happy family eating ice cream together

التوحد عند الأطفال وعلاجه

Read Time:12 Minute, 35 Second

أمل طه

شبكة المدارالإعلامية الأوروبية…_أنا لست شخصًا أو مكانًا أو شيئًا، لا يمكنك رؤيتي أو لمسي أو شم رائحتي، أنا حالة بشرية، أنا مجموعة من الأعراض، من أنا؟ أنا من لا صوت له وأحيانًا أنا صدى الصوت، أنا الطفل الصامت بعيون حزينة، أعيش مع صبي يبلغ من العمر 10 سنوات في نيو هامبشاير؛ اسمه جاك، أنا التوحد». 

هكذا بدأت كارلي كارييلو كاتبة وأم لأحد أطفال التوحد مقدمة كتابها ما لون يوم الإثنين؟ كيف غيَّر التوحد عائلة واحدة للأفضل»، حكايتها مع طفلها جاك المصاب باضطراب طيف التوحد، والذى يصنف الأشياء إلى ألوان وفقًا لعلاقته بها، فدائمًا ما يسأل عن لون كل شيء من حوله، سجلت كارلي معاناتها مع التوحد، ومواقفها اليومية مع جاك، هزائمها وانتصاراتها، وروت عن ليالي الصبر والأمل والإحباط.

تعيش كارلي كارييلو في إحدى الولايات الأمريكية والتي يفصلها آلاف الكيلو مترات عن الجزائر؛ حيث تعيش آسيا قدري وابنها حكاياتها مع اضطراب طيف التوحد، والتي لا تختلف كثيرًا عن حكاية آية ربيع التي تعيش فى إحدى قرى صعيد مصر، وحكاية سلمى محمد، التي تعيش في القاهرة تجربة شديدة الخصوصية مع اضطراب طيف التوحد، حكايات مؤلمة وملهمة لأربع نساء من ثلاث دول مختلفة وثقافات مختلفة، يبعد بينهن آلاف الأميال والكيلومترات، ويجمع بينهن اضطراب طيف التوحد والأمل.

الحكاية الأولى: وحيد في عالمه الخاص

تروي الجزائرية آسيا قدري قصتها وقصة ابنها طه مع التوحد لـ«ساسة بوست»، فتقول: «حدسي كأم كان يخبرني أن هناك شيئًا ما غير طبيعي، عندما أكمل طه أربعة أشهر بدأ يحبو ويتحرك على عكس الأطفال في مثل هذا العمر في دلالة واضحة على فرط الحركة الأمر الذي لم أفسره حينها، وعندما أتم سبعة أشهر  لم يكن يقلد أو يضحك وكان يرفض اللعب مع الأطفال، بدأ يكبر ولم يتكلم، كان الجميع يطمئنني بأنه طفل طبيعي، لكنه لم يكن كذلك كان مختلفًا».

تكمل آسيا: «كان كثير الحركة يتسلق الجدران ويقفز على الأسرَّة ويصعد فوق الثلاجة، وعندما أتم عامه الثالث قررت أن أذهب به إلى طبيب الأطفال الذي شخَّصه باضطراب طيف التوحد، في الحقيقة وقتها صُدمت؛ ليس لأني لم أكن أعرف ما هو التوحد، هل هو مرض عقلي أم مرض نفسي أم مرض عضوي أم اضطراب في السلوك؟ لم أكن أعلم شيئًا عنه على الإطلاق».

تحكي آسيا كيف بدأ طه في تبني سلوكيات غريبة مثل الحركات التكرارية والرفرفة، وكيف تغير نظامه الغذائي فأصبح لا يأكل سوى السكر! تقول: «كان يأكل كيلوين من السكر يوميًّا، وإن لم أعطه كان يصرخ بشدة ويضرب رأسه في الحائط، كان وحيدًا تمامًا وعنيفًا جدًّا وكل ما كنت أرجوه أن أنتزعه من وحدته».

