سفن كسر الحصار عن غزة والتمويل

Read Time:9 Minute, 20 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ تحاول سفن كسر الحصار الأربع التي تشكل “أسطول الحرية الخامس” للعام 2018 الإبحار صوب غزة في منتصف يوليو/تموز وهي تضم ناشطين من منظمات المجتمع المدني وآخرين من المدافعين عن حقوق الإنسان وبعضهم من أنصار القضية الفلسطينية. ويقول المنظمون “إن هدفنا هو إنهاء الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة بشكل سلمي”في حين ترى إسرائيل “أن الناشطين والمنظّمين للحملة هم أشخاص يضمرون كرها للدولة العبرية و يخفون أجندة معادية لإسرائيل”

يورونيوز-عيسى بوقانون

كيف سيتم تمويل هذا المشروع ؟

يقول المنظمون إن المشاركات تعتمد على حملات في بلدان مختلفة “من أجل جمع الأموال من الأفراد والمنظمات الذين يدعمون جهودنا، فتحالف أسطول الحرية لا ينتمي لأي حزب أو تنظيم سياسي، ونحن شبكة من أفراد ومجموعات من المجتمع المدني..كما ونرحب بأي تبرع مهما كان صغيرا.”.

التقينا بزاهر بيراوري رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، العضو المؤسس لأسطول الحرية، بميناء أمستردام وهو الذي يحرّك المبادرة من الجانب الإعلامي كما يسهر على متابعة السفن عبر مختلف الموانىء الأوروبية. سألنا زاهر بيراوي رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، العضو المؤسس لأسطول الحرية عن تمويل هذه السفن؟

زاهر بيراوري رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، العضو المؤسس لأسطول الحرية

أوضح بيراوي “إن أسطول الحرية هو عبارة عن تحالف من عدد من المنظمات الشعبية والتضامنية التي تدعم القضية الفلسطينية وتركز بشكل أساسي على كسر الحصارعن قطاع غزة عن طريق البحر. يعني ثمة تخصص في عمل هذا التحالف. وهذا التحالف كونه شعبيا فهو يعتمد على التمويل الشعبي الذاتي. بمعنى أن العناصر المكونة لهذا التحالف من المنظمات التضامنية تقف خلفها أعداد كبيرة من المتضامنين و من أعضاء هذه المؤسسات ممن ينتشرون في مجتمعاتهم.”

تحالف أسطول الحرية هو واحد من مكونات التحالف هو الذي يدفع للبائع و يسدّد الفاتورة لكن الحملة السويدية لكسر الحصار عن غزة هي واحدة من المنظمات المؤسسة في تحالف أسطول الحرية وهي من أقوى الحملات التضامنية مع غزة ولديها إمكانات بشرية ومادية كبيرة وهي من بين كبرى المجموعات نسبيا. كم ويضيف بيراوي “عندما نبدأ بتنظيم اي حملة ما، على سبيل المثال تنظيم هذه الحملة لهذا العام تقوم تلك المجموعات بجمع التبرعات الشعبية ابتداء من مساهمات أعضاء هذه المنظمات ومؤيديها في بلدانهم المختلفة. فيتم جمع تلك المبالغ و تصب جميعها في ميزانية المشروع المحدّد. حملة مشروع سفن كسر الحصار لهذا العام كلفت 250 ألف يورو حيث تم شراء هذه السفن من قبل المنظمات التضامنية ال12 المشكلة لهذا التحالف.وأما الحصص التي تقدمها كل منظمة فهي لا تخضع لمبدأ التساوي بقدر ما يتعلق الأمر بما تقدمه كل منظمة من مساهمة ” هذا ويقول المنظمونإن الأسطول الذي يحمل شعار الحق في مستقبل عادل لفلسطين، يعمل على تعريف الشعوب الأوروبية بحصار غزة”.وتتوزع سفن كسر الحصار في أوروبا ضمن خطة تحالف أسطول الحرية للمساهمة في “نشر التوعية في المجتمعات الأوروبية حول معاناة غزة، وضرورة تفعيل جهود كسر الحصار عنها”.واختار المتطوعون الدوليون ضمن أسطول الحرية هذه المرّة رفع شعارات “العودةو”الحرية” و”فلسطين” على متن القوارب“. الأسطول يتضمن 4 قوارب تحمل أسماء “العودة”، و”فلسطين”، و”الحريةو”مايرد ماكوري” (حائزة على جائزة نوبل للسلام)، اليوم إلى مدينة أمستردام.ولقد انطلقت اول سفنه من النرويج بالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية. وستمر هذه السفن بعدة موانئ أوروبية فى الدانمارك وهولندا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا فى طريقها الى شرق البحر المتوسط ثم غزة، وتضم على متنها عشرات النشطاء الأوروبيين. وينظم نشطاء الأسطول، في المحطات التي يمرون بها، لقاءات مع السكان المحليين، ويزودونهم بمعلومات حول حصار غزة

