذلك الأمر بدوره خوض محادثات “صعبة” مع ألمانيا على وجه الخصوص، حول مزايا مشروع “نوردستريم 2” ومسألة الاعتماد في مجال الطاقة على خطوط الغاز الطبيعي الروسية.

قمة بايدن بوتن 

وفي محطته الأخيرة بجنيف سيعقد بايدن لقاء، قد يكون الأصعب خلال الجولة، مع بوتين الذي أقام علاقات ودية مع ترمب.  وكان هدف اجتماع  بين جو بايدن وكبار ساسة الاتحاد الأوروبي يوم 15 يونيو 2021 في بروكسل من اجل  تثبيت العلاقات عبر الأطلسي. الرئيس الأمريكي الجديد يحرص على فتح صفحة جديدة لكن حقيبته لا تخلو من مطالب طالب بها سلفه دونالد ترامب.

بالإضافة إلى الحوار والتعاون المستمر بشأن قضايا مثل إيران وكوريا الشمالية وأفغانستان، فان ، روسيا حريصة على الدخول في محادثات مع الإدارة الجديدة حول الاستقرار الاستراتيجي والحد من التسلح.ويعتبر تمديد معاهدة ستارت الجديدة خطوة إيجابية في هذا الاتجاه. الكرملين منفتح على فكرة وضع حد للطرد المتبادل للدبلوماسيين وخلق بيئة أكثر ملاءمة لسفارات البلدين للعمل بشكل طبيعي والحفاظ على قنوات الاتصال. أن موسكو مهتمة بتوسيع آليات إدارة الحوادث، وإن القناة بين رئيسي الأركان المشتركة مثمرة بالفعل عندما يتعلق الأمر بعدم الصراع في سوريا وتجنب الحوادث العسكرية الخطيرة عندما تعمل الطائرات والسفن العسكرية الروسية والأمريكية على مقربة شديدة. سترحب القيادة الروسية بتوسيع هذه القنوات لتشمل مناطق مشاكل ثنائية أخرى. تعتبر المحادثات التي تجري بانتظام بين مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف ، وحليف بوتين منذ فترة طويلة ، نموذجًا جيدًا لمسؤولي الأمن الآخرين.

ويقول توماس غريمينغر ، مدير مركز جنيف للسياسات الأمنية ، “إننا نشهد اليوم مستوى من الاستقطاب غير المسبوق منذ الحرب الباردة. العلاقات بين روسيا والغرب تتدهور بشكل مطرد ومستويات الثقة المتبادلة في أدنى مستوياتها” ، المراسلين في مؤتمر صحفي افتراضي.  وأضاف “لذلك حان الوقت لاستئناف الحوار بين الزعيمين ، خاصة بالنظر إلى كل التحديات العالمية التي لا يمكن مواجهتها بنجاح بطريقة أحادية الجانب”. وقال غريمينغر ، وهو أيضًا سفير سويسري وشغل العديد من المناصب العليا في وزارة الخارجية الفيدرالية السويسرية: “أعتقد أن هذه القمة تمثل بالفعل فرصة لاستئناف حوار رصين.” 

وفي هذا السياق أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه يأمل أن تتوج قمته القادمة مع نظيره الأمريكي جو بايدن، في سويسرا، باستئناف وتطوير الحوار بين البلدين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.وأعرب الرئيس الروسي عن موافقته مع المسؤولين الأمريكيين بشأن وجود مثل هذه القضايا ذات الاهتمام المشترك بين موسكو وواشنطن، موضحا أنها تشمل الاستقرار الاستراتيجي، والنزاعات الإقليمية، لاسيما في سوريا وليبيا، وحماية البيئة، وتابع: “في الواقع ثمة ملفات بإمكاننا التعاون فيها بشكل فعال”. وأشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة تنشر منظومات للدفاع الجوي في بولندا ورومانيا، على مقربة من حدود روسيا، لافتا إلى أن روسيا بدورها سحبت قاعدتها العسكرية من كوبا.وقال: “لا نفعل مثل هذه الأمور، لكن شركائنا يفعلونها تحديد للأسف”.

تعزيز الأمن عبر الأطلسي – أمن دولي

أعلن البيت الأبيض  في 27 يناير 2021 أن الرئيس “جو بايدن” تحدث مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ينس ستولتنبيرغ” مجددا التزام الولايات المتحدة بالدفاع الجماعي بموجب المادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي . وشدد على التزامه بتعزيز الأمن عبر الأطلسي، كما أكد أهمية القيم المشتركة والقدرات لتعزيز الردع ومعالجة المعاهدات الجديدة.قالت وزيرة الدفاع الألمانية “أنيغريت كرامب كارينباور”  في  17 نوفمبر 2020 ، إن أوروبا لن تكون قادرة على القيام بأعباء أمنها من دون مساعدة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لعقود مقبلة، رافضة دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى استقلال استراتيجي أوروبي.   

