العائلة المالكة بهولندا تلبس أزياء مصمم سوري

Read Time:5 Minute, 27 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_سلطت صحيفة NRC الهولندية الأضواء على مصمم أزياء سوري تحدى العديد من الصعوبات في بداية حياته في هولندا التي وصلها لاجئاً إلى أن أصبح “مصمماً مشهوراً”، ارتدى من تصاميمه شخصيات هولندية فنية وسياسية وإعلامية بارزة إضافة إلى أفراد من العائلة المالكة في البلاد.

المصمم أحمد أوسو (41 عاماً) الذي غادر سوريا إلى هولندا قبل عشرين عاماً يقدم الآن مجموعته الجديدة من الأزياء، بحسب الصحيفة التي قالت إنه كان بعمر العشرين عاماً عندما وصل إلى هولندا.

“شخصيات مشهورة”

وبحسب الصحيفة فقد ترك أحمد والديه وأحد عشر أخاً وأختاً ووطنه سوريا ليبني “حياة آمنة” في مكان آخر، وكانت خطة أحمد هي السفر إلى إيطاليا “بلد الموضة” لكن الرحلة قادته إلى هولندا ولم يكن طلب تمويل الطلاب ممكناً في أثناء إجراء إجراءات اللجوء الخاصة به، لذلك كسب أوسو المال عن طريق صنع ملابس للأصدقاء والمعارف فضلاً عن حضور دورات “الموضة” المختلفة.

قبل أحد عشر عاماً أسس أوسو شركة “Oso Couture” في بلدة أوخيستخيست قرب مدينة لايدن بحسب ما ذكرت الصحيفة الهولندية التي أشارت إلى أن تصميمات أحمد غالباً ما تكون مطرزة أو مرصعة بالخرز والريش، لافتة إلى أنها كلها مصنوعة يدويا من قبل أحمد نفسه.

سوري يصمم أزياء العائلة الملكية الهولندية

وارتدى عدد كبير من الشخصيات الهولندية البارزة أزياء أحمد وأهمم المذيعتان ديون ستاكس وإيفا جينيك والممثلة آنا دريفر.

كما أن أفراد العائلة المالكة أيضاً هم زبائن منتظمون، إضافة إلى السياسية والنائبة السابقة عن حزب “من أجل الحيوانات” ماريان ثيم التي ارتدت فستاناً من تصميم أوسو خلال يوم “Prinsjesdag” في عام 2019 وكان الفستان مخملياً وعليه تطريزات على شكل حشرات وكتب عليه “كل المخلوقات تساعد”.

أوسو قدم مؤخراً مجموعته الجديدة من الأزياء الراقية واستخدم الألوان التي كانت تستخدمها والدته كما كانت المجموعة كعربون شكر لأمه التي كانت مصممة أزياء أيضاً.

“أهم شخص في حياة أحمد أوسو”

وقال أوسو “إن والدتي هي أهم شخص في حياتي(..) لم أرها منذ وقت طويل ولا أعرف ما إذا كنت سأراها مرة أخرى”، مضيفاً “أفتقدها بشدة وهي تفتقدني، أنا مدين لها بمهنتي.. كانت والدتي أيضاً مصممة أزياء، لقد نشأت بين الأقمشة وصوت آلة الخياطة”.

وأضاف “نحن الأطفال كانت لدينا مهمات: أخواتي الأكبر سناً يطرزن والصغار يخيطون العراوي”، وتابع “أستخدم ألوان أمي المفضلة في هذه المجموعة: الأزرق الفاتح والذهبي والأخضر”.

وأشار إلى أنه تعلم “تقنية خاصة منها حيث كانت ترتدي وتقص وتخيط مباشرة على جسدها، وفي مجموعتي الجديدة صنعت أربع قطع باستخدام نفس التقنية (..) المجموعة الجديدة كانت كشكر على كل ما أعطته لي”.

ويقول أوسو إن زبائن أمه “كانوا يأتون من الحي كله (..) العروس لا ترتدي فستاناً واحداً، بل خمسة فساتين مختلفة في عرسها”.

وأشار إلى أن زبائنه متنوعون “جيران وأناس من خارج هولندا، صغار وكبار”، لافتاً إلى وجود اختلاف في الثقافة بين السوريين والهولنديين وقال “ينفق السوريون الكثير من المال على مظهرهم.. إنهم يحبون الملابس الغالية، في حين أن العديد من النساء الهولنديات يرتدين ملابس عملية وقوية بعض الشيء.. عندما بدأت عملي قال الناس أنت مجنون، لا يوجد طلب على الملابس المصنوعة يدوياً هنا على الإطلاق!”.

إحباط وتحدٍ

وأشار إلى أن “إنشاء شركته لم يكن هو الجزء الأصعب”، مضيفاً “عندما وصلت إلى هولندا لم أكن أعرف أحداً وكان ذلك صعباً (..) عندما تحدثت إلى أشخاص في مراكز طالبي اللجوء كانوا ينتظرون لمدة عشر سنوات وقد صُدمت من ذلك، لأنني أردت العمل والدراسة”، مشيراً إلى أن “الكلمات الهولندية الأولى التي تعلمتها كانت (لا يمكن) و (ربما لا).. وكان ذلك محبطاً للغاية”.

