اختلاف مواقف الدول الأفريقية من الغزو الروسي لأوكرانيا

Read Time:4 Minute, 40 Second

شبكة امدار الإعلامية الأوروبية…_أظهر الغزو الروسي لإوكرانيا مدى الاختلاف في مواقف الدول الإفريقية التي تراوحت بين التململ والصمت المطبق رغم الإدانة العالمية لما يجري هناك. فأثناء جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة عُقدت في وقت سابق من هذا الشهر لمناقشة قرار يدين روسيا امتنعت عن التصويت** نحو 25 دولة من أصل 54 في القارة السمراء.**

السبب؟

تتمتع العديد من الدول في القارة الإفريقية التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة بعلاقات طويلة الأمد ودعم من موسكو، يعود تاريخها إلى الحرب الباردة عندما دعم الاتحاد السوفيتي نضالات تلك الدول ضد الاستعمار.

وقد تعززت هذه العلاقات في السنوات الأخيرة حيث بدأ اهتمام الولايات المتحدة بأفريقيا يتضاءل في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب مفسحا بذلك المجال لروسيا والصين اللتين وسعتا نفوذهما خصوصا في الميدان الاقتصادي فطال التأثير كل شيء بدءا من البرامج الزراعية إلى محطات الطاقة.

في عام 2019، عُقدت قمة إفريقيا- روسيا حضرها كبار المسؤولين من 43 دولة إفريقية وأصبحت موسكو أيضاً المصدر الرئيسي للأسلحة في دول جنوب الصحراء، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

لم تمر تلك التطورات مرور الكرام لدى القوى الكبرى الأخرى. ففي الشهر الماضي، عقد قادة الاتحاد الأوروبي قمة طال انتظارها في بروكسل لمناقشة سبل مواجهة نفوذ روسيا والصين في إفريقيا. إذ ينظرالساسة والقادة العسكريون الغربيون بعين الريبة إلى الوجود الروسي المتنامي في من القارة السمراء والشرق الأوسط باعتباره تهديدا طويل الأمد للأمن في الغرب خصوصا مع اتشار قوات فاغنر ذراع روسيا غير الرسمي في دول مثل مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وسوريا. وكانت الصين من بين الدول القليلة التي أبدت دعماً لموسكو.

مع ذلك، كانت هناك استثناءات لتيار التعاطف الذي شهدته إفريقيا، فقد انتقدت كينيا وغانا تصرفات روسيا. لكن، في أماكن أخرى من القارة، لا تمتنع البلدان عن الإدانة فحسب، بل بدا وكأنها احتفت بتحالفاتها مع روسيا.

مع تصاعد الحرب في أوكرانيا، حضر قادة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا فعالية نظمتها سفارة روسيا في كيب تاون للاحتفال بمرور 30 ​​عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .

روسيا لم تستعمر إفريقيا يوما

ولحزب المؤتمر الوطني الإفريقي علاقات مع الكرملين يمتد تاريخها إلى حقبة الدعم الدبلوماسي والعسكري الذي قدمه الاتحاد السوفيتي للمناضلين ضد الفصل العنصري وهو الدعم الذي لم تقدمه القوى الغربية. أما التبرير الآخر فهو بحسب بعض مواطني جنوب إفريقيا، أن روسيا لم تكن يوما من بين القوى الاستعمارية التي احتلت إفريقيا.

قال النائب فلويد شيفامبو، زعيم حزب “مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية” اليساري المعارض إن صداقة جنوب إفريقيا مع روسيا “متجذرة من خلال روابط الأخوة”. ورأى شيفامبو أن تصرفات روسيا في أوكرانيا ضرورية لمنع توسع حلف الناتو.

ولتبرير موقف كاب تاون من الحرب الدائرة، قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا إن بلاده امتنعت عن التصويت على قرار الإدانة الذي أصدرته الأمم المتحدة لأنه فشل في الدعوة إلى “مشاركة هادفة” مع روسيا.

وانتقد رامافوزا الخميس أمام النواب توسع الناتو في أوروبا الشرقية وقال :”لقد رأينا، بمرور الوقت، كيف يتم غزو الدول، وشن الحروب على مدى سنوات عديدة، لقد خلف ذلك دمارا، لقد قُتل زعماء بعض الدول. في قارتنا، قُتل الرئيس الليبي معمر القذافي”.

وقال رئيس جنوب إفريقيا إنه يعتقد أن روسيا تشعر “بتهديد وجودي وطني” من حلف الناتو.

