خطاب اليمين المتطرف في ألمانيا

Read Time:2 Minute, 50 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوربية…_يتهم منشور انتخابي لليمين المتطرف الألماني “اللاجئين بجلب الجريمة إلى المدينة” مستغلا بذلك كل جريمة حق عام عادية تشمل أجانب. وهي وسيلة تبدو ناجعة لتمرير خطابه في بلد هزه سياسيا وصول أكثر من مليون مهاجر. ينوي حزب “البديل لألمانيا” خلال الانتخابات الأوروبية اعتماد الأسلوب ذاته الذي مكنه من أن يصبح منذ 2017 قوة المعارضة الأولى في البرلمان الاتحادي في هذا البلد الذي كان اليمين المتطرف شبه منعدم فيه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.قال جورج ميثن رئيس لائحة الحزب للانتخابات الأوروبية “لم يعد بإمكان ألمانيا استقبال مهاجرين أن عدد الهجمات بسكين وعمليات الاغتصاب والعنف بحق النساء يقترفها عدد أكبر من الأشخاص ذوي الثقافة الإسلامية منه أشخاص من هنا”.بحسب إحصاءات الشرطة فإن 38,6 بالمئة من “الأفعال الإجرامية العنيفة” ارتكبها أجانب في 2018.لكن في الوقت نفسه تراجعت نسبة الجريمة إلى أدنى مستوى لها منذ توحيد ألمانيا.علق ميرو ديتريش من مؤسسة اماديو انتونيو لمكافحة العنصرية “يتم تضخيم وترويج كل حادثة تشمل أجانب خصوصا من المهاجرين”.بدأت هذه الممارسات مع اعتداءات جنسية نسبت لشبان من طالبي اللجوء في 2015 بكولونيا، استهدفت عشرات النساء. وشكل ذلك صدمة في البلاد ومنطلقا لتنامي التيارات القومية المتطرفة.استمر ذلك بعد عامين اثر اغتيال فتاة ألمانية (15 عاما) بسكين بيد صديقها السابق الأفغاني في مدينة كاندل قرب الحدود الفرنسية. ونظم فرع حزب البديل في المدينة لعدة أشهر تظاهرات للتنديد بسياسة انغيلا ميركل في مجال الهجرة.تكرر الأمر في كمينتس في مقاطعة ساكس نهاية آب/اغسطس 2018 اثر مقتل ألماني بسلاح أبيض، وتجري محاكمة طالب لجوء سوري حاليا في هذه القضية. وتمثل هذه المقاطعة معقلا لحزب البديل وتحركاته ضد المهاجرين.إذا كانت هذه القضايا جرائم مثبتة، فان قضايا أخرى تم اختلاقها لتغذية مناخ مثير للقلق ونعت جميع طالبي اللجوء المسلمين بأنهم قتلة أو مغتصبي نساء.تزعم مدونة لليمين المتطرف أن حياة الألمانيات باتت “منذ الغزو” عبارة عن سلسلة من الاعتداءات الجنسية وجرائم القتل. كما زعم مقال في المدونة أن جثة امرأة تم رميها في حفرة بعد تعنيفها من مهاجر.بعد أن تم تداولها عبر تويتر آلاف المرات، تبين أن القصة مختلقة، وذلك بعد إثبات أن المجرم ليس إلا أحد أقارب الضحية. اتهمت شرطة ساكس الحزب اليميني المتطرف بنشر “أخبار زائفة بغرض إشعال النار”.علق ديتريش “هذا أسلوب قديم مفاده أنه بصرف النظر عن الرسالة (صحيحة ام كاذبة) فان شيئا منها سيبقى في النهاية في ذاكرة الناس”.وأضاف “لقد فسر عضو سابق في حزب البديل كيف يتلاعب الحزب بالمعلومات. فإذا تبين أن الخبر كاذب فهم على استعداد لتغيير الرواية وإخراج عناصر فيها من سياقها أو ببساطة الكذب المباشر”.ففي كمينتس وكوتبوس رفع أنصار الحزب في تظاهرات لافتات تزعم أن 16 امرأة تعرضن “للاعتداء” في أوروبا بأيدي “مهاجرين” أو “مسلمين”، وذلك رغم أن الخبر لا أساس له من الصحة.ويصر كريستوف برنت ممثل جمعية قومية تنظم شهريا تظاهرات في كوتبوس تدعو فيها الحكومة إلى “غلق الحدود”، على التأكيد أن “هاتيك النسوة هن ضحايا هجمات”.يرى أن خشية قسم كبير من السكان من تعرضهم لغزو مهاجرين مسلمين، أمر واقعي. وأضاف العضو الجديد في حزب البديل “يجب ألا ننسى سبب قيام هذه التظاهرات”، وهو من أنصار ما يعرف بنظرية “التعويض الكبير” التي مفادها أن “مهاجرين من خارج أوروبا” يحلون شيئا فشيئا محل أوروبيين “خلصا”.السؤال: هل هذه الحملات المتكررة التي تركز على الجرائم التي يقترفها مهاجرون، ستفيد الحزب اليميني المتطرف؟
الواقع أنها حفزت لفترة طويلة تنامي الحزب، لكن يبدو أن الأمر لا يفيد على الأمد البعيد.تشير آخر الاستطلاعات إلى نسبة ما بين 10 و11 بالمئة من نوايا التصويت لصالحه وهي أرقام بعيدة عن ال 15 بالمئة التي كانت في خريف 2018.

Mcd

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post إيفانكا لرئاسة البنك الدولي
Next post انهيار برج كاتدرائية نوتردام في باريس