المدار تفتح ملف ثنائيات الفن ((الثنائيات الخليجية بين الحضور والغياب))

Read Time:3 Minute, 56 Second

ملف الثنائيات تفتحه للمدار نجاة أحمد الأسعد

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_ العمل الفني الدرامي، عمل جماعي يكتمل بمشاركة الفريق وتعاونه وتنافسه من أجل الإبداع، ومن المعروف أن حالات الانسجام في عمل معين أنتجت تواصلا ومشاركة بين فنانين في أعمال فنية متعددة، وهو ما يمكن تسميته بثنائيات الفن التي اشتهرت في السينما العالمية والسينما والدراما العربية.

وعرفت الدراما الخليجية أيضا ثنائيات قدمت أعمالا ناجحة، من بينها أعمال الفنانتين الكويتيتين حياة الفهد وسعاد عبد الله، اللتين كانتا من أوائل من شكل الثنائيات الفنية، حيث استطاعت كل منهما التألق في أداء دورها أمام الأخرى، وكانت نتيجة هذا الانسجام أعمالا كوميدية عديدة منها «على الدنيا السلام» و«خالتي قماشة» و«رقية وسبيكة» و«سليمان الطيب» و«خرج ولم يعد» و«درس خصوصي». ومع مطلع الألفية الجديدة توقف هذا التعاون ولم نعد نشاهد هذا الثنائي النسائي الكوميدي المميز في أي عمل فني مشترك.وفي السعودية شكل ناصر القصبي وعبد الله السدحان ثنائيا له حضور قوي من خلال المسلسل الكوميدي الساخر «طاش ما طاش»، الذي بدأ عرضه عام 1992 واستمر لمدة 15 عاما، وآثار كثيرا من الجدل الاجتماعي، وصل إلى تهديد الفنانين بالقتل، مما دفع الدكتورة بدرية البشر زوجة الفنان ناصر القصبي إلى تأليف كتاب بعنوان «معارك طاش ما طاش – قراءة في ذهنية التحريم في المجتمع السعودي».

والجدير بالذكر أن القصبي والسدحان تجاوزا ثنائيتهما، بتعاونهما الدائم مع المخرج عامر الحمود، ليكونا فريق عمل ثابتا على مدى سنوات طويلة.وفي الإمارات نجد ثنائيات ناجحة لكنها غير مستمرة، حيث شكل الفنان أحمد الجسمي ثنائيا ناجحا مع سميرة أحمد وجابر نغموش ومرعي الحليان، مبررا هذا الأمر بوجود الانسجام بين الفنانين. ويقول أحمد الجسمي: يرتبط هذا الموضوع بصفة عامة بنوع من المعايشة والمزاج المنسجم والتفاهم، فليس من المعقول أن يستمر فنانان معا، إن لم تكن لديهما لغة مشتركة أو رغبة في التواصل، فالعمل الفني حالة إبداعية يمكن أن ينشأ فيها الانسجام خلال بروفات العمل واللقاءات اليومية، فيؤدي ذلك إلى الاشتراك في أعمال أخرى.
وهذا ما جعل تواصلي كبيرا مع الفنانة سميرة أحمد وجابر نغموش ومرعي الحليان، فحين أشعر بالارتياح مع الممثل الآخر سيحقق هذا الأمر نجاحا للعمل الدرامي ويؤدي إلى التعاون في أعمال أخرى.

ويرفض الجسمي فكرة أن قلة عدد الممثلين هي سبب تكرار الوجوه في الدراما الإماراتية إذ يقول: ليس لدينا نقص بأعداد الفنانين ففي الإمارات أكثر من 400 ممثل، وقد يكون لدينا نقص في بعض المراحل العمرية المعينة، فنحن لدينا بالفعل شح في الممثلين الأطفال، لكني أعتقد أن الأدوار الأخرى تعطى لأصحابها.