تصبح الأيام ثقيلة ومتشابهة، والخطوات البسيطة التي يكتسبها الأطفال بالفطرة تأخذ الكثير من الوقت والمجهود عند أطفال اضطراب طيف التوحد، وغاية ما يسعى الآباء إلى انتزاع أطفالهم من عالمهم الخاص، وبرغم الإحباط واليأس لكن لا مفر من المقاومة والتشبُّث بالأمل ومقاومة العزلة وإعادتهم إلى الحياة الطبيعية مرةً أخرى، حتى وإن لم يكن بشكل كامل.

التوحد.. اضطراب يهدد تطور طفلك

تُعرف الجمعية  الأمريكية للطب النفسي اضطراب طيف التوحد (ASD) بأنه أحد اضطرابات النمو والتطور الشامل، التى تؤثر في عمليات النمو المختلفة، وتشمل مجموعة من التحديات المستمرة مدى الحياة، والتي تؤثر بشكلٍ كبيرٍ في طريقة الطفل في التواصل مع الآخرين واكتساب اللغة، وتنطوي على بعض السلوكيات التكرارية النمطية غير المبررة، ويصاحب ذلك رغبة شديدة في الانغلاق على الذات ورفض التواصل الاجتماعي، وتختلف درجة التوحد وشدته من طفلٍ إلى آخر.

غالبًا ما يجري تشخيص اضطراب التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة – الفترة من سنتين إلى خمس سنوات – وتُرجع ياسمين نجرز الباحثة في جامعة ألاباما الأمريكية في دراسة منشورة لها على موقع «هنداوى سيرش جيت» المهتم بنشر الأبحاث العلمية؛ السبب وراء ذلك إلى عدم وجود أعراض بيولوجية أو عضوية محددة في غالبية حالات الإصابة باضطراب طيف التوحد، وعادةً ما يجري التشخيص بناء على الأعراض السلوكية، والتي تظهر مع تقدم الطفل في العمر.

سلوكيات تدعو للقلق.. ما هي أعراض اضطراب طيف التوحد؟

«أنا البكاء غير المبرر والضحك الهستيرى، أنا نوبات الهلع والغضب التي تراها ولا تفهمها، أنا اليد التي ترفرف والجسد الذي يدور حول ذاته مرات ومرات، أنا من يمشي على أطراف أصابعه، وأنا من أتحاشى النظر إلى عينيك، الكلام واللغة والضحك والتواصل أشياء قد تراها أنت عادية؛ لكنني جاهدت حتى أتعلمها» * من كتاب  «ما لون يوم الإثنين؟ كيف غيَّر التوحد عائلة واحدة للأفضل». 

تبدأ أعراض اضطراب طيف التوحد في الظهور قبل أن يبلغ الطفل عامه الأول، وعادة يلاحظها الآباء ومقدمو الرعاية أو الطبيب المتخصص فقط وينكرها الجميع؛ إلا أنها سرعان ما تظهر بشكلٍ واضحٍ لا يمكن إنكاره عندما يبلغ الطفل عامه الثاني أو الثالث، وعلى الرغم من ذلك؛ هناك بعض حالات اضطراب طيف التوحد الخفيفة التي لا يجري تشخيصها إلا عند سن المدرسة؛ إذ تظهر مشكلات الطفل السلوكية بشكل واضح مقارنة بأقرانه.

وتشمل أعراض اضطراب طيف التوحد التي تظهر خلال الثلاثين شهرًا الأولى من حياة الطفل، كما حددها الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي (DSM 5) ونشرها موقع «هيلث إن» الطبي ما يلي:

