الخيال التاريحي في اعمال ماريز كوندي

Read Time:5 Minute, 31 Second

نجاة احمد الاسعد

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_ماريز كوندي (بالفرنسية: Maryse Condé)‏ (11 فبراير 1937) روائيه ومؤلفة غوادلوبية متخصصة في مجال الخيال التاريخي، تكتب بالفرنسية، ومن أشهر روايتها سيغو (1984-1985).وبالإضافة إلى ذلك، فهي باحثة في الأدب الفرنكوفوني وأستاذة فخرية في الفرنسية في جامعة كولومبيا.

ظهرت أول ملامح الاحتجاج بين مثقّفين وكتّاب من العالم هذه الأيام على الآلية التي جرى بها إلغاء أو تأجيل منح “جائزة نوبل للآداب” لعام 2018 للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية وتحديداً منذ العام 1949، من خلال إصدار جائزة بديلة للجائزة الأم التي حالت دون تقديمها فضائح كان بطلها زوجُ واحدةٍ من أعضاء أكاديمية نوبل، اتُّهم بالاعتداء جنسياً على 18 سيدة تقدّمن بدعاوى قضائية ضده.

لم يكن الاحتجاج بسبب إلغاء الجائزة العريقة لهذا العام وحسب، بل أيضاً لاستفراد الأكاديمية السويدية بقرار إلغائها دون التشاور مع أحد، الأمر الذي صوّر منح الجائزة وكأنه عملية ريعية خاضعة لأمزجة لجنة الأكاديمية في استوكهولم، ناهيك بأنها في قرارها هذا لم تلتفت إلى آراء العاملين في مجال الثقافة حول العالم، وهو ما طرح أسئلة من قبيل: لماذا على أدباء العالم أن يدفعوا ثمن فوضى فضائح الأكاديمية؟ وما الذي سيحصل في حال تم منح الجائزة هذا العام دون تأجيلها؟ وما الفائدة أصلاً من التأجيل؟

والجائزة الجديدة، التي باتت تُعرَف بـ”جائزة نوبل البديلة”، والتي أشرفت على تأسيسها مجموعة من النخب الثقافية السويدية وُضعت لها جملة من الشروط والمعايير التي وُصفت بأنها: “أكثر انفتاحاً” بالمقارنة بجائزة نوبل للآداب، ناهيك بأن الجائزة الجديدة لا تقدّم نفسها كجائزة ثابتة أو راسخة، بل، وكما صرّح القائمون عليها، فإن الأكاديمية الجديدة وجائزتها سيجري حلّهما تلقائياً لحظة تسليم جوائز نوبل في كانون الأول/ ديسبمر المقبل.
واللحظة التي أُعلن فيها عن تأسيس الجائزة، أُعلن التنافس هذه المرة حول ثيمة أدبية تقوم على “حكايا البشر في العالم”. ثمّ مُنحت الجائزة للكاتبة الغوادولوبية ماريز كوندي (1937) التي تتّسم أعمالها بالحكائية القادمة من السرديات الشعبية لجزر الكاريبي.

وصف بيان الأكاديمية أعمال كوندي بأنها “تسرد ويلات الاستعمار وفوضى ما بعد الكولونيالية بلغة دقيقة وبالغة التأثير على حد سواء”، بينما “تستحضر رواياتها الأموات إلى جانب الأحياء في عالم يتم فيه تناول الجندر والعرق والطبقة باستمرار في قوالب جديدة”.

كتابات كوندي، التي قالت إن أكثر ما أسعدها هو أن اسم بلادها غوادلوب لن يظهر هذه المرة في أخبار الفيضانات والكوارث بل في أخبار ستُسعد شعبها المهمّش على أجندة العالم، وتمنح صوتاً لأولئك الذين أدانهم التاريخ ثم نسيهم، وتستكشف القضايا العرقية والجنسانية والثقافية في مجموعة متنوعة من العصور التاريخية والمحلية وخصوصاً الهموم الأفريقية التاريخية، مثلما بدت روايتاها: “أنا، تيتوبا ساحرة سالم السمراء” و”هيميخينون”، أنهما من الأعمال التي أرادت لها كوندي أن تستكشف المصائر الناتجة من اختيارات أفرادها.

تبدو أعمال صاحبة “موسم في ريهاتا” (1981)، والتي لم يُترجَم أي منها إلى العربية بعد، مسكونة بالهاجس الأفريقي الأكبر على خارطة تاريخ العالم وجغرافيته، مخصّصةً مشوارها الطويل بالرواية والنقد، منذ حصولها على درجة الدكتوراه من السوربون، في موضوعة “الأفكار النمطية حول الشخصيات السوداء في الأدب الكاريبي”، إضافةً إلى اتسام لغتها بمخاطبة القارئ مباشرةً، وهي تستوحي بذلك الطريقة الحكواتية الكاريبية التي تعتمد على مجموعة من المفردات الحكواتية مثل “Crick, Crack”، التي تبدأ بها قصصها التي تشبه الطريقة الحكواتية العربية بعبارات “في يوم من الأيام” و”كان يا ما كان”.
وعن انتمائها إلى عالم القصة المحكية في بلادها تقول: “كل كاتب في الدنيا يشعر بالغيرة من حكّائي القصص، يوجد للكلمة المنطوقة سحر خاص وعفوية ترسمها. أردت تذكير القرّاء بأنني أنتمي إلى مجتمع لا تزال فيه التقاليد الشفهية حية، وأن كلماتي تعبّر عن قوة سحرية، وأن قصتي يمكن أن تُرى كبوابة رائعة للعواطف والمعرفة”.

