تنامي خطر اليمين المتطرف حول العالم، الأسباب والتداعيات

Read Time:4 Minute, 17 Second

بقلم علا بياض

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_إن تصاعد التيارات والأحزاب اليمينية والشعبوية حول العالم اليمين المتطرف ، لم تأتي بشكل عفوي بل جائت نتيجة عمل ممنهج ومنظم من قبل الاحزاب اليمينة والتيارات الشعبوية حول العالم. فمنذ عام 2014، والتيارات الشعبوية والأحزاب اليمينة تنظم صفوفها من خلال عقد المؤتمرات والمنتديات حول العالم.” ألبريكست” الدعوة الى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جاء نتيجة عمل منظم، لاطراف يمنية داخل بريطانيا ابرزها حزب “الاستقلال” وكذلك نتيجة دعم اطراف دولية خارجية ابرزها الرئيس الاميركي ترامب. مايشهده العالم اليوم هو إعادة رسم خارطة العالم من جديد، وكانها تعيد العالم الى ماقبل الحرب العالمية الثانية. اليوم تتخندق دول العالم جميعها نحو “الدولة القومية” او الوطنية، بغلق الحدود، ورفض الى الهجرة والمهاجرين، والتخلي عن التزاماتها القانونية والأخلاقية في قضيا الهجرة وحقوق الانسان.وتعـد الهجـرة إحـدى الأسـس المهمـة في خطـاب اليمـين المتطـرف في أوروبـا ، فقـد كـان لتوظيـف قضـية الهجرة دور كبير في نهضة أحزاب اليمين المتطرف فضـلا عـن ذلـك فـإن البطالـة، والتـدهور الاقتصـادي، وفداحـة الضـرائب، ورخـاوة العدالـة، والمسـتوى السـيئ للنظـام التعليمـي طرحـت في خطـاب اليمـين المتطـرف أشـبه مـا تكـون “بالحزمـة الشاملة”  .

التطرف اليميني

ممكن تعريفه،بانه : تعصب قومي اي تعصب على أساس العرق، والفرق بين اليمين التقليدي، المحافظ واليمين المتطرف أن الأول يسعى للحفاظ على التقاليد وحماية الأعراف داخل المجتمع، والثاني كذلك ولكن الاختلاف يكمن في أن الثاني يدعو للتدخل القسري واستخدام العنف للحفاظ على تلك التقاليد والأعراف.ومــن القضايا المهمة الـتي اهتمـت بها أحـزاب اليمـين المتطــرف في أوروبـا هــي شعبويتها ورغبتهــا في الانتشـار علـى نطـاق واسـع. ويمكن القول إن أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا مجمعة على  غلق الحدود وإيقاف الهجرة، وإبعاد المهاجرين والاجانب والتمترس نحو الدولة القومية او الوطنية.نجح اليمين المتطرف، بإستثمار العمليات الإرهابية التي نفذتها الجماعات المتطرفة في اوروبا والغرب، وذلك من خلال عمل ممنهج، وفبركة الأخبار وتضخيم الحوادث التي انخرط فيها اشخاص اجانب، بشحن الشارع الاوروبي وتحشيد التظاهرات ضد الاجانب والمهاجرين. إن تصاعد وتيرة الإرهاب كان بمثابة طوق النجاة لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، وأمريكا، حيث وجدت فيها ملجأ ومتنفسًا لتقديم نفسها من جديد، ما زاد شعبيتها في الخمس سنوات الأخيرة، ما تجسد في صعود أسهمها في فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا وغيرها من دول أوروبا، ثم في الولايات المتحدة الأمريكية. تداعيات اليمين المتطرف في استراليا

