تعودنا على عدم الرد العسكري

Read Time:2 Minute, 17 Second

ابراهيم عطا :كاتب فلسطيني

يوم امس استشهد جندي سوري نتيجة قصف اسرائيلي وخلال الاسبوع الماضي قام الصهاينة بقصف مجمع للحاويات في ميناء اللاذقية، وقبله.. وغيره…حتى اصبح الخبر عاديا ومكررا لدرجة الملل بينما فقدنا الامل برد سوري محتمل ولو على قدر رد الاعتبار على كل هذه الاعتداءات الخارقة للكرامة قبل السيادة…
واذا كنا قد تعودنا على عدم الرد العسكري، او على ردود الفعل الباهتة والخافتة للجانب السوري، الا اننا ما زلنا لا نفهم موقف الجانب الروسي من هذا العدوان المتكرر على دولة جاءوا اصلا لحمايتها….
بصراحة، لم أكتب من قبل عن روسيا وعن سياستها ودورها في منطقتنا العربية، لاني، ومنذ سقوط الاتحاد السوفييتي الذي كنا نعتبره من الداعمين الاساسيين للحقوق العربية بوجه الاحتلال الصهيوني، لا ارى الصورة واضحة بالنسبة لسياسة موسكو في المنطقة عموما، وتجاه القضية الفلسطينية والعلاقة مع الكيان الصهيوني على وجه الخصوص…
بالنسبة لي، وربما للكثير من الناس ايضا، فان صورة الدب الروسي مغبشة وتوجهاته غير واضحة، بالرغم من تعاطفنا الدائم مع روسيا بوجه اعدائها التقليديين والمتحالفين معهم مثل الولايات المتحدة الارهابية والمملكة المتحدة، وهما اكبر داعمين للكيان المغتصب لفلسطين منذ زراعته على ارضنا حتى اليوم، الا ان سياسة موسكو وعلاقتها مع الصهاينة ما تزال مبهمة ويشوبها الكثير من الغموض، حتى لا أقول مشبوهة أو حتى متواطئة مع السياسة الصهيونية بشكل من الاشكال…
وقد جاء الوجود الروسي في سوريا، والذي كانت له وما زالت جوانب إيجابية واضحة، خاصة في مواجهة الدواعش وداعميهم، ليزيد الغموض غموضا، حيث أن هذا الوجود العسكري الروسي الاشبه بالاحتلال، إن اتفقنا او اختلفنا حوله، من المفترض أن يحمي الدولة القادم لدعمها وحمايتها وان يمنع الاعداء، كانوا من كانوا، من الاقتراب من حدودها او مهاجمتها…
هذا التساهل او التواطؤ الروسي مع الخروقات الصهيونية المتكررة والاعتداءات المتصاعدة وخرق سيادة الاراضي السورية انما يدل على تنسيق روسي صهيوني سري قد يكون اخطر من السياسة الامريكية الداعمة علنا لما يقوم به اعداء سوريا وللاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة…
وكنت اتردد بالكتابة عن هذا الموضوع الى ان جاءت اللقاءت الاخيرة بين بوتين ورئيس وزراء الكيان الصهيوني والتي تطرق خلالها بينيت الى “مكافحة الارهاب” وللخطر الايراني في المنطقة والتقدم المتسارع للبرنامج النووي لطهران، بالاضافة الى موضوع الاعتداءات المتكررة على دمشق وحلفائها، الامر الذي دعاني للتساؤل والتفكير محاولا فهم او استيعاب هذا الوضع وبالتحديد الموقف السياسي والتوجهات العسكرية لروسيا في المنطقة، ولكني حتى الان لم اصل الى أي نتيجة جلية، بل ازداد الغموض غموضا والضبابية ضبابية، وكثرت تساؤلاتي، فهل من مفاجآت تخبئها لنا موسكو مستقبلا، وهل لجأ رئيس الوزراء الصهيوني لبوتين للحصول على موافقة مسبقة لتوجيه ضربات محدودة لبعض المواقع الايرانية لتأخير مشروعها النووي أم ماذا؟…
لذلك، ارجو كل من توصل منكم لتحليل واستيعاب لما يحدث ان يساعدني في فهم تحركات الدب الروسي في الصحاري العربية…
الف تحية للمقاومة ولاهلنا في فلسطين عموما وفي نابلس جبل النار على وجه الخصوص والذين لا يسكتون ابدا على اعتداءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه الاجرامية، ويردون الصاع صاعين ولو بعد حين

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post رباعية نورماندي في اوكرانيا
Next post إصابات اوميكرون في بلجيكا