بأكثر من 200 ألف إصابة يوميا.. فرنسا تستقبل العام الجديد بتسونامي كورونا

Read Time:3 Minute, 49 Second

باريس – على وقع “تسونامي” من الإصابات وكسر الأرقام القياسية الفرنسية والأوروبية تستقبل فرنسا العام الجديد بأكثر من 200 ألف إصابة بكورونا يوميا على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة.فمنذ بداية الأسبوع الجاري ارتفعت الأرقام بشكل لافت، حيث سجلت يوم الثلاثاء الماضي 180 ألف إصابة، لتبلغ أول أمس الأربعاء مستوى قياسيا بـ208 آلاف إصابة كما أعلن وزير الصحة أوليفييه فيران أمام الجمعية الوطنية، فيما أكدت السلطات الصحية الفرنسية إصابة أكثر من 206 آلاف إصابة جديدة خلال الـ24 ساعة الأخيرة.

وخلال الأسبوع الماضي سجلت أوروبا أكبر عدد من الإصابات بكورونا في العالم بمليونين و901 ألف و73 حالة، وهو ما يمثل 55% من الإجمالي العالمي، بالإضافة إلى أكبر عدد من الوفيات التي بلغت 24 ألفا و287 وفاة بنسبة 53% من إجمالي الوفيات العالمية.

تسونامي كورونا

بعد أن حذر الاثنين الماضي من أن فرنسا قد تسجل أكثر من 250 ألف إصابة في اليوم بحلول يناير/كانون الثاني أطلق وزير الصحة الفرنسي صرخة فزع من تحت قبة البرلمان، وأكد للنواب أن فرنسا تواجه عدوين: المتحور دلتا الذي لم ينته بعد والمتحور أوميكرون.

وأضاف “لن أتحدث عن موجة بعد الآن، أتحدث عن عاصفة وعن تسونامي”.

ونتيجة لهذه الأرقام القياسية -التي سجلت للمرة الأولى منذ بدء الجائحة- فرضت السلطات الفرنسية أمس الخميس قيودا صحية جديدة وإجراءات إضافية مشددة، لمواجهة تفشي الجائحة والمتحور الجديد أوميكرون خلال احتفالات العام الجديد.

وشملت الإجراءات الجديدة عودة إلزامية ارتداء الكمامات في الأماكن العامة، بما فيها الشوارع والحدائق وكل الأماكن المفتوحة، فضلا عن بروتوكولات إضافية للمطاعم والمقاهي والحانات.

وكانت السلطات أعلنت منذ فترة إلغاء التجمعات الكبرى وكل مظاهر الاحتفالات من ألعاب نارية وحفلات موسيقية ليلة رأس السنة.

نسبة حرجة بين الشباببدوره، يشير رشيد سهوان رئيس قسم الطب الباطني والأمراض المعدية في مستشفى جونيس إلى أن الوضعية زادت حرجا في الأيام الأخيرة، ورغم تلقي نسبة 80 إلى 85% من المواطنين الفرنسيين اللقاح فإن المستشفى الذي يعمل فيه يستقبل 95% من الحالات الحرجة، وأغلبهم من الشباب والذين لم يتلقوا اللقاح.ويضيف سهوان للجزيرة نت “ما يجب ملاحظته أن أغلب الذين نستقبلهم الآن هم أقل عمرا من الذين استقبلناهم في الموجة الأولى من كورونا، وهذا محير وغريب، خاصة وهم يصلون المستشفى في وضعية حرجة”.وقال “كثير من المصابين من فئة الشباب (25 إلى 40 سنة)، مع وجود حالات أيضا من المسنين الذين تلقوا جرعتين من اللقاح، ولكنهم لم يأخذوا الجرعة الثالثة، وهم يعانون من أمراض مزمنة كثيرة، وهناك حتى من أخذ الجرعة الثالثة، ولكن عامل المناعة لديه ضعيف”.

إجراءات غير فاعلةورغم الإجراءات الإضافية التي أعلنت عنها السلطات أمس الخميس، يؤكد رئيس قسم الطب الباطني والأمراض المعدية بمستشفى جونيس أن “هذه الإجراءات في الواقع غير كافية، لأن الوضع في المستشفيات مضطرب وحرج، خاصة ونحن في فترة أعياد الميلاد، وهناك نقص في الكادر الطبي وشبه الطبي، نظرا لتمتع الأغلبية بعطلهم السنوية، أو إصابة بعضهم بالعدوى من العائلة، لذلك فالوضع محرج ومعقد أكثر”.ويتابع في السياق نفسه “تبقى الإجراءات المتخذة أخيرا من قبل الحكومة غير كافية، ولا بد من تشديد أكثر وفرض الجواز الصحي على كل زائر، وإذا تواصلت الأرقام بالصعود فسيزداد الوضع حرجا في أقسام الانعاش وفي المستشفيات، وبالتالي لا بد من فرض الإغلاق الجزئي على الأقل في مرحلة أولى”.وبخصوص المتحور الجديد أوميكرون، يوضح سهوان أن الأرقام في تطور وارتفاع سريع، فبعد أن كانت نسبة الإصابات في حدود 7% الأسبوع الماضي تضاعفت هذا الأسبوع لتصل إلى 14%، ولكن واقعيا نستطيع القول إنها في حدود 30% لأن نتائج التحاليل تأخذ وقتا لتظهر، وبذلك نلحظ هذا التطور والارتفاع السريع في نسبة المصابين بأوميكرون، والأرقام مرجحة للزيادة في كل يوم.

جوازات صحية مزورةوبعد أن تمت مناقشته في وقت سابق من هذا الأسبوع من قبل مجلس الدفاع الصحي وتبنيه من قبل مجلس الوزراء، يبدأ البرلمان الفرنسي الاثنين المقبل النظر في مشروع قانون ينص على تحويل التصريح الصحي إلى بطاقة تلقيح، على أن يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 15 يناير/كانون الثاني المقبل.وعن هذا الإجراء والتغيير، يلفت الدكتور رشيد سهوان إلى أنه في الوقت الحاضر يصعب تقييم نجاح هذا الإجراء من عدمه، لأننا كلنا نعلم الطريقة التي تم بها اقتراح الجواز الصحي في المرة الأولى.ويضيف “هنا لا بد من الإشارة إلى كثرة الجوازات الصحية المزورة في فرنسا، وإذا عرفنا مثلا أنه تم إصدار 200 ألف جواز صحي مزور فهذا يعني أن 200 ألف حالة عدوى ومرض إضافية غير مراقبة”.ويعتقد سهوان أن “جواز التلقيح في ظل هذه الظروف لن ينجح في ظل معارضة الكثير من الناس له، وهو ليس طريقة عملية لإجبار المواطنين على التطعيم، وفي أحسن الحالات قد يشجع البعض على أخذ اللقاح، لكن الأغلبية ستتمسك بقناعتها الرافضة للقاح، وربما يفاقم هذا الإجراء ظاهرة التصاريح والجوازات الصحية المزورة”.وعن أسباب رفض فئة كبيرة من الشعب الفرنسي التطعيم رغم الأرقام المفزعة، يوضح سهوان أن المسألة سياسية بالأساس، فهؤلاء الرافضون هم بالأساس يرفضون الحكومة وضد السلطة السياسية القائمة ويشكلون حوالي 5 ملايين مواطن، وهو ما يجعل المتحور الجديد أوميكرون والعدوى ينتقلان بسرعة كبيرة.

المصدر : الجزيرة

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post الموت يغيّب الدكتور جابر عصفور عن عمر يناهز الـ 77 عاما
Next post إصابة مدافع مانشستر سيتي بعملية سطو..