الحصول على التمثيل السياسي في برلمانات العالم

كشفت نتائج انتخابات إيطاليا التي أوصلت حركة “النجوم الخمس” الشعبوية وحزب “العصبة” المعادي للهجرة وللعمل الأوروبي الموحد ، منحى سياسي جديد في أوروبا والعالم لم تشهده ربما منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945. فالشعبوية في صعود متواصل في الغرب، وهناك إجماع لدى المراقبين، بأن صعود زعامات سياسية يمينة الى السلطة في العالم ابرزها الرئيس الأميركي ترامب، قد انعش اليمين المتطرف كثيرا.الأحزاب اليمينة والشعبوية حققت مكاسب سياسية هامة في العقد الأول والثاني من القرن الواحد والعشرين، وشاركت في حكومات وصارت ممثلة في برلمانات بلدانها  وحصلت على تمثيل واسع لم تشهده من قبل في اكبر برلمانا العالم، برلمان الاتحاد الأوروبي.ادارة ترامب لم تكن بعيدة عما يجري من حراك في أوروبا ماقبل وخلال الانتخابات الاوروبية مايو 2019، التقارير كشفت بإن بانون، مستشار ترامب السابق، يعتبر المفكر ومهندس التيارات الشعبوية في أوروبا، وهو يراهن الى إحداث “زلزال” في نتائج الانتخابات تكون لصالح احزاب اليمين المتطرف  الانتخابات الاوروبية . إذا كان ترامب وبوتين يلعبان دور العراب لليمين القومي المتطرف الذي يريد إنهاء الاتحاد الأوروبي لصالح فكرة أوروبا الأمم، ذلك إن الاتحاد الحالي لا يثير ارتياح واشنطن وموسكو وبكين.على سبيل المثال فقط في ايطاليا الذي يمثل برلمانها اكثر من 50% من المقاعد تمكنه من حصول مايقارب 36 مقعدا في البرلمان الاوروبي، اما الاحزاب اليمينة في فرنسا التي تحصل على 22% من المقاعد في البرلمان الفرنسي، بولونيا هي الاخرى حصل اليمين المتطرف في برلمانها اكثر من 25% وهكذا.. الأرقام وحدها تقول بان اليمين المتطرف حصد عدد جيد من المقاعد في البرلمان الاوروبي.الانتخابات الأوروبية، برلمان الأتحاد الاوروبي،  يوم 23 مايو 2019، أظهرت تصاعد مد اليميني المتطرف في أنحاء القارة العجوز وتمدد غير مسبوق للتيار المشكك في جدوى الوحدة الأوروبية والاتحاد الأوروبي ذاته.

أستراليا في مواجهة اليمين المتطرف

يجب الإشاره بانه هنا في استراليا توجد مفوضيه مكافحه العنصريه على المستوى الفدرالي وعلى مستىوى كل الولايات، فإذا تعرض أي مواطن للعنصرية يمكن رفع قضيه في المفوضيه ويحصل على حقوقه في المحاكم العليا ، وتقدم له التعويضات اللازمه وإحقاق حقه وكرامته .أستراليا بلد الجميع بلد التعايش المشترك بثقافاته و دياناته ، الكل له حقوق وعليه واجبات ، والكل سواسيه تحت مظله القانون . اثار العنصريه خطير جداً و التعاطي الغير المتوازن يولد العنف

الخلاصة

ما يحصل في العالم من تصاعد موجات اليمين المتطرف والتيارات الشعبوية، لم يكن بعيدا عن عوامل خارجية أيضا ساهمت بعضها في شكل مباشر في تغذية اليمين المتطرف وحتى تنظيم صفوفه دوليا. الاتهامات لم تكن بعيدة من الرئيس الاميركي ترامب، وبعض مستشارية في البيت الأبيض والتي وجهت له الاتهامات كثيرا من قبل زعماء أوروبا.وإن مخاطر اليمين المتطرف  دوليا لاتقل اهمية عن إرهاب الجماعت الاسلاموية المتطرفة، بل تتعداها، كون اليمين المتطرف، نجح في الحصول على “الشرعية” من خلال العمل السياسي، بالتوازي مع العمل السري المنظم.مايجب العمل عليه، ان تعيد الاحزاب التقليدية، برامج عملها ووسائل وساليبها، ومنح الشباب فرص جديدة في قيادة هذه الاحزاب السياسية العريقة، يمنح الاحزاب السياسية التقليدية فرصة الى التجدد. يبقى العمل على محاربة الدعاية المتطرفة عبر الانترنيت ومواجهة الاسلامفوبيا، واحدة من المهام التي تنهض بها الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني، الى جانب ابناء الجاليات ومجالسها، من أجل تعزيز التعايش السلمي داخل المجتمع الواحد.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post هل ستصبح تركيا والصين صديقتيْن؟
Next post المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب ـ اليوروبول في مواجهة الإرهاب والتطرف