الرثاء والغة العربية

Read Time:2 Minute, 21 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ عرف الشعراء العرب الرثاء منذ القدم وقبل الإسلام، وكثيراً منهم ممن نظموا شعراً رثائية يحمل في تعابيره وصوره الصدق في المشاعر وعمق العلاقات الاجتماعية، الرثاء لغوياً هو اشتقاق للفعل (رثى) فيقال رثى الميت رثاء، رثياً، رثاية أي النواحة، مرثاة ومرثية وتعني البكاء والندب على الشخص بعد موته وتعداد صفات أخلاقه الحسنة، مثل الكرم والعدل والكرم والعقل،أما الرثاء اصطلاحا فيعني به الثناء على الميت وتأبينه، وذكر فضائل أخلاقه ومدح محاسنه، وبيان الصورة الحزينة بالتوجع والإشفاق بحسرة لأثر فقد الميت في قلوب مُحبيه.

أنواع الرثاء

  • رثاء النّفس: وهو رثاء الشخص لنفسه بسبب حالة من الحزن والخيبة التي تصيبه ويشعر بها، مثل فقد عزيز أو فراق أحبة واغترابهم، بمشاعر من الحنين والحزن الأليم.
  • رثاء الإنسان: بهذا النوع يرثي الإنسان شخصاً عزيزاً على قلبه ونفسه، مثل أحد الأخوة أو الزوجه أو الابن، أو شخصية ذات سلطة ومكانة اجتماعية كرئيس أو ملك.
  • رثاء غير الإنسان: الهدف من هذا النوع في الرثاء يكون تفخيم وتعظيم بناء معين له هيبته كالقصور والقلاع والبيوت القديمة،ويمكن أن يتجه الرثاء بالحزن على أحد الحيوانات وفقدانها كالحصان والفرس العربية الأصيلة، كما يتطرق إلى رثاء الحضارات المتتالية والحزن على ذهابها.

أنواع الرثاء في الشعر العربي

  • الرثاء بالندب: الذي يحدث في لحظة بكاء على شخص يحتضر في ساعة الموت، فيبكي ويندب عليه أهله وعائلته والأقارب ومن هو عزيز عليهم، ويمتد أحياناً الندب على الميت إلى بقية العشيرة أو الدولة.
  • التّأبين: يكون شكل التأبين بعيداً عن البكاء والصراخ والنواح، إذ يرتكز الشاعر على تعداد مناقب وأخلاق الميت والثناء عليه ومدحه، بحزن وآسى عليه، بالأخص إذا كان المتوفى صاحب مكانة اجتماعية أو سيد عشيرته وقومه، فيكون التعبير عن الحزن والفقدان بطريقة جماعية، يظهر بها مدى آسف الجماعة عن فقدان عزيزٌ يستحق رثاؤه وتأبينه.
  • العزاء: يحتل العزاء المرتبة الأعلى والأفضل من مرتبة التأبين، حيث يتم في العزاء التفكر والتأمل في تحليل فلسفة وحقيقة عمق الموت والوجود في الحياة.

أشهر قصائد الرثاء

اشتهرت الكثير من قصائد الرثاء في الشعر العربي، وحملت في كلماتها الصادقة التعبير في البلاغة والرصانة، إضافة إلى وصف هائل لمشاعر الحزن والأسى التي تسيطر على الشاعر لفقدان الأحبة والمقربين، وبقيت خالدة منذ قرون حتى زمننا الحاضر ويستشهد بها الأدب العربي بمرجعيته وأصوله، ومن أشهر تلك القصائد العربية ما يلي :

  • قصيدة أبي العلاء المعري (غير مجد) التي يرثي بها أعز وأقرب أصدقائه بطريقة شاعرية صادقة وذات جمال متزن.
  • قصيدة رثاء أبي تمام لولده وهو يراه ينازع ويصارع الموت أم عينيه، وهو واقف عاجز عن تخفيف أوجاع وآلالام إبنه.
  • قصيدة أبي ذؤيب الهذلي في رثاء فلذات كبده أبنائه الأربعة، التي تميزت بمشاعر الحزن المؤلمة،وبكثرة الحكمة ومدى الفجيعة التي ألمّت به.
  • برعت الخنساء في رثاء أخويها صخر ومعاوية، الذي اُعتبر من أجمل الرثائيات في تاريخ الأدب العربي.
  • رثاء السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها لأبيها سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.
  • ديوان علي الحصري القيرواني الضرير (اقتراح القريح واجتراح  الجري)، الذي أشتهر به برثاء ولده (عبد الغني) لعدة مرات.
  • قصيدة رثاء الشاعر أحمد شوقي لأبيه.
  • Weziwezi
Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post ترامب يريد مساعدة إسرائيل عبر قطع المساعدات عن الفلسطينيين. فلماذا يشعر بعض الإسرائيليين بالقلق؟
Next post المذهب الرومنطيقي في الأدب العربي