  • منذ الولادة: صعوبة التواصل البصري.
  • عند الشهر التاسع: عدم الانتباه عند مناداته باسمه.
  • بعد الشهر التاسع: عدم إظهار تعابير الوجه التي تعكس مشاعره (مثل المفاجأة أو الغضب).
  • عندما يبلغ الطفل 12 شهرًا: لا يلوح بيديه ولا يدرك ما معنى هذه الإشارة.
  • عندما يبلغ الطفل 15 شهرًا: لا يتفاعل الطفل مع المحيطين به كما يرفض مشاركة الأطفال في مثل سنه اللعب. 
  • عند 18 شهرًا: لا ينتبه عند الإشارة له بالنظر إلى مكان محدد.
  • في عمر 24 شهرًا: لا يستطيع أن يفهم ما تعنيه مشاعر المحيطين به من غضب وحزن أو أى انفعال آخر.
  • عند 30 شهرًا: لا يطور الطفل التوحدي الطريقة التي يلعب بها فيظل عالقًا في مرحلة اللعب الوظيفي، وهي الفترة التي يكرر فيها الطفل الحركات والأصوات بلا هدف وبشكل نمطي، على عكس الطفل الطبيعي الذي يطور اللعب فينتقل من اللعب الوظيفي إلى اللعب التخيلي، كأن يتخيل أن شخصًا ما يشاركه اللعب أو أن يمثل أدوارًا متخيلة كأن يقلد «سوبر مان».

ومع تقدم الطفل في العمر تظهر على الطفل مجموعة من السلوكيات الجديدة، والتي تشمل مجموعة من السمات الجسدية والسلوكية والاجتماعية والمعرفية والتعليمية واللغوية والنفسية، والتي تحتاج إلى تدخل من بعض المختصين للحد منها.

الحكاية الثانية: معاناة من قلب الصعيد 

الرحلة من الجزائر إلى إحدى قرى بني سويف حيث توجد آية ربيع، (23 سنة) أم لطفل توحدي عمره ثلاث سنوات، لا تقاس بالكيلومترات وحدها بل تقاس بالأمل والكثير من الصبر، تقول آية لـ«ساسة بوست»: «عندما رزقت بمحمد لم تكن تجربتى الأولى مع الأمومة، لذلك كنت أراه بعين الخبرة، كان هناك شيء ما غير طبيعي، عندما أتم عامه الأول تأكدت كل مخاوفي؛ جرى تشخيص محمد باضطراب طيف التوحد».

تكمل آية حكايتهما: «منذ تلك اللحظة وإلى الآن لم أترك بابًا إلا وطرقته، انتظمت مع طبيب المخ والأعصاب بالإضافة الى جلسات التخاطب وتعديل السلوك والتدخل المبكر، رغم المتاعب التي كانت تواجهني؛ فنحن نعيش في قرية صغيرة لا يدرك الكثير من أهلها ماذا يعني أن يكون هناك طفل مصاب بالتوحد، لم يكن أحد يعي الكثير من سلوكيات محمد غير المبررة؛ مثل نوبات الغضب أو الضحك الهستيرى، الأمر الذي يعرضني دائمًا إلى الكثير من الانتقاد والاتهام بالإهمال».

أما رحلة العلاج نفسها فتقول آية إنها كانت شاقة جدًّا «فأقرب مركز كان على بعد ساعة ونص من قريتي، كنت أسافر يوميًّا، أنا وطفلي لحضور جلسات التكامل الحسي والتخاطب، كل شيء، كان محبطًا إلا أن هناك شيئًا ما بداخلي يدعوني للمحاولة».

يشير مصطلح التدخل المبكر إلى مجموعة الإجراءات المتخصصة لدعم الأطفال ذوى الإعاقة بشكلٍ عامٍّ وتعليمهم، ويعد التدخل المبكر في مرحلة الطفولة المبكرة – الفترة من سنتين إلى خمس سنوات – بالنسبة لأطفال التوحد أمرًا في غاية الأهمية؛ لأنه يساعدهم على تعلم المهارات الأساسية التي يكتسبها الأطفال الطبيعيون بشكل فطرى، والتي تساعد على تطورهم ونموهم بشكل طبيعي في سنوات عمرهم المقبلة.

يقول محمد علي مختص التوحد بأحد مراكز التربية الخاصة بدولة الكويت لـ«ساسة بوست»: «اضطراب طيف التوحد هو عبارة عن تأخر نمائي يفقد الطفل القدرة على تعلم المهارات الأساسية واكتسابها، والتي عادةً ما يكتسبها الطفل الطبيعي في مرحلة الطفولة المبكرة عن طريق المحاكاة والتقليد والتفاعل مع محيطه الاجتماعي؛ على عكس طفل التوحد الذي يعيش في عالمه الخاص؛ فيفقد الكثير من المهارات الأساسية».