هذا و تعتبر “سفينة العودة”، من أكبر المراكب، حيث يقول المنظمون إن ثمنها جمع من متبرعين وداعمين للقضية الفلسطينية،” لقد اشتريناه في النرويج، وقمنا بتجهيزه بكثير من الحذر” يضيف المنظمون.

وسألنا بيراوي في ما إذا كانت جهات حكومية تقدم الدعم للحملة؟

زاهر بيراوري رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، العضو المؤسس لأسطول الحرية

” إن ما يميز سياسة التحالف هو أنه لا يقبل بأي دعم حكومي. فالتحالف تنضوي تحت لوائه منظمات شعبية وتتعامل مع منظمات شعبية أخرى، ومنظمات المجتمع المدني في الدول المختلفة. بطبيعة الحال نحن نسعى لممارسة ضغوط على الحكومات من أجل مطامح سياسية مؤيدة لمشروع أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة.لكن لا نتحدث مع الدول من أجل دعم مادي ذلك أن الدعم المادي الذي مصدره جهات رسمية إنما يقوم بتقييد عمل المنظمات التضامنية لأنها في كثير من الأحيان تتعارض رؤاها السياسية مع رؤى الأنظمة الحاكمة للاسف الشديد”.

ويضيف بيراوي ” لذلك هي تحبذ بقاءها مستقلة،في آرائها ومواقفها ومشاريعها حتى. وفي وجهتها فعندما تتجه صوب غزة فلا توجد أية دولة سواء على المستوى العربي أو في دول العالم، تدعم هذه المشاريع بقدر ما تنتقدها للأسف الشديد في الكثير من الأحيان. باختصار شديد، الدعم شعبي وكثيرمنه،يتم بشكل فردي، جمع أموال بالجنيه أو باليورو،أو حتى بالدولار بحسب مكان الجهة التي تشارك بهذا الأسطول. وهذه ميزة مهمة لتحالف أسطول الحرية و المنظمات المشكّلة لها.كما تلاحظون فهذه السفن صغيرة، سفن صيد و قوارب شراعية بمعنى أن تكلفتها ليست عالية جدا،بشكل عام السفن لو عدنا قليلا إلى الوراء،عندما تم تنظيم أسطول الحرية الأول،حيث كانت سفينة “مافي مرمرة في المقدمة،فكانت تكلفة مافي مرمرة مع السفن العشر التي كانت تتبعها،ملايين من الدولارات” . زاهر بيراوري رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، العضو المؤسس لأسطول الحرية

“لكن في هذا المشروع، قاربان شراعيان صغيران لا يتسع كل واحد منها سوى لأقل من خمسة أفراد،وقارب شراعي آخر مع محرك يتسع لخمسة عشر شخصا و سفينة العودة و هي الأكبر تتسع لحوالى 25 شخصا بما في ذلك الطاقم. بمعنى هذه السفن الصغيرة و هي سفن قديمة أيضا يتم شراؤها بمبالغ ليست بالكبيرة فسفينة العودة تم شراؤها بأقل من 100 ألف يورو.والسفن الأخرى الثلاث في حدود هذا المبلغ. يعني نتحدث عن تكلفة 250 ألف يورو لمشروع أسطول الحرية الخامس والذي يتكون من هذه السفن جميعها سواء تعلق الأمر بقوارب شراعية او بسفن صغيرة”.

