حقيقة تأخر حسم الحرب على طرابلس

Read Time:2 Minute, 54 Second

محمد علي المبروك خلف الله 

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_يعرف في تاريخ حروب المدن أن من أفضل الخطط للسيطرة على المدن يتمثل في استخدام عدة محاور قتالية حول هذه المدن لان ذلك يشتت القوة المدافعة عن هذه المدن بين المحاور مما قد يضعفها في محور قتالي معين ويمكن عندئذ للقوة المهاجمة من الاقتحام وانهيار القوة المدافعة في باقي المحاور  .   في الحرب على طرابلس  قد نتفق ان استخدام المحاور القتالية المتعددة هو أفضل خطط الاقتحام العسكرية للمدن ولكن ذلك لايكفي فلابد من وجود تخطيطات وتدابير طارئة ومتجددة لهذه المحاور تعتمد على المعلومات والموقف الحربي لقوات حفتر وقوات السراج وهو مافقده جيش حفتر مما مدد الحرب طولا وبعد عن الحسم ويرجع تعطل الحسم بالنسبة لقوات حفتر لعاملين مهمين هما الآتي :- 

1- ضعف وخطورة  وبعد مسافة خطوط الإمداد مما أدى إلى تأخر أو قطع الإمدادات وأدى ذلك إلى اضطراب في بعض المحاور القتالية لقوات حفتر وعدم وجود خطة لإنشاء مراكز إمداد في المناطق المسيطر عليها فعليا كغريان وترهونة وقصر بن غشير وغيرها .   

2- عدم وجود معلومات دقيقة عن أهالي إحياء طرابلس ممن تتصل أحياءهم بمحاور القتال وممن قد يشكلون سندا لقوات حفتر ضد القوة المدافعة عن طرابلس ويعرف عن بعض أهالي إحياء مدينة طرابلس أنهم ينتظرون قوات حفتر لإنقاذهم من سطوة العصابات المسلحة ومن سطوة المعاناة المعيشية التي فرضها عليهم ساسة ليبيا ومن أشهر أهالي  هذه الأحياء الشعبية حي ابوسليم وغوط الشعال والهظبة وبعض الأحياء الأخرى * وكان يفترض في  هذه  المحاور التي تتصل بها هذه الأحياء أن تقوى دون غيرها من المحاور بتدابير طارئة للوصول الى الأهالي سريعا حتى يكونوا أهالي هذه الأحياء سندا لقوات حفتر مما يسهل اقتحام طرابلس ويضعف قوات السراج في باقي المحاور وذلك في ظل ضعف خطوط الإمداد لقوات حفتر . قوات السراج وهى القوة المدافعة عن طرابلس مشتتة في محاور القتال واستمرار صمودها أمام قوات حفتر يتعلق أساسا بقوة خطوط الإمداد لقربها من مراكز الإمداد الرئيسية ولتوجيه الإمكانيات الحكومية المالية والإعلامية والعسكرية وغيرها لصالحها ويعتمد دفاعها على طرابلس بتوجيه كثافة نارية عشوائية دون تصويب على مواقع قوات حفتر لافتقادها للحرفية العسكرية لهذا لم تستطع استرجاع المواقع التي سيطرت عليها قوات حفتر إلا المواقع التي شهدت اضطرابا لانقطاع أو اضطراب الإمداد عنها وهى قوات ضعيفة تتكون من ائتلاف جماعات ذات انتماء مناطقي وقبلي وسياسي وعصائبي وليست قوة منظمة وقوتها في قوة وقرب الإمداد العسكري المتمثل في التموين والذخائر والأسلحة والوقود والإسعاف وغيرها . لذلك فان أهم عوامل تأخر الحسم في هذه الحرب لصالح قوات حفتر أو صالح قوات السراج لوجود معادلة عنصرها موجود عند قوات حفتر ومفقود عند قوات السراج والعكس تماما وهى  جيش حفتر جيش قوي ولكن خطوط إمداده ضعيفة وجيش السراج جيش ضعيف ولكن خطوط إمداده قوية . في أي عملية عسكرية هجومية او دفاعية لابد من توفر وإيجاد التوازن في حاجاتها الضرورية ولكن الاعتماد على عنصر وتجنب عنصر أخر هو إطالة لهذه العملية وقد تكون هزيمة ومن ذلك الاعتماد على الجانب القتالي دون أن يكون الجانب الامدادي قويا أو الاعتماد على الجانب الامدادي دون أن يكون الجانب القتالي قويا فان ذلك تطويلا وتمديدا للحرب التي يحصد معاناتها أهالي طرابلس دون أن يحقق احد الطرفين الحسم ويكفي الأهالي الشر الطويل لهذه الحرب . ربي يرحم ويغفر للموتى من الطرفين ويعافي ويشفي جرحاهم ويرفع المعاناة عن أهالي طرابلس .. أمين يارب العالمين .

____________________________________________________________

* حول أهالي منطقة ابوسليم وغوط الشعال والهظبة وغيرهم من الأهالي ، اعلم الغضب الذي يحتدم من البعض حول ذكري لهذا الأمر ، ولكنها الحقيقة ومايهمني الا الحقيقة ولو غضب الجميع ، بالفعل أهالي هذه المناطق وغيرها ينتظرون قوات حفتر لإنقاذهم من أوضاعهم البائسة التي وضعوا فيها وهى حقيقة لمن يريدها بالإثبات والشهود . 

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post بابلو نيرودا مسيرة أديب إسباني
Next post مشاريع قوانين عنصرية إسرائيلية جديدة