التطرف في النمسا يكافح الإسلام

Read Time:3 Minute, 36 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ تعد النمسا الدولة الوحيدة في أوروبا الغربية التي تسيرها حكومة يمينية متطرفة منذ فوز كورز في الانتخابات الوطنية النمساوية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ذكر الإسلام 21 مرة في البرنامج الحكومي الجديد “معا، من أجل النمسا”، الذي دعا إليه التحالف النمساوي. وفيما يتعلق بالأمن الداخلي، ركز البرنامج على “الإسلام السياسي” و “التطرف الإسلامي”.وعلى الرغم من ارتفاع عدد الهجمات اليمينية في السنوات الأخيرة في النمسا، لم يتطرق البرنامج الحكومي الجديد اذي نشرت وثيقته في أواخر ديسمبر/ كانون الأول من قبل المستشار المنتخب سيباستيان كورتس عن حزب الشعب يمين الوسط وحزب الحرية اليميني المتطرف للنشاط اليميني أو الفاشية.ووفقا لما ذكرته دائرة الاستخبارات المحلية في النمسا، فقد وجهت السلطات اتهامات إلى نحو 690 1 شخص تتعلق بنشاط يميني في العام 2015، في الوقت الذي سجل فيه العام 2014 حوالي 1200 قضية. وتعد النمسا الدولة الوحيدة في أوروبا الغربية التي تسيرها حكومة يمينية متطرفة منذ فوز كورتس في الانتخابات الوطنية النمساوية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وسيحكم الحزب البلاد خلال السنوات الخمس القادمة ضمن ائتلاف مع حزب الحرية الذي أسسه النازيون السابقون والذي يتزعمه كريستيان ستراتش..وأثار خطاب الحكومة الائتلافية قلق بعض المسلمين النمساويين الذين يخشون السياسة التي ستعتمدها الحكومة مستقبلا.وقال البروفيسور فريد حافظ، العضو في مبادرة “جسر” التي دعت إليها جامعة جورجتاون في تصريحات صحفية، إن تركيز الحكومة على الاسلام في برنامجها لم يسبق له مثيل “في تاريخ جمهورية النمسا الثانية”.وأضاف حافظ “في حد ذاته، إنه شيء جديد، مشيرا في الوقت ذاته “اعتقد أن ما سنرى في السنوات الخمس المقبلة أشياء لم نراها من قبل في النمسا”.العديد من النمساويين عبروا عن قلقهم من الحديث عن “الإسلام السياسي” الذي أصبح يردد كثيرا بالرغم من عدم تحديد محتواه بوضوح وفي الواقع برنامج الحكومة هذا يستهدف المسلمين النمساويين العاديين.فتحت عنوان “مكافحة الإسلام السياسي”، دعت الحكومة الائتلافية إلى “مراقبة أوثق” للمدارس التمهيدية الإسلامية والمدارس الإسلامية الخاصة ودعت كذلك لإغلاقها” ففي حالة مخالفتها للمتطلبات القانونية.”ومن بين أحد أهم أهداف هذا البرنامج الحكومي النمساوي منع “النفوذ الأجنبي، ولا سيما في مجال التعليم” وتنفيذ “حظر على التمويل الخارجي”. ومع ذلك، فإن الحظر لا ينطبق إلا على المسلمين لأن البرنامج لم يتطرق لأي مجتمع ديني آخر.وفي هذا الصدد قال كورتس إنه “عندما تم وضع “الإسلام السياسي” في دائرة النقاش، لم يتم فهم المحتوى وكيفية التعامل معه وهذا هو بالضبط الخطر وربما – وهذا هو خوفي الأكبر لأن أي معارضة سياسية ومنظمات غير حكومية قد تكون مستهدفة في المستقبل عن طريق ما يسمى بالإسلام السياسي.وركزت تدابير المنع والتطرف في التقرير على المسلمين فقط فيما تم تجاهل المخاطر التي تشكلها المجموعات الأخرى.كما دعت الوثيقة إلى ترجمة ألمانية مصرح بها للقرآن الكريم لاستخدامها، وأن يمتنع المسلمون عن قرأه مقاطع معينة من القرآن الكريم.وقال حافظ إن حزب الحرية الذي يتزعمه كروتس غير من نظرته للمسلمين ولم يعد يعتبرهم كشركاء في المجتمع النمساوي، بل تهديدا.من جهته أشار إبراهيم أولجون، رئيس الجماعة الإسلامية في النمسا، إلى أن الإسلام ارتبط بالخطأ بـ “الإسلام السياسي”، لان دين الإسلام ليس أداة سياسية ويجب أن يعامل على قدم المساواة مع الديانات المهيمنة في النمسا”. وأضاف أو لجون أن الإسلام دين ينشر السلام ولا يشكل خطرا على أي دولة أو مجتمع، لسوء الحظ، عندما ننظر إلى برنامج الحكومة، يتم وضع الإسلام في تلك الزاوية”.وكانت الإساءة اللفظية والجسدية للمسلمين في النمسا ارتفعت، وفقا لمنظمة دوكوستيل، وهي منظمة توثق حالات الإسلاموفوبيا والعنصرية المعادية للمسلمين بين عامي 2015 و2016.وعلى سبيل المثال تعرض أول مولود نمساوي أسيل تامغا خلال العام الجديد موجة من التعليقات العنصرية خلال بداية السنة.وظهر المولد على صفحة “هيوت” على الفيسبوك بين ذراعي أمه التي ترتدي الحجاب. وسرعان ما قصفت الرسالة بتعليقات مثل: “ترحيل الحثالة على الفور” و “أنا آمل في وفاته”.وتصاعدت التصريحات إلى حد تدخل الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، الذي كتب على فسبوك: “الثقة والتماسك أكبر من الكراهية والتحريض مرحبا، عزيزي أسيل”.وتطرق البرنامج الحكومي إلى حماية الأقليات الدينية ولكن فقط فيما يتعلق بمكافحة “اضطهاد الأقليات الدينية ولا سيما الأقليات المسيحية” التي ينبغي حمايتها من “الأيديولوجيات الدينية المتطرفة” مثل “الإسلام السياسي”. وفي الوقت نفسه، تخشى النساء المسلمات النمساويات المتعلمات من فرض حظر على الحجاب بعد أن التصريحات الأخيرة لوزير التعليم النمساوي الجديد هاينز فسمان بقوله “لا يجب على المعلمين ارتداء الحجاب”.كان كورتس موضع ترحيب من قبل المجتمع المسلم في البلاد عندما شغل منصب كتب الدولة في العام 2011. فقد كانت تصريحاته إيجابية وتسير نحو التحول المجتمعي النموذجي، حيث كان كورز ضد مناقشات الحجاب، وأصر بشدة على أن المسلمين جزء إيجابي من المجتمع النمساوي، غير أن لغته تغيرت كثيرا بعد سنوات قليلة.

يورونيوز

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post ارتفاع في الفائض التجاري لبعض دول اليورو
Next post تكهنات فرنسية عن انفجار محتمل في الجزائر