سفاهة الحكم التشريعي والتنفيذي في ليبيا
محمد علي المبروك خلف الله
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_لن أنقل لكم هنا الوقائع الفظيعة والشنيعة التى وقعت وتقع على ليبيا وعلى شعبها الحاضر وشعبها المستقبل لهذا الحكم السفيه المتعاقب على ليبيا في خلال عشر سنوات ضائعة تائهة من عمر شعب ومن تاريخ بلاد فماحدث في ليبيا واضح وجلي لكل مطلع ،من عبث واستهتار وفساد وانهيار وتعاسة وبؤس وضياع لكل شيء .
بل سأنقل لكم صور من صور الشذوذ العجيبة لافراد هذا الحكم والذين يظنون ان المنصب هو لأنفسهم وليس للشعب ويظنون أن وجودهم في الحكم هو لخدمتهم وليس لخدمة البلاد وخدمة الشعب ويظنون أنهم مسؤولون لأنفسهم وليس مسؤولون عن هذا الشعب وهذه البلاد ، الأعجب أن يستمر هذا السلوك السياسي الشاذ على مدى عشر سنوات ويستمر على تعاقب حكومات تنفيذية ويستمر مع تمدد لما يسمى مؤتمر وطني ثم المجلس الأعلى للدولة ومع تمدد مايسمى مجلس النواب الليبي .
وزراء ووكلاء وزراء ورؤساء وزراء على تعاقبهم يداومون في مكاتبهم بعد الساعة التاسعة والنصف على أغلبهم وذلك بعد أن يشبعوا نوما وكسلا وبعد أن يشبعوا بطونا وتقلهم سيارات مصفحة غالية مصروفة من المال العام وترافقهم حراسات بسيارات أخرى غالية مرتباتهم ومصاريف سياراتهم من مال الليبيين ولأن بطونهم لاتكتفي من إفطارهم الصباحي فبمجرد جلوسهم يتناولون المكسرات والحلويات والمشروبات الساخنة والباردة ويبحثون في كل صفقة وفي كل ميزانية عن وسائل للاختلاس والنهب ووسائل لنهب العهد المالية وفي نهاية كل شهر يقبضون مرتباتهم الشاهقة وهذا دون أي إنجاز ولا أي أداء حكومي بل ساهموا في انهيار ليبيا على كافة المستويات أما جهلا وأما مسايرة لجماعات على حساب وطن وشعب وأما انانية وأما عمالة لتيارات دينية على حساب الوطنية .
ولاشك أن هناك وزراء وطنيون ولكنهم قليل أمام حشود من الوزراء الكسالى الذين لا أداء ولا إنجاز لهم إلا الفساد والإفساد .
نواب مجلس النواب وأعضاء المؤتمر الوطني ثم أعضاء مسمى المجلس الأعلى للدولة ، لايجتمع مجلس النواب ثم لايجتمع المجلس الأعلى للدولة إلا موسميا بمعدل اجتماع كل شهرين أو ثلاثة شهور وهى اجتماعات ثرثرة لاطائل وطني منها ولا أداء لهما في متابعة أو محاسبة أو توجيه الحكومات المتعاقبة بما يحقق المصالح الوطنية إلا مصالحهم الشخصية والقبلية ومصالح تيارات دينية معينة وأغلب ثرثرتهم الموسمية لاتهدف لصالح ليبيا وشعبها بل لمصالحهم ومصالح عائلاتهم ومصالح تياراتهم ولايضغطون على الحكومات المتعاقبة للنهوض بليبيا وتحسين أداءها بل يضغطون عليها لتعيين أقاربهم وأبناءهم في سفارات وشركات استثمارية خارجية أو لتمرير صفقات عبر شركات وهمية أو شركات فاسدة يتقاسمون معها الغنائم ومن المسالك الشاذة الحمقاء لنواب في مجلس النواب وأعضاء في المجلس الأعلى الدولة اقاماتهم في بلدان خارج ليبيا ويتوافدون مرة في الشهر أو الشهرين في حال اجتماعات الثرثرة وكأنهم في نزهة لبلاد غريبة يثرثرون فيها ثم يغادرونها وتتوزع اقاماتهم في ليبيا وتونس ومصر وتركيا والمغرب وإيطاليا هذا الشذوذ والانحراف العقلي والسلوكي للمسؤولين يحتاج لرادع ومحاسبة وطنية شديدة في بلاد تعصف بها البلايا والمفترض أن تكون اقاماتهم في ليبيا للعمل ليلا نهارا لزحزحة البلايا التى تعصف بليبيا ولكن لا افتراض على السفاهة عندما تكون حاكمة وحيث لا أداء بالمطلق لنواب مجلس النواب وأعضاء المجلس الأعلى للدولة فإن مصاريفهما تتعدى مصاريف بعض الوزارات من ايجارات وتسيير وغيرها هذا بالاضافة إلى مرتبات شهرية شاهقة ومزايا ومصاريف حراسة وتنقل بري وجوي وبحري وعلاج وغيرها لكل نائب ولكل عضو مجلس دولة ودون اي إنجاز أو أداء إلا المساهمة في إغراق ليبيا في مزيد الفوضى ومزيد الانهيار عبر تشبثهم بالبقاء طمعا بالمرتبات والصفقات والمزايا وتضييع فرص ليبيا للنهوض .
غير ذلك أن لبعضهم ضعف في القدرات العقلية وافتقاد للخصائص النفسية والروحية التى تحدد تحملهم للمسؤولية مما يصنفوا أنهم غير مؤهلين لتحمل أي مسؤولية فما بالكم بمسؤولية وطن وشعب .
المفجع أنهم ضيعوا عشر سنوات من عمر الشعب الليبي دون نتاج أو إنجاز وضيعوا موارد ليبيا وأفسدوا مابين شعبها والمستقبل الآن شبه مقطوع عن هذا الشعب فلاسبل له سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ولا أرى حلا لليبيا إلا بنهوض شعبها فليبيا أسيرة في قبضة سفهاء ولن يتركوها تنهض إلا إذا نهض شعبها على هؤلاء السفهاء .
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_
Average Rating