هرطقات التيار السلفي السعودي في ليبيا – الجزء الأول

Read Time:4 Minute, 32 Second

محمد علي المبروك خلف الله

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ تفسير المفهوم الديني لايؤخذ من تفسير العهود القديمة بل يفسر بحسب تعاقب العصور والأزمان لان التفسيرات الدينية خاضعة للعقل الذي ينمو معرفة وعلما عبر العصور والأزمان   ومايفسر في عقول العهود القديمة يفسر بخلافه في عقول العصور الحديثة لتطور العقل  ونضجه بمختلف أنواع العلوم والمعارف في العصور الحديثة ولايجوز من ذلك تطبيق تفسير ديني في العهود القديمة عقول أهله محددة بثقافة وعلوم تلك العهود وتطبيقه على العصور الحديثة التي عقول أهلها متسعة باتساع ثقافة وعلوم العصور الحديثة  وما صلاح الدين الإسلامي لكل زمان ومكان إلا لأنه يفسر بحسب العهد وبحسب الزمان ليس لأنه هو المتغير ولكن لان العقل هو المتغير بتطوره عبر الزمن  فالمعيار الذي يجعل الدين الاسلامي صالحا لكل زمان ومكان هو ثبات الدين وتغير العقل المفسر تطورا عبر الزمن فالدين الإسلامي يتسع طبيعيا تفسيرا وتوضيحا باتساع العلوم والثقافة عبر العصور ،،،  فاتركوا الدين الإسلامي يتسع بطبيعته ولاتختزلوه في العهود القديمة  . يختزل إتباع التيار السلفي السعودي الدين الإسلامي في عهوده القديمة ويقطعونه قطعا جامدة من عهوده الأولى لتطبيقه على العصور الحديثة دون تطويعه ودون تفسيره بتطور العلوم والثقافة واتساع المدارك رغم انه قابل بطبيعته للتطويع وقابل للتفسير بتطور العلوم والثقافة واتساع المدارك بما لايخرج عن الدين ويصفون أي تطويع أو مخالف لمنهجهم الجامد بأنه من أهل البدع والضلال في حين أن أصل خروج هذه الجماعة على إجماع العالم الإسلامي كجماعة تدعي أن منهجها لوحدها هو السلفي وانه هو المنهج الصحيح وأنها الفرقة الناجية المنصورة هو البدعة .. هو الضلالة لان المذاهب الإسلامية التي يهتدي بها العالم الإسلامي كافة هي مذاهب سلفية متوارثة عبر السلف فكيف تخرج جماعة عن إجماع العالم الإسلامي  وتدعي لوحدها السلفية وتتهم كل عادات وتقاليد العالم الإسلامي بالبدع والضلال   ؟ وسوف اكتفي هنا نظريا لانتقل بكم إلى بعض سلوكهم العملي الذي يجمد الإسلام في عصوره القديمة ولايجعله يتسع كما أراد له الله من اتساع . يعتبر هؤلاء أن الأعياد الإنسانية مثل عيد الأم والطفل وعيد العمال  والأعياد الوطنية مثل أعياد الاستقلال هي من البدع والضلال ولم يكن وصم هذه الأعياد الإنسانية والوطنية  بالبدع والضلال إلا لأنها لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومابعده ولايعلم هؤلاء أن هذه الأعياد وان لم تكن على عهد النبي لايعني أنها محرمة وهى لم تكن موجودة على عهد النبي ليس لأنها محرمة بل لأنها لم تبتكر بعد وابتكرت حديثا كوقفات زمنية إحسانية للتذكير بالأم والطفل والوطن والحقوق وهى تذكير إحساني  مساند للدين الإسلامي الذي يدعو للبر بالأم والطفل والغيرة على الأوطان والحث على الحقوق وكون هذه الأعياد مبتكرة إنسانيا من غير المسلمين فان الأنظمة التعليمية والصحية والوظيفية والمالية والاقتصادية وغيرها ببرامجها وأساليبها السلوكية العملية هي مبتكرات إنسانية من غير المسلمين  فلماذا ترفض تلك وتقبل هذه ، كذلك فان  هذه الأعياد لم تكن موجودة على عهد النبي وصحابته لان عهده لم يكن فيه اتفاق إنساني بين الشعوب بل كانت شعوب منعزلة  تتصادم دينيا عبر الحروب فيما بينها وبعد بلوغ العقل الإنساني من التطور  في العصور الحديثة بنمو مفهوم حرية مااعتقده المسلمون وما اعتقده غيرهم وببروز تعاون عالمي واتفاق آنساني ومساعدات إنسانية في مكافحة التلوث والأمراض والجوع والفقر والإنقاذ في الكوارث الطبيعية بين الدول فلايجوز تحريم هذا الاتفاق الإنساني  برفض المناسبات المتفق المتعارف عليها إنسانياً كعيد الأم والطفل وغيرهما ولكم إباحة واضحة لأي اتفاق إنساني فيه تعارف وتعاون ومبادلات تجارية وثقافية بين الشعوب في آية من أعظم الآيات ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) صدق الله العظيم * . من اغرب ما يوصم بالبدع والضلال عند التيار السلفي السعودي هو كتابة اسم صاحب القبر على قبره وحجتهم أن ذلك لم يرد عن السلف وهو تجهيل واضح للقبور ، في العصور السالفة لم يكن البشر بالعدد الذي عليه اليوم ويتبعه أن الأموات لم يكونوا بالعدد الذي عليه اليوم ويعرف صاحب أي قبر من مكانه لاتساع مساحات المقابر وفي هذه العصور يزداد عدد الأحياء ويتبع ذلك ازدياد عدد الموتى وتضيق المقابر بالقبور يوميا ولايعرف صاحب القبر في زحمة القبور ان لم يكتب عليه اسمه الدال عليه ثم أن مايعتبره التيار السلفي بدعة بكتابة اسم صاحب القبر فيه تضييع واضح للحقوق لان القبور تصبح قبورا مجهولة وإذا جدت أي شبهة جنائية في موت صاحب القبر كما يحدث الآن فلايمكن للقضاء استخراج الجثمان لتشريحه ومعرفة سبب موت صاحب القبر المجهول الذي لايعرف من بين القبور لعدم وجود مايدل على صاحب القبر كالاسم .   في ليبيا ينتهز أفراد التيار السلفي السعودي الفوضى وضعف الحكام وضعف الديانة فيسيطرون على مكاتب الأوقاف ويسيطرون على المساجد ليس بالدعوة الحسنة والموعظة بل بالشجار والتهديد مع  أئمة المساجد السابقين وطردهم من المساجد والخصام مع المصلين الذين يخالفونهم في التيار وإزالة الكتب الفقهية المعتدلة وإحلال كتب التيار السلفي السعودي في المساجد وعلى ذلك يتقاضون مرتبات من الهيئة العامة للأوقاف وقد سبب هذا شقاق بين المصلين ويبدو الأمر واضحا الاختلاف ببن المسلمين في أي مسجد في ليبيا حيث تتحاذى جماعة التيار السلفي انعزالا بمظهرها وارتباط أفرادها مع بعضهم البعض بمعزل عن الجماعة العامة في المسجد التي تذهب بالمذهب المالكي المعتدل السلفي ، حسبي الله فيما أقول الذي له القوة والحول ، يتبع هذا المقال بجزأين لاحقين .

_____________________________________________________________________

*  سورة الحجرات  الآية 13، ألزمتني هذه الآية بورودها كدليل لوضوحها وضروريتها هنا وأردت تجنب الأدلة الشرعية ما استطعت لذلك تجنبا والتركيز على الأدلة العقلية لان الأدلة الشرعية استغلت تطويعا وتفسيرا من مجرمي الحروب ومن كل الجماعات الدينية المتنطعة ذات العقائد المنحرفة لذلك ليكن العقل هو الدليل فلايهتدى الإنسان إلى دينه إلا بالعقل

_…شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post ملفات دولية للبحث بين بوتين وتميم
Next post اعتقال بوتشديمون يؤجج احتجاجاً في بروكسل