في إحدى مقابلاتها، تقدّم رأيها الخاص إزاء برامج تعليم الكتابة الإبداعية التي وصفتها بأنها اختراع أميركي صرف، قادم من الجامعات الأميركية تحديداً. مؤكدة أن القدرة على الكتابة هبة لا يمكن تعلّمها. وتضيف: “شغفي بالكتابة يأتي من معرفتي بالأدب من أماكن مختلفة من العالم ومن خلال قراءة أعمال مؤلفين معيّنين جعلوني أكثر قرباً وحساسية من الكتابة والتأثير في القرّاء. لم أدرس أبداً خلاف ذلك. القراءة بالنسبة إليّ هي أصل كل شيء”.

لعل أبرز رواياتها على الإطلاق هي “أنا، تيتوبا ساحرة سالم السمراء” (1986)، التي استعادت فيها شخصية الساحرة تيتوبا من جنبات الصمت التاريخي لتخلق لها طفولة ومراهقة وكهولة متخيلة. تستند هذه الرواية إلى حادثة محاكمة الساحرات في بلدة سالم القريبة من ماساشوسيتس الأميركية عام 1892، لتعيد إنتاج الشخصية على هيئة “الأنثى البطلة” أو “الأنثى الأسطورة”، وتيتوبا طفلة أفريقية سمراء كانت مستعبدة لدى عائلة بيضاء تعرّضت للاغتصاب على يد بحّار أبيض، ثم تهرب وتحصل على حريتها وتعمل في المراعي، إلى أن تتعرّف إلى حبيبها المستعبد، لتقرر في نهاية الأمر أن تعود إلى العبودية من أجل فداء حرية حبيبها. تُعدَم والدتُها بعد رفضها إقامة علاقة جنسية مع مالكها الأبيض، ليتم اتهام تيتوبا بالسحر، وتنجو من محاكمة الساحرات الشهيرة. تظهر تيتوبا في الرواية كمناضلة كلاسيكية، تحارب الظلم، وتمد يد العون إلى المستعبَدين.
وعن انتمائها إلى عالم القصة المحكية في بلادها تقول: “كل كاتب في الدنيا يشعر بالغيرة من حكّائي القصص، يوجد للكلمة المنطوقة سحر خاص وعفوية ترسمها. أردت تذكير القرّاء بأنني أنتمي إلى مجتمع لا تزال فيه التقاليد الشفهية حية، وأن كلماتي تعبّر عن قوة سحرية، وأن قصتي يمكن أن تُرى كبوابة رائعة للعواطف والمعرفة”.

في إحدى مقابلاتها، تقدّم رأيها الخاص إزاء برامج تعليم الكتابة الإبداعية التي وصفتها بأنها اختراع أميركي صرف، قادم من الجامعات الأميركية تحديداً. مؤكدة أن القدرة على الكتابة هبة لا يمكن تعلّمها. وتضيف: “شغفي بالكتابة يأتي من معرفتي بالأدب من أماكن مختلفة من العالم ومن خلال قراءة أعمال مؤلفين معيّنين جعلوني أكثر قرباً وحساسية من الكتابة والتأثير في القرّاء. لم أدرس أبداً خلاف ذلك. القراءة بالنسبة إليّ هي أصل كل شيء”.
لعل أبرز رواياتها على الإطلاق هي “أنا، تيتوبا ساحرة سالم السمراء” (1986)، التي استعادت فيها شخصية الساحرة تيتوبا من جنبات الصمت التاريخي لتخلق لها طفولة ومراهقة وكهولة متخيلة. تستند هذه الرواية إلى حادثة محاكمة الساحرات في بلدة سالم القريبة من ماساشوسيتس الأميركية عام 1892، لتعيد إنتاج الشخصية على هيئة “الأنثى البطلة” أو “الأنثى الأسطورة”، وتيتوبا طفلة أفريقية سمراء كانت مستعبدة لدى عائلة بيضاء تعرّضت للاغتصاب على يد بحّار أبيض، ثم تهرب وتحصل على حريتها وتعمل في المراعي، إلى أن تتعرّف إلى حبيبها المستعبد، لتقرر في نهاية الأمر أن تعود إلى العبودية من أجل فداء حرية حبيبها. تُعدَم والدتُها بعد رفضها إقامة علاقة جنسية مع مالكها الأبيض، ليتم اتهام تيتوبا بالسحر، وتنجو من محاكمة الساحرات الشهيرة. تظهر تيتوبا في الرواية كمناضلة كلاسيكية، تحارب الظلم، وتمد يد العون إلى المستعبَدين
في روايتها “مرتفعات مهب الريح” (2008)، حاولت كوندي إعادة كتاب العمل الشهير “مرتفعات وثرينجز” للكاتبة الإنكليزية إيميلي برونتي، وهي الرواية التي قرأتها كوندي في الرابعة عشرة من عمرها. وهذا العمل، الذي أرادت من خلاله توجيه تحية خاصة لكاتبتها المفضلة، خصّصته لمسقط رأسها؛ غوادلوب.

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post مهرجان “ميدل بيست” الموسيقي في السعودي”
Next post إجراءات الزواج في هولندا