الاعتقال الصعب حيث كان المخيم

Read Time:2 Minute, 48 Second

إبراهيم عطا – كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_خرج الجميع من الخيمة وعلا الصراخ في كل المعسكرات وقمنا برشق الحجارة باتجاه الدورية الإسرائيلية بينما اقترب البعض من الشريط الشائك محاولين اقتلاعه عندها قام جنود الدورية بإطلاق النار على كل من يتواجد خارج خيمته فلجأنا مسرعين إلى الخيام وعرفنا بعدها بوقوع سنة إصابات بأعيرة نارية في أحد المعسكرات المجاورة ومع المساء وبعد عودة الهدوء إلى المعسكر عدنا لأجواء الخيمة وصرنا نتذكر مع رفاقنا بداية الاجتياح الإسرائيلي والحديث عن طريق ومكان اعتقال كل واحد مننا …

  • أنا أعمل في دبي وجئت لزيارة الأهل قبل أسبوع من بداية الاجتياح فاعتقلوني دون أي سبب, هذا ما قال له حيدر وهو من سكان أحد الضيع الجنوبية ومباشرة سألني عن طريقة ومكان اعتقالي….
  • في المرة الأولى اعتقلوني من عبرا وأخرجت في اليوم التالي أما المرة الثانية فكان الاعتقال الصعب حيث طلبوا منا التجمع  في حديقة مستشفى صيدا الحكومية عبر النداء بمكبرات الصوت ومع كل نداء تهديد ووعيد لكل من يخالف التعليمات …… وبالفعل خرجنا من البيت علبى وقع وقع صوت المجنزرات الإسرائيلية التي دخلت إلى مخيم عين الحلوة  وطوقت أطراف المخيم شبه المدمر وقفنا على طرف الشارع ونحن بحالة تشتت وتردد وقد شاهدنا الكثير من الجنود المدججين بالأسلحة , على أسطح المنازل القريبة من بيتنا في حي  التعمير, ولم يكن لدينا أي خيار آخر سوى الذهاب إلى هناك …. وصلنا إلى المستشفى وكانت الحديقة الأمامية مليئة بالسيارات العسكرية والشاحنات والجنود , وكان الرجال يتوافدون للتجمع في الحديقة بالعشرات ….. وقد طلبوا منا الاصطفاف بطوابير لكي نمر أمام صناديق خشبية يختبئ خلفها المقنعين أو جواسيس الجيش الإسرائيلي وكانت مهمتهم الإشارة إلى الأشخاص المتورطين ” بأعمال المقاومة   …. لم أكن خائفاً البتة غير أني كنت أشعر بالقلق على أبي الذي يعاني من الألم في الظهر بسبب حادث سيارة تعرض له قبل بضع سنوات وهو على دراجته التي كان يستخدمها لنقل الخضار والفواكه لمطعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” حيث كان يعمل …. عندما جاء دور أبي للمرور أمام عملاء جيش الدفاع الإسرائيلي تمنيت ودعوت إلا يكون مصيره التوقيف والاعتقال … ولم اشعر بالاطمئنان إلا عندما سمعنا الجندي الإسرائيلي يقول له “أنت روخ على البيت” وانتقل أبي للانضمام إلى المجموعة البريئة وهو ماقاله لي نفس الجندي عندما اقتربت من المقنع المختبئ خلف الصناديق ولكن قبل أن انتقل إلى المجموعة للبيت ” كما أطلقنا عليه, قام الجندي بدفعي بقوة باتجاه مجموعة ” المخربين ” مع ترديد بعض كلمات الاستهزاء والشتيمة بحقي , وكانت هذه البداية لاعتقالي الحقيقي….
  • يعني أنت كنت مع الفدائيين ؟
  • أنا طالب بمدرسة الشهداء بصيدا وكنا نتدرب على الأسلحة الخفيفة وكانوا يحضرون لمرحلة الاجتياح الإسرائيلي للبنان والذي كان متوقع….
  • وبعدها قاموا بإحضاركم إلى هنا؟؟؟
  • لا , بعد انتظار طويل وتعذيب نفسي طلبوا منا الجلوس على الأرض في نفس مكان وقوف سيارة الإسعاف وكانت الأرض مليئة بالشحبار الأسود وبقايا الدمار جراء سقوط القذائف وكان يحرسنا جندي إسرائيلي له شاربان كبيران ويتكلم العربية بطلاقة ولكن بلهجته الدرزية, وكانت الطائرة الحربية على علو منخفض جداً فوق المستشفى لدرجة أننا كنا نرى الطيار, فيطلب منا الجندي أن نصفق للطيار ونحييه, ولكن أغرب ما طلبه منا هو أن نردد كلما بذيئة بحق ياسر عرفات , مثل يعيش مناحييم بيغن  م…عرفات … ولكنني كنت أعكس الكلام واردده “يغيش عرفات م… بيغن … وبعد ساعات قاموا بإحصاء عدد الموقوفين وطلبوا منا الصعود للشاحنات العسكرية, وكأنهم اكتفوا بعدد معين من المعتقلين ….صعدنا للشاحنات ونحن بحالة حيرة واندهاش لنجد مجموعة من العائلات ومن أهالينا وأقاربنا يجتمعون عند مدخل المستشفى ويشعلون الإطارات المطاطية للاحتجاج على اعتقالنا, وقد شاهدت أختي آمنة بين الناس وهي تصرخ وتلقي الحجارة على الجنود الإسرائيليين في سيارات الجيب التي تحرس الشاحنات ….

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post كونتي يشدد على عدم تجاهل دور موسكو بالأزمات
Next post الجالية الفلسطينية في بلجيكا ولوكسمبورغ تلتقي القائم بأعمال السفارة اللبنانية