ويشير إلى أن الخطأ الذي يقع فيه بعض الآباء هو «عدم الانتباه لتطوير مهارات الطفل المناسبة لكل مرحلة عمرية، فبغض النظر عن نوع التشخيص يجب على الآباء الانتباه والتدخل الفوري، إذا لاحظوا تأخرًا في مهارات الطفل عن الحد الطبيعي للتطور والنمو».

ويشير موقع «رايزنج تشيلدرين» إلى أن هناك أربعة مجالات رئيسة، يساعد التدخل المبكر في تنميتها، وهي التطور الحركي، والتطور المعرفي، والتطور السلوكي، والتطور الاجتماعي، بالإضافة إلى مهارات المساعدة الذاتية مثل ارتداء الملابس واستخدام المرحاض.

الحكاية الثالثة: ثلاثة أخوة مصابون بالتوحد

«الأمر متروك لك كيف تراني؛ كإزعاج أو نوبة غضب أو اضطراب أو حمل يرتدي زي الذئب، هل يمكنك النظر إلى ما وراء أسناني الطويلة والصفراء وشعري المتعثر والعثور على الطفل الضعيف بداخلي ومساعدته؟» *من كتاب  «ما لون يوم الإثنين؟ كيف غيَّر التوحد عائلة واحدة للأفضل» 

طفل مصاب بالتوحد هو صدمة لبعض الأهالي لكن ثلاثة أطفال مصابون بالتوحد هو أمر مربك وصادم ومحبط، تقول سلمى محمد أم لثلاثة أطفال مصابين بالتوحد لـ«ساسة بوست»: «في البداية لم أكن اعرف ما هو التوحد وكيف يصاب به الأطفال، رزقني الله بتوأم من الذكور بعد ولادتهما بعدة أشهر اكتشفت أني حامل، فأصبح اهتمامي الأكبر بالحمل الجديد ولم أنتبه إلى تأخرهم في الكلام والتواصل إلا عندما أكملا عامهما الثاني».

تكمل سلمى حديثها لـ«ساسة بوست»: «ظهرت عليهما بعض السلوكيات الغريبة كالرفرفة والخوف من الغرباء، وعدم الرغبة في التواصل، ثم جرى تشخيصهما باضطراب طيف التوحد، ومع ذلك لم أشك لحظة أن مولودي الجديد قد يكون مصابًا باضطراب طيف التوحد هو الآخر».

لكن لم تلبث الأعراض نفسها أن بدأت في الظهور عليه عندما أتم عامه الأول، فكانت الصدمة الكبرى عندما أكد الطبيب لها أن طفلها الثالث مصاب أيضًا باضطراب طيف التوحد، وتضيف قائلة: «أخذ الطبيب يطمئنني بأن أغلب أطفال هذا الاضطراب، أطفال ذوو موهبة ويمكن بالاهتمام والرعاية أن يصبحوا أقرب للأطفال الطبيعيين، إلا أننى تلقيت صدمة جديدة عندما اكتشفت أن أبنائي الثلاثة يعانون من اضطراب طيف التوحد من الدرجة الشديدة، بالإضافة إلى إصابتهم بالتأخر العقلي».

في هذا السياق تشير دراسة أجرتها كلية التربية، في جامعة كوينز بلفاست بأيرلندا الشمالية، إلى أن الأطفال الموهوبين المصابين بالتوحد فئة نادرة نسبيًّا، وتحدث في 1% من بين كل 200 فرد مصاب بالتوحد، وعلى الرغم من أن اضطراب التوحد هو تشخيص سلوكي بحت، فإن بعض الأبحاث الطبية كشفت عن اختلافات نوعية في أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد، تشير إلى وجود بعض الأمراض العقلية المصاحبة للتوحد؛ فـ22% من المشخصين بالتوحد مصابون بالصرع، وبعض الإعاقات الذهنية الأخرى، بالإضافة إلى إصابتهم ببعض الاضطرابات النفسية، فـ57%منهم مصابون بالاكتئاب، و65% منهم مصابون باضطراب القلق.  