وهناك قضية أخرى تتمثل في المسرح الذي يقدم فرقا مميزة وفنانين أكفاء، لكننا لا نراهم في الدراما مع أني أعتقد أن كثيرا منهم يستطيع أن يقدم عشرة أضعاف ما يستطيع تقديمه في المسرح، وكوني منتجا تلفزيونيا فأنا أبحث عن الوجوه المسرحية الناجحة لتدخل عالم التلفزيون، وواثق في نجاحهم في هذا الأمر بشكل لافت، فالعمل التلفزيوني أكثر سهولة من العمل المسرحي، كما أن دخله المادي أكثر وانتشاره أوسع.
ومن الثنائيات الكوميدية الناجحة في الإمارات الفنان أحمد عبد الرزاق مع صديقه المرحوم خالد سلطان، حيث شكلا تعاونا فنيا وفريق عمل في أكثر من عمل فني، كان أبرزهما تجسيدهما لشخصيتي «شحمان ونحفان» الكوميديتين المتناقضتين، ويتحدث الفنان أحمد عبد الرزاق عن تلك التجربة قائلا: علاقتي بالمرحوم بدأت عام 1985 بانضمامي إلى مسرح الشارقة الوطني.

حيث كنا صديقين خارج إطار العمل ولم نبدأ كثنائي بل عملنا معا في مسرحية «ربشة في البقعة»، ووجدنا أن بيننا تواردا في الأفكار وانسجاما كبيرا، وقد كنت متأثرا بشخصية تشارلي شابلن فقدمنا معا أعمالا كوميدية، وقدمنا في عام 1991 مسرحية أطفال اسمها «التاج والعلم»، وبعدها عملنا في مسرحية «الأمير المخطوف»، ثم قدمنا برنامجا تلفزيونيا بعنوان «حروف وكلمات»، وبعدها قدمنا برنامج «بسوم وجسوم».

وقد تطورت علاقتنا وأصبحنا ندرك أهمية عملنا معا، فصرنا نبحث عن أعمال أخرى فقدمنا برنامجا اسمه «الدريشة»، وفي عام 1995 تم افتتاح قناة عجمان الفضائية عملنا معا في برنامج «أغاني الخليج» الذي كان يتضمن «اسكيتشات» كوميدية قدمناها في شهر رمضان، وبعدها في عيد الأضحى قدمنا برنامج «ممنوع الضحك»، فكان الانسجام بيننا قد وصل ذروته إلى وصلنا إلى فكرة تقديم مسلسل كوميدي هو «شحمان ونحفان» الذي لاقى نجاحا كبيرا وقدمنا منه ثمانية أجزاء.
ويتحدث أحمد عبد الرزاق عن انتهاء فكرة العمل الثنائي برحيل الفنان خالد سلطان قائلا: كانت لدينا عدة نصوص مكتوبة من المفترض أن نتشارك العمل فيها، لكن رحيله رحمه الله ألغى هذه المشاريع، وقد اقترح على بعض الأصدقاء إيجاد فنان يمتلك مواصفات شخصية «شحمان» الجسدية للتواصل معه لكني رفضت، لأن الفكرة ليست بالمواصفات الجسدية وإنما بالروح التي لا نجدها إلا عند خالد سلطان، فنحن نعرف أن لا أحد يستطيع أن يقدم دور «غوار» سوى دريد لحام،.

والثنائي الذي جمعني بخالد لا يمكن أن يتكرر مع أي شخص آخر، فلم يكن بيننا من يريد أن يطلع على حساب الآخر، وكان يهمنا نجاح العمل أكثر من أي شيء آخر، بينما لا أجد هذا الأمر عند فناني اليوم، فالأنانية هي التي تحكمهم وكل واحد منهم يرغب في الظهور على حساب الآخر، لذا لا نجد ثنائيات ناجحة هذه الأيام وحتى إن وجدت أحيانا تشعر أنها مفتعلة وغير حقيقية.

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…._

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

man woman looking student Previous post دعوات لاسقاط حق الصيادلة في التطعيم ببلجيكا
Next post المدار ترصد اواخر ايام المثقفين ((تشينوا أتشيبي أهم روائي افريقيا))