وسألنا زاهر بيراوي عن الجهة لتي تسدّد الفاتورة للبائع؟

زاهر بيراوري رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، العضو المؤسس لأسطول الحرية

“تحالف أسطول الحرية هو واحد من مكونات التحالف هو الذي يدفع للبائع و يسدّد الفاتورة لكن الحملة السويدية لكسر الحصار عن غزة هي واحدة من المنظمات المؤسسة في تحالف أسطول الحرية وهي من أقوى الحملات التضامنية مع غزة ولديها إمكانات بشرية ومادية كبيرة وهي من بين كبرى المجموعات نسبيا. كما لديها إمكانات في جمع التبرعات في السويد. فالسويد بلد غني، و فيه كثير من الهيئات السخية وهي تلك المتضامنة مع فلسطين، فالأمر يتعلق إذا بجمع التبرعات”.

ورونيوز: المحكمة الإسرائيلية أمرت بتقديم تعويض للحملة السويدية بشأن سفينة ايستيل

زاهر بيراوري رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، العضو المؤسس لأسطول الحرية

“أجل و من حسن الحظ أيضا أن المشروع في هذه المرة،زملاؤنا وأصدقاؤنا في الحملة السويدية لكسر الحصار عن غزة استثمروا مبلغا تم تحصيله بعد محاكمة لإسرائيل في قضية سحب إحدى السفن التابعة لهذه الحملة السويدية وهي سفينة “إيستيل” التي تمت مصادرتها من قبل إسرائيل و مكثت في ميناء أسدود وتعرضت للتلف هنالك”.

وأوضح بيراوي “وبالتالي فإن المحامين مع المحكمة عملوا على توافق ما بين الحملة و ما بين الحكومة الإسرائيلية يقتضي أن تدفع إسرائيل مبلغا من المال. وقد تم استثمار كل هذا االمبلغ،في هذه الحملة في هذه المرة.وهذا المبلغ يشكّل حوالى نصف قيمة هذه التكاليف الإجمالية لهذا المشروع”

يورونيوز، يعني 125 ألف يورو

زاهر بيراوري رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، العضو المؤسس لأسطول الحرية

“تقريبا 125 ألف يورو هي مشاركة الحملة السويدية لكسر الحصار عن غزة في هذا المشروع تحديدا، لكن في مشاريع سابقة فقد كانت المساهمات بالتساوي” وفي بدايات تحالف أسطول الحرية “كانت هناك المساهمات العربية و الإسلامية بمعنى كانت ثمة مشاركات من قبل دول مثل الجزائر و اللجنة الدولية لكسر الحصاروهي تعمل بشكل أساسي في الدول العربية ومؤسسة إيهاها في تركيا كانت لها مشاركات بملايين الدولارات لتسيير أسطول الحرية الأول حيث قادته سفينة “مافي مرمرة”.

يورونيوز وما ذا عن التبرعات التي يقدمها الأفراد؟

زاهر بيراوري رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، العضو المؤسس لأسطول الحرية

“بكل تأكيد إن ما يتم تقديمه من قبل من يأتون لتوديع السفن أو استقبالها يحظى بتقدير كبير لأهميته الرمزية في حقيقة الأمر. فالناس يبدون تعاطفهم و يسأل بعضهم عما يمكن تقديمه من مساعدات لغزة ؟ فنحن نقول لهم، إننا لا نحمل مساعدات لقطاع غزة .. أسطول الحرية ليس بجمعية خيرية،أسطول الحرية لديه رسالة سياسية وخطاب إعلامي يهدف إلى التعريف بمعاناة غزة وهناك أبعاد سياسية واضحة حيث تتجلى في الضغط السياسي على الجهات الفارضة للحصار على غزة . وعندما يتم السؤال بشأن التبرعات من قبل المحسنين فنقول لهم، لو اردتم المساهمة في هذا المشروع بدعم تكاليفه فلكم بمقدار ما قدر عليه رزقكم..السفن كما قلت لكم، تبحر لحوالى سبعين يوما في البحر،فهناك تكاليف الوقود وحاجات السفر المتعددة. فمن يشاركون فهم يساهمون بمساهمات جزئية وبسيطة لكنها مهمة و نقدّرها من أجل دعم هذا الأسطول”.