وأضاف مصمم الأزياء السوري “بدأت في تعلم اللغة الهولندية أولاً، ثم التحقت بدراسات مختلفة عن الأزياء والموضة.. وفي كل دورة كنت أتعلم ما أجده مفيداً وانتقل إلى الدورة التالية”، مشيراً إلى أنه تعلم في أكاديمية “جيريت ريتفيلد” ثم التحق بأكاديمية “Artemis” لمدة عام إضافة إلى أنه درس في مدرسة M. Müller & Sohn للأزياء لمدة عامين في ألمانيا.

“وبعد دراستي حصلت على تصريح إقامة وتمكنت من استئجار استديو صغير في بلدة أوخستخيست، وفي السنوات الأولى توليت كل الأعمال مهما كانت صغيرة، صنعت البلوزات والبدلات”، بحسب أوسو الذي أضاف “وبعد ستة أشهر، أصبح الاستديو صغيراً جداً وانتقلت إلى الاستوديو والمتجر الحاليين.. وفي البداية لزيادة مبيعاتي قمت أيضاً ببيع الملابس من ماركات Natan و Max Mara هناك، مشيراً إلى أنه “وبعد عامين، كانت مجموعة الأزياء الخاصة بي تسير على ما يرام لدرجة أنني تمكنت من التوقف عن بيع تلك العلامات التجارية الأخرى”.

وأضاف “جلست خلف ماكينة الخياطة ليلًا ونهاراً (..) أنا أعرف شيئاً واحداً بأنه لم أكن لأكون ناجحاً من دون المهارات التي تعلمتها في سوريا عندما كنت طفلاً ومراهقاً”، وتابع “لم أكن لأفعل ذلك أبداً لو كنت قد وظفت فريقاً كاملاً من الموظفين على الفور.. لقد وظفت مساعدة لكنني صنعت معظم تصميم الأزياء بنفسي، كل قطعة من الملابس تمر بين يديّ وأنا أصمم كل شيء بنفسي”.

وقال أوسو إن الناس كان يستخفون به عندما يسمعون اسمه موضحاً بأن “الناس اعتادوا على الاعتقاد بأنني خياط من النوع الذي يجلس في غرفة خلفية لأداء أعمال الإصلاح.. لقد أزعجني هذا في ذلك الوقت”.

وأضاف “أنا فخور بأنني فعلت كل شيء، على سبيل المثال، لم أتلق أبداً دعماً من الحكومة، حتى إنني ألغيت السكن الاجتماعي الذي كان لديّ لفترة في البداية، أردت أن أفعل كل شيء بنفسي، قال والدي لي سابقاً: (أنا لا أعطيك سمكة، أنا أعلمك أن تصطاد بنفسك)”.

“أين ابنك”؟

وبحسب الصحيفة فقد هرب أحمد عندما كان شاباً بمفرده عبر تركيا إلى أمستردام وقال “هذا هو أصعب قرار اضطررت إلى اتخاذه على الإطلاق.. رأيت الوضع في سوريا يزداد سوءاً كل يوم ولم أكن أشعر بالأمان، وكنت دائماً متوتراً”.

وأضاف “لقد خاطرت بحياتي وحياة الآخرين بالفرار، بعد يومين من مغادرتي، كان هناك شخصان يقفان في غرفة جلوس والدي ويسألانه: (أين ابنك؟)”، ويتابع “من الأفضل ألا أسهب في الحديث عن ذلك كثيراً لحمايتهم”.

ورداً على سؤال عن وداعه لعائلته وفيما إذا كان يتوقع رؤيتهم مرة أخرى، يقول “كان ذلك مدمراً (..) بكيت لمدة ساعة في حديقة بالقرب من منزلي”.

يتوقف أوسو للحظة بحسب الصحيفة ثم يهمس “لم أقل وداعاً.. أنا غادرت (..) عذراً، لا يمكنني التحدث عن ذلك”.

ويضيف:” لا يزال والداي يعيشان هناك وعندما أتحدث إليهما أسمع القصف في الخلفية، لا يريدون المغادرة، يقول والدي (أفضل أن أجد قبري هنا على أن أجده في ملجأ حزين على الجانب الآخر من العالم)”، ويتابع “لست غاضباً من ذلك أنا أفهم ذلك تماماً”، منتقداً طريقة التعامل مع لاجئي الحرب في جميع أنحاء العالم قائلاً إنه لا يتمنى حصول ذلك لوالده أيضاً.

وعن رأيه حول تعامل هولندا مع اللاجئين، يقول “لا أحد يترك منزله وعمله وأصدقائه وعائلته للتسلية.. في الواقع إذا قُصف منزلك المليء بالأطفال يجب أن تهرب (..) هناك الكثير من الخوف من الناس القادمين من الخارج، وأريد أن أبين أن هذا الخوف ليس بمحله”.

وأضاف “يمكن للشخص الذي جاء إلى هولندا كلاجئ أن يقدم مساهمة إيجابية، وأريد أن أخبر اللاجئين الشباب الموجودين الآن في مراكز طالبي اللجوء أن هناك أملاً، لقد كان بإمكاني فعل ذلك، يمكنك أنت أيضاً! إذا كانوا مهتمين بالموضة فهم مرحب بهم معي للحصول على تدريب”.

تلفزيون سوريا

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post طالبان وتقييد جديد للنساء رغم الوعود
large group of people holding banner on supporting ukraine Next post البلجيك مازال يساورهم قلق بسبب الحرب الأوكرانية