يشير مراقبون إلى أن” بايدن” قد يصبح أحيانا شريكا غير مريح مقارنة مع ترامب. فبايدن سيضغط من أجل نفقات عسكرية أعلى من جانب الأوروبيين وتذكيرهم بوعدهم تجاه حلف الناتو بضمان (2%) من الناتج القومي المحلي للجيش .الخلاف القديم الذي لم ينته بعد. ففي عام 2014، وافقت دول الناتو على زيادة ميزانياتها الدفاعية إلى 2 بالمائة من الناتج الاقتصادي بحلول عام 2024. تعهد لم تلتزم به سوى عشر دول من حلف الناتو وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وسلوفاكيا واليونان وبريطانيا العظمى ورومانيا وبولندا وفرنسا والنرويج، بينما لا زالت ألمانيا أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي، متخلفة عن تطبيقه.

أعلن  الرئيس الأمريكي “جو بايدن” يوم 5 يناير 2021  ،في أول خطاب له عن السياسة الخارجية في مقرّ وزارة الخارجية “تجميد” الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من ألمانيا الذي تعهد به سلفه دونالد ترامب . ورحبت الحكومة الألمانية بقرار “بايدن” تعليق خطة خفض عديد القوات الأميركية في ألمانيا معتبرة أن وجودها يصب في المصلحة المشتركة للبلدين. ونقلت “رويترز” عن شتيفن زايبرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، أن بلاده لديها قناعة دائمة بأن تواجد قوات أمريكية في ألمانيا يعزز الأمن في أوروبا وعبر الأطلسي.

تقييم 

يصعب على الأوروبيين تحمل مزيد من المسؤولية الأمنية السياسية، ويتضح هذا مثلا في شرق البحر المتوسط، كما يحلل خبير الشؤون السياسية هايسبورغ ويقول “منذ عام 2013 لم تعد الولايات المتحدة تلعب دورا قياديا في شرق البحر المتوسط. فتركيا وروسيا وقوى أخرى يمكن لها هناك التحرك بكل حرية”.

يبدو من غير المرجح أن يؤدي الاجتماع المقبل بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى انفراج كبير في العلاقات المتوترة بين البلدين ، فمن غير المرجح أن يحدث تقارب حقيقي من يوم إلى آخر. لكن بدون شك استئناف الحوار بين البلدين يحمل أهمية . هناك أمل ضئيل في أن تحقق القمة نتائج ملموسة،  مع  توقعات منخفضة  ومن السابق لأوانه توقع تطبيع العلاقات.

وتقول بعض التحليلات ،إن المقاربة الغربية القائمة على فكرة أن روسيا “مهمة للغاية” لعدم الانخراط فيها هي مقاربة مضللة. بدلاً من ذلك ، يجب أن تكون المشاركة أكثر استهدافًا وأقل منهجية. على سبيل المثال ، الحجة القائلة بأننا بحاجة إلى موسكو لتقوية البنية الأمنية الأوروبية لا تصمد أمام التدقيق عندما يدرك المرء أنه لا يمكن أن يكون هناك أمن في أوروبا بينما تستمر روسيا في كونها جهة فاعلة مزعزعة في القارة.

تعيش موسكو حالة صراع مع الغرب، نظرًا لأن الخط الفاصل بين أنشطة وقت السلم وأنشطة الحرب غير واضح بشكل متزايد ، تستخدم موسكو مجموعة واسعة من الإجراءات والأنشطة العدائية غير التقليدية التي هي أقل بقليل من عتبة ما يُعتبر تقليديًا حربًا من أجل إلحاق الضرر بالمجتمعات الغربية. من المرجح أن يشجع ذلك موسكو على استخدام سياسة الأمر الواقع ، كما فعلت مع ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. يجب على القيادة الأمريكية وضع خطوطها الحمراء الخاصة بها والتأكد من توصيلها بوضوح.

بعد انتخاب جو بايدن لمنصب الرئيس الأمريكي، من المتوقع ان تعود العلاقات عبر الأطلسي إلى طبيعتها. و أن اللهجة بين الشركاء أخذت تعود لطبيعتها، وأن بايدن يعرف على وجه اليقين أن الأمريكيين يعتمدون على الشراكات مع الدول الأخرى وهذا لا ينطبق فقط على أوروبا، ولكن على التعاون مع روسيا والصين.وأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيعودان إلى التزاماتهما المتبادلة في مجال العمل في الاتحادات الدولية المشتركة .وعند النظر إلى بايدن كرئيس، والجمع بين تاريخه الطويل من الدعم التقليدي لمؤسسات السياسة الخارجية القائمة منذ فترة طويلة ورغبته المفهومة في الوقوف بوجه معارضة مباشرة لمواقف ترامب السابقة، فإن “مستقبل الناتو يبدو مشرقا إن لم يكن ملهما أيضا . وربما من المستبعد  أن السياسة الخارجية لبايدن ستكون إعادة صياغة للسياسة الخارجية في عهد أوباما

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post المدار تفتح ملف ثنائيات الفن ((ياسين وخنساء حالة سودانيه خاصة))
Next post ذكريات عابرة