يورونيوز أنتم تعرفون جدلا أن هذه السفن ستحتجزها إسرائيل حين تقترب من غزة؟

زاهر بيراوري رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، العضو المؤسس لأسطول الحرية

“هذا سؤال لا شك أنه مهم ويطرح من قبل كثير من الإعلاميين . لكن هذه الحملات هي جهد المقلّ،جهد من يشعر بالمسؤولية الأخلاقية، أمام شعبنا و أهلنا بقطاع غزة. أما الجهات أو الأشخاص ممن يشعرون بالمسؤولية السياسية،عن صمت حكوماتهم،التي لا تقوم بواجبها لكسر الحصار. فإذا لم نستطع بهذه السفن وعلى متنها هؤلاء المتضامنون إلى قطاع غزة،فإننا نضمن أن رسالة أولئك المتضامنين كما الشخصيات العامة التي تشارك في الأسطول قد بلّغت المراد،وتصل لأهل غزة”.

يورونيوز وماهي الرسالة السياسية إذن؟

زاهر بيراوري رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، العضو المؤسس لأسطول الحرية

“هي رسالة على كل حال تحمل في طياتها روح التضامن و الحب والسلام و الأمل بانتهاء هذا الحصار. و ثمة رسالة إلى حكومات الدول الأوروبية الساكتة حيث إنها تعتبر مشاركة في هذا الحصار بسكوتها. الرسالة هي لو أن تلك الدول لم تقم بواجبها،فنحن على مستوى الشعوب كأبناء الدول الأوروبية سنقوم بواجبنا الذي ينبغي على الحكومات أن تقوم به و للأسف فهي لا تقوم به. بمعى لو أن حكومات التزمت الصمت،فإننا لن نسكت عن جرم، و حصار قطاع غزة لمدة 12 سنة نعتبره جريمة حرب،حيث إن الفلسطينيين يعيشون دون حقوقهم الأساسية، ومنها حق التنقل من و إلى قطاع غزة بحرية كما هي بقية الشعوب”

يورونيوز- وما هو مصير هذه السفن لو أنها بلغت غزة؟

زاهر بيراوري رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، العضو المؤسس لأسطول الحرية

“لا شك أن المنظمّين فكروا مليا في هذا السيناريو، دعني في البداية أكون متفائلا بأن هذه السفن ستصل ربما إلى شواطىء غزة بإذن الله تعالى .نريد أن نقول إن هذه السفن فيها قدر من المقاومة السلمية والشعبية التي لا تستهدف ممارسة العنف ضد إسرائيل. فنحن ليست لدينا القدرة لمجابهة إسرائيل، فنحن مجموعات تضامنية وسلمية نطمح إلى أن نرفع أصواتنا عاليا وهي أن هذه الجريمة التي تقوم بها إسرائيل،جريمة لا يمكن السكون عنها. أما لو كتبب لنا أن نصل إلى قطاع غزة فإن هذه السفن سنهديها إلى غزة أو أي جهة من منظمات المجتمع المدني في قطاع غزة من أجل النفع العام. وأيضا يمكن أن تكون نواة لمجموعة سفن يمكن استخدامها بأشكال مختلفة أو يمكن أن نهبها لجمعيات تدافع عن الصالح العام في قطاع غزة بإن الله تعالى. وهناك فكرة تقضي أن نحوّل واحدة من هذه السفن إ التي وصلت إلى غزة لى متحف صغير يؤرّخ لحركة التضامن مع القضية الفلسطينية وحركة كسر الحصار التي كانت تعمل خلال السنوات الماضية”. جدير بالذكر أن تحالف أسطول الحرية نظم العديد من محاولات كسر الحصار البحري عن غزة ، كان أبرزها عام ٢٠١٠ في الأسطول الذي كانت تقدمه سفينة “مافي مرمرة” التركية التي تعرضت لهجوم من البحرية الإسرائيلية قتل خلاله عشرة من المتضامنين الأتراك وجرح العشرات من المتضامنين الدوليين. وكانت المحاولة الماضية عام ٢٠١٦ عندما تم تنظيم القوارب النسائية لكسر الحصار والتي تم اعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية واعتقال النساء المتضامنات على متنها ومن ثم ترحيلهن الى بلدانهن.

يورونيوز

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post تحالف الإمارات والسعودية خيار استراتيجي
Next post ضمان الحد الأدنى من الدخل لسكان سويسرا