زيمبابوي: استثمارات روسية كبيرة

وغير بعيد عن جنوب إفريقيا، امتنعت الجارة زيمبابوي عن التصويت في الأمم المتحدة في تصرف بدا وكأنه رد للجميل إذ أن هاراري وبسبب اتهامات تتعلق بانتهاكات حقوق الالإنسان وتزوير الانتخابات، كانت أفلتت في السابق من قرار يقضي بفرض عقوبات أممية والفضل في ذلك يعود لحق النقض الذي مارسته روسيا والصين.

وقتها، أشاد رئيس زيمبابوي إيمرسون منانجاجوا بومسكو وبكين باعتبارهما “ركائز يمكن الاعتماد عليها”، مستشهداً بالأسلحة التي قدمها البلدان والتدريب الذي استفاد منه المقاتلون في نضالهم ضد حكم الأقلية البيضاء فيما كان يعرف بروديسيا (زمبابوي حاليا) أثناء سبعينيات القرن الماضي.

وتمتلك روسيا استثمارات كبيرة في زيمبابوي، بما في ذلك مشروع تعدين مشترك بمليارات الدولارات في منطقة غريت دايك، والتي تضم واحدة من أكبر مناجم البلاتين في العالم. كما تشارك موسكو أيضاً في عمليات تعدين الذهب والماس في هذا البلد.

أوغندا: امتناع عن “ا**لتصويت لحماية حيادها”**

أما في أوغندا، حيث يساعد الضباط الروس بانتظام في صيانة المعدات العسكرية، فقد أعلنت السلطات مؤخرا عن توقيع عقد مع شركة روسية لتركيب أجهزة تتبع في المركبات لمكافحة جرائم العنف.

وقال ممثل الدولة الواقعة في شرق إفريقيا في الأمم المتحدة إن بلاده امتنعت عن التصويت على قرار الأمم المتحدة بشأن روسيا، لحماية حيادها بصفتها الرئيس القادم لحركة عدم الانحياز، وهي مجموعة تعود إلى حقبة الحرب الباردة تضم 120 دولة جلها تقريبا من إفريقيا.

لكن الرئيس موسيفيني ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث التقى بالسفير الروسي مع احتدام الحرب في أوكرانيا. وانتقد الزعيم الأوغندي، الذي يتولى السلطة منذ عام 1986، “عدوان الغرب على إفريقيا”.

واختلفت حكومة موسيفيني في الأشهر الأخيرة مع الولايات المتحدة. كما أن دولا أخرى أعربت عن قلقها بشأن الانتخابات المثيرة للجدل التي شهدتها البلاد العام الماضي والمزاعم المتزايدة بانتهاكات حقوق الإنسان.

كما اتهم الرئيس الأوغندي الغرب بالتدخل في الشؤون الداخلية من خلال الضغط للاعتراف بحقوق مجتمع المثليين.

قال نيكولاس سينجوبا، كاتب عمود في صحيفة ديلي مونيتور الأوغندية، إن العديد من القادة الأفارقة المستبدين مثل موسيفيني سعداء برؤية بوتين “يقف في وجه الكبار في الغرب”.

وبعد لقائه بالسفير، حث موسيفيني الأفارقة في تغريدة على تويتر على اكتشاف ما أسماه” مركز الثقل”، وهو ما قال إنه يتمثل في روسيا التي تقف من أجل” الدول السلافية في أوروبا الشرقية”.

وتم حذف التغريدة لاحقاً، لكن نجله كينيروغابا، الذي يقود قوات المشاة الأوغندية، كان واضحاً في تصريحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب على تويتر في الثامن والعشرين من فبراير، إن “غالبية البشر “غير البيض” يدعمون موقف روسيا في أوكرانيا”.

ونشر على تويتر في 28 شباط/فبراير “إن غالبية البشر (غير البيض) يدعمون موقف روسيا في أوكرانيا. بوتين محق تماماً! عندما نصب الإتحاد السوفيتي صواريخ مسلحة نووياً في كوبا عام 1962، كان الغرب مستعداً لتفجير العالم بسببها. الآن عندما يفعل الناتو الشيء نفسه، هل يتوقعون من روسيا أن تتصرف بشكل مختلف؟”

يورونيوز

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post لتقليص الاعتماد على الطاقة الروسيةوزير الاقتصاد الألماني بزيارة لقطر والإمارات
black and gray digital device Next post غوغل والتمييز العرقي