التدريب على مهارات العناية الذاتية

تقول نادين إبراهيم مختصة تربية خاصة لـ«ساسة بوست»: «إن اضطراب طيف التوحد من الاضطرابات التي يصعب التعميم فيها؛ فحتى الأطفال الذين لديهم نسبة الذكاء نفسها ودرجة التوحد نفسها، يصعب توقع منحنى التطور الخاص بهم، بالإضافة إلى أن الهدف الأساسي من جلسات العلاج السلوكي وجلسات تنمية المهارات ليس البحث عن الموهبة، بقدر ما هو إعادة تأهيل الطفل ليعيش حياته بشكل أقرب للطبيعي، خاصةً في حالات التوحد الشديد، والتي يكون الهدف الأساسي منها هو إكساب الطفل مهارات الرعاية الذاتية والوعي بجسده، وهو ما يجب على الآباء إدراكه والاقتناع به».

وللتوحد أنواع متعددة

تشمل اضطرابات طيف التوحد (ASD) جميع الاضطرابات النمائية التي تؤثر في قدرة الفرد على التواصل، وفهم اللغة، وتطوير المهارات الاجتماعية، وفي هذا السياق يشير تقرير نُشر على موقع مؤسسة «وايت سوان» الهندية للصحة العقلية، إلى أن هناك مجموعة من الاضطرابات النمائية المختلفة، التي كانت تصنف قديمًا على أنها اضطرابات نمائية منفصلة؛ إلا أنه في الوقت الحالي يجري تصنيف كل هذه الاضطرابات تحت مظلة اضطراب طيف التوحد وتشمل:

1- متلازمة أسبرجر: يشار إليها على أنها توحد عالي الأداء، يتميز الأطفال المصابون بها بتطور لغوي أقرب إلى الطبيعي بالإضافة إلى تميزهم في بعض المهارات التي تحتاج إلى موهبة وذكاء، نتيجة لتطور مهاراتهم المعرفية من إدراك وانتباه وتذكر، إلا أنهم يعانون من بعض المشكلات المتعلقة بالمهارات الاجتماعية والسلوكيات المتكررة النمطية التي يعاني منها أطفال اضطراب طيف التوحد.

2- الاضطراب النمائي الشامل غير المحدد (PDD NOS): غالبًا ما يشار إلى (PDD) باسم التوحد اللانمطي؛ لأنه يجري تشخيصه عندما يظهر الطفل بعض سمات التوحد وليس كلها.

3- متلازمة ريت: متلازمة ريت هي اضطراب نادر وشديد يصيب الفتيات لأنه يحدث نتيجة خلل في (الكروموسوم X)، تتطور فيه الفتيات بشكل طبيعي وفقًا لمعدلات النمو الطبيعة إلا أنهن سرعان ما يفقدن مهارات التواصل تدريجيًّا.

4- اضطراب تفكك الطفولةهو اضطراب نادر جدًّا، يتطور الطفل فيه بشكل طبيعى جدًّا؛ إلا أنه يبدأ في فقد مهاراته النمائية في مرحلة عمرية متأخرة مقارنةً بباقي اضطرابات طيف التوحد.

وهل يمكن علاج اضطراب طيف التوحد؟

وفقًا لتقرير نشره معهد «يونيس كينيدي شرايفر» الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، التابع لوزارة الصحة الأمريكية، فإنه لا يوجد علاج موحد – حتى الآن – لاضطراب طيف التوحد، إلا أن هناك مجموعة من البرامج العلاجية التي تساعد في تقليل أعراض الاضطراب، وتساعد في إعادة تأهيل الطفل بشكل يجعله أقرب إلى الطبيعي.

