«رسالة التهديد» والفوضى السياسية في باكستان

Read Time:3 Minute, 8 Second

ألطاف موتي

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_ طلب عمران خان من المحكمة العليا تشكيل لجنة على غرار ميموجيت للتحقيق في مؤامرة أجنبية مزعومة لإسقاط حكومته.
في قلب الأزمة السياسية الحالية في باكستان توجد رسالة وصفها رئيس الوزراء عمران خان بأنها دليل على تواطؤ المعارضة في البلاد مع قوة أجنبية لإطاحة حكومته. فطلب عمران خان من الرئيس عارف علوي الأسبوع الماضي حل المجالس والدعوة إلى انتخابات جديدة، مما دفع الدولة المسلحة نوويًا إلى حالة من عدم اليقين.
وكان من المفترض أن يواجه اقتراحًا بحجب الثقة في ذلك اليوم، حيث ادعى تحالف أحزاب المعارضة أنه حصل على دعم كافٍ لإثبات أن غالبية المشرعين في الجمعية الوطنية المكونة من 342 عضوًا كانوا إلى جانبهم وضد خان.
ولكن قاسم سوري، نائب رئيس الجمعية الوطنية وعضو حزب خان، لم يسمح بإجراء التصويت، قائلًا إنه جرى دفعه بناء على طلب من قوة أجنبية.
وكشف خان عن وجود رسالة «تهديد» في تجمع حاشد لأنصاره في 27 مارس (آذار) في إسلام أباد.
ولم يجر الإعلان عن محتويات الرسالة بالكامل. وتحتوي على رسالة يزعم أن أسد مجيد، وهو دبلوماسي باكستاني في واشنطن، تلقاها من دونالد لو، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون جنوب ووسط آسيا. ونقل مجيد البرقية الدبلوماسية إلى إسلام أباد.
وزعم رئيس الوزراء في خطاب متلفز أن لو حذر مجيد من التداعيات على باكستان إذا نجا خان من تصويت حجب الثقة.
كما تم استجواب رئيس الوزراء خان حول سبب زيارة بعض المشرعين المنشقين من حزبه للسفارة الأمريكية قبل أيام من إجراء التصويت المثير للجدل.
ويقول الخبراء إن حكومة خان كان يجب أن تتعامل مع المسألة دبلوماسيًا، بدلًا عن جر واشنطن إلى السياسات الداخلية الباكستانية. وانتظر خان أكثر من أسبوعين قبل أن يشارك القلق بشأن ما قد يقوله الدبلوماسي الأمريكي.
ووفقًا لبعض المحللين «لماذا انتظر كل هذا الوقت؟ كان بإمكان الحكومة أن ترد على الفور من خلال القنوات الرسمية وتثير ضجة حول كيفية تدخل الولايات المتحدة في السياسة الباكستانية».
ورفضت واشنطن ادعاء خان، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إنه «لا توجد حقيقة» في الادعاء بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حاولت زعزعة استقرار حكومة خان.
وتجنب لو، الدبلوماسي الذي كان محور الجدل، التعليق على القضية. وقال في تصريحات مقتضبة عندما طلب منه التعليق خلال زيارته الأخيرة للهند «نحن نتابع التطورات في باكستان، ونحترم وندعم العملية الدستورية في باكستان وسيادة القانون».

وبحسب ما ورد حاول الجيش الباكستاني القوي، الذي يتمتع بنفوذ هائل على السياسة الخارجية للبلاد، احتواء التداعيات. وقال قائد الجيش قمر جاويد باجوا في مؤتمر أمني «نشترك في تاريخ طويل من العلاقات الممتازة والاستراتيجية مع الولايات المتحدة التي تظل أكبر سوق تصدير لنا».
وتُدرج الولايات المتحدة باكستان ضمن 17 دولة رئيسية غير حليفة للناتو والتي لديها إمكانية الوصول إلى المعدات والأجهزة العسكرية الأمريكية.
ولكن الهوة بين واشنطن وإسلام أباد اتسعت في السنوات الأخيرة مع تحويل الولايات المتحدة تركيزها نحو الهند لمواجهة طموحات الصين العالمية.
والتقى رئيس الوزراء عمران خان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نفس اليوم الذي عبرت فيه القوات الروسية الحدود إلى أوكرانيا. كما انتقد المبعوثين الأوروبيين لمطالبتهم إسلام أباد بإدانة موسكو، قائلًا: «هل نحن عبيدكم؟»

وكانت باكستان من بين الدول التي امتنعت عن التصويت ضد روسيا في الأمم المتحدة. بالإضافة إلى ذلك كانت العلاقات الباكستانية الأمريكية قد وصلت بالفعل إلى الحضيض، ولن يكون للجدل الأخير حول الرسالة سوى تأثير هامشي على مستقبلهما. وقالت واشنطن صراحة إنها لا تنظر إلى إسلام أباد كما كانت في السابق.
وساعدت باكستان في جلب طالبان الأفغانية إلى طاولة المفاوضات، مما سمح للقوات الأمريكية بالخروج من حرب غير حاسمة ومكلفة استمرت عقدين من الزمن.
وفي الوقت نفسه، يشكو المسؤولون الباكستانيون من أن الولايات المتحدة منعت المبيعات العسكرية، مثل مروحيات T-129 الهجومية، التي تعمل بمحركات بريطانية أمريكية الصنع.
وفي رأيي قد لا يكون للجدل حول الرسالة تأثير فوري على العلاقات، لكن «الأمريكيين لن يهضموا هذا بسهولة». «ما فعله رئيس الوزراء خان سيكون له تداعيات.. سيكون هناك رد فعل اقتصادي وسياسي من الولايات المتحدة».

ساسا بوست

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post الاقتصاد العالمي والتغيرات بعد حرب أوكرانيا 
photo of group of people standing in front of building Next post الشباب في بريطانيا فقدوا إيمانهم بالديمقراطية