مدينة وملامح
الكاتبة والشاعرة رشا الحجي
حمص ٢٠/١٠/٢٠٢١ الساعة الثانية عشر ظهرا ..
الشمس تعلو المشهد ..
الشتاء يأتي خجلا هذا العام ..
أحب تلك المدينة ..
استبشر بأهلها خيرااا ..
تغمرني السعادة لأني وصلت الى هناك ..
لم تكن ملامحي تعكس ما بداخلي ..
لكنني كنت سعيدة للغاية ..
نزلت أتأمل الشوارع ..
لقد كانت كما تركتها تماما ..
لا جديد ..
اخذت انظر وكأنني سائحة من بلاد الغرب تتأمل المكان للمرة الاولى ..
انظره بعين عاشقٍ..
لا أبالغ في وصفي .
كذلك للمكان عشاق ..
اعود لاكمل الصورة ..
واذ بأمرأة تجلس على كرسيها ..
تحمل بين أصابعها ورقة يانصيب ..
أبت تلك السيدة أن تراني سعيدة ..
أحبت أن ترمي ما في جعبتها أمامي ..
لم استطع تجاهل صوتها العالي
كانت تلك النبرة الحزينة تعلوها القسوة وتسكنها الحسرة. .
عرفت دون أن تكمل أن لورقة اليانصيب نصيب من حزن تلك السيدة ..
يبدو أنهُ خاب أملها ولم تربح
لا حاجة لكل هذا الحزن يا سيدتي ..
أنه الواقع ..
لما تلك النظرة وهذا الصوت الجارح ..
لن يغير اليانصيب ..من حظك ونصيبك ..
كنت أتمنى أن أرتب على كتفها مواسية ..
يبدو أنها علقت الكثير من الآمال على تلك الورقة ..
ربما بيت ربما دواء ربما مشروع يسد حاجة ..
ربما لا هذا ولا ذاك ..
أكملت المسير ورأسي متجه للخلف ..
بقيت عيوني معلقة بتلك المرأءة ..
أن للخيبة طعم موجع ..
عندما غابت تلك السيدة عن ناظري عاد المشهد أمامي أخذت أراقب وجه المارة هي وحدها من تغيرت مع مرور الوقت ..
أحسست أن الزمن لم يعد له وجود ..
المسألة متعلقة بالبشر ..
بمن غاب وحضر ..
لقد مضى زمن ..
كل شيء كما الحجارة لم يغيره شجن ..
ولا حنين ولا نظر ..تغيرت أشكال الوجوه فقط ..
لكن التعابير كما هي ..
من بين المئة تجد ذاك مبتسم وتسعة وتسعون يعلو وجوههم الكدر ..
سألت نفسي حينها ..
هل بات الحزن بالجينات ..
أم أنه القدر ..
لا تتمة للصورة ..
لاجديد لأرويه عنها ..
مدينة بأحجار بشرية ..
قلوب قست من قسوة زمانها ..
نفوس أبت الحب والعشق بقلوب طرية ..
لكنها تبقى المدينة التي كنت أتمنى أن انتمي أليها لو لم أكن دمشقية ..
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_
Average Rating