وبحسب كتاب «التوحد: التشخيص، الأسباب، العلاج» لكلٍّ من الدكتور أسامة فاروق مصطفى، والدكتور السيد كامل الشربيني، فإن طيف التوحد اضطراب يلازم الطفل طوال سنوات حياته، ويحتاج إلى عدة إستراتيجيات مختلفة لمحاولة تأهيل الطفل وفقًا للتشخيص الخاص به، وقد تم تحديد هذه الإستراتيجيات فيما يلى :

  • العقاقير الطبية: لا يوجد عقار يعالج اضطراب طيف التوحد، ولكن عادةً ما يكون استخدام الأدوية والعقاقير الطبية بهدف التخفيف أو الحد من بعض الأعراض المصاحبة للتوحد مثل فرط الحركة والصرع.
  • التكامل الحسي: هو علاج حسي حركي يهدف إلى تحسين استجابة الطفل للمثيرات البيئية المختلفة.
  • علاج الاضطرابات السلوكية: يشمل علاج إيذاء الذات وبعض السلوكيات العدوانية، بالإضافة إلى علاج بعض السلوكيات النمطية باستخدام فنيات تعديل السلوك المختلفة.
  • علاج مشكلات القصور الاجتماعي: مساعدة الطفل في التواصل مع المحيطين به بشكل أفضل.
  • العلاج المعرفى: من خلال تحسين المهارات المعرفية المختلفة من إدراك وانتباه وتذكر. 

ويعقب محمد علي مختص التوحد، على فنيات علاج اضطراب طيف التوحد لـ«ساسة بوست»: « تتوقف عملية مساعدة طفل التوحد في البداية على عملية التقييم الشامل للطفل وتحديد نقاط القوة والضعف في عدة مجالات مختلفة، تشمل المجال الحركي، والمجال السلوكي والمجال المعرفي، والمجال الأكاديمي، ومجال الرعاية الذاتية للطفل».

ويضيف أنه في ضوء ذلك يجري تصميم خطة عمل فردية تُناسب الطفل بالتعاون مع فريق كامل مكون من مختص التكامل الحسي، والمختص النفسي، ومختص التغذية، ومختص التربية الخاصة، ومختص التربية الحركية، ويؤكد أنه «برغم الاستعانة بكل هؤلاء المختصين فإن مساعدة الآباء ومقدمي الرعاية هي كلمة السر ومفتاح الدخول إلى عالم الطفل المتوحد، خاصةً وأنهم مقيمون بشكل كامل مع الطفل، لذلك عادة ما يتم توجيه الآباء إلى حضور دورات تدريبية تساعدهم في تقديم الدعم لأبنائهم».

«أنا أشياء كثيرة أنا الأمل والصبر والمقاومة، أنا الموسيقى والأحلام المدهشة، لذا من فضلك، قبل أن تصاب بالذعر عند سماع اسمي حاول أن تدرك أنني سأعلمك المعنى الحقيقي للحب غير المشروط؛ الحب القوي الذي يعيد ترتيب قلبك، في كل لحظة في كل ساعة في كل يوم سأعلمك شيئًا جديدًا سنصنع معًا معجزتنا الخاصة» *من كتاب «ما لون يوم الإثنين؟ كيف غيَّر التوحد عائلة واحدة للأفضل» 

أخيرًا يبقى أن نشير إلى أن تقبل الآباء أبنائهم المصابين بالتوحد وتجاوز مرحلة الصدمة إلى مرحلة القبول يساعد بشكل كبير في تحسين حالة الأطفال، ووفقًا لدراسة أجراها مجموعة من الباحثين في معهد «الأورثو فونولوجيا»، بالتعاون مع باحثين آخرين من جامعة سابينزا بإيطاليا، فإن تقبل الآباء ومقدمي الرعاية أبناءهم المصابين بالتوحد يساعد على تطور مهارات الطفل المختلفة، كما أنه يسهل عمليات التدخل المبكر والتي تحد بشكل كبير من أعراض التوحد على المدى البعيد.

ساسابوست

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post فريق النمر يستعد مع احتدام الأزمة الأوكرونية
Next post مركز الزيتونة يصدر ورقة علمية حول تجربة الهاتف العمومي في الأقسام الأمنية في السجون الإسرائيلية