عوامل تنامي مخاطر اليمين المتطرف في هولندا

Read Time:5 Minute, 51 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ وجّه اليمين المتطرف في هولندا ضربة كبيرة لرئيس الوزراء الهولندي “مارك روته” بعد أن أصبحوا أكبر حزب في مجلس الشيوخ بتحقيقهم نتيجة مساوية له ، إثر انتخابات جرت غداة الهجوم الدموي على ترامواي في “أوتريخ” وفقا لـ”العرب اللندنية” في 22 مارس 2019. وتسعى الأحزاب اليمينية المتطرفة في هولندا إلى  حظر الهجرة وتقليص عدد اللاجئين  في وإغلاق المساجد . وتتغذى الجماعات اليمنية المتطرفة على التطرف الإسلاموى ،  حيث تقوم تلك الجماعات  بحشد المظاهرات وتضخيم الأخبار بعد كل عملية إرهابية لخلق فجوات داخل المجتمع الهولندى وتحفيق مكاسب سياسية.

قائمة المنظمات اليمينية والتيارات الشعبوية

حركة “اليمين يقاوم”  : حركة يمينية متطرفة و تبنت اعتداءات  عنصرية على مدخل وجدران مسجد “أبو بكر الصديق” في مدينة “ألميرا” الهولندية وتضمنت عبارات مسيئة للإسلام  وفقا لـ”القدس العربي” فى 17 سبتمبر 2019.

حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب  “بيغيدا : نظمت مظاهرة مناهضة للمسلمين أمام أحد المساجد في مدينة أنسخديه الهولندية. وعرضت الحركة أمام المسجد الذي يمثل المغاربة معظم مرتاديه فيلماً مناهضاً للإسلام، وردد المتظاهرون هتافات منددة بالدين الإسلامي وفقا لـ”الشرق الأوسط” في 26 مارس 2019. وتُعرَف هذه الحركة بجرأتها في الاستفزاز وعدم مبالاتها بالنتائج، و تنظيم حفلات أمام المساجد بقصد الإساءة لشعائر المسلمين أو حمل لافتات مسيئة لهم.

حزب الحرية : يقوده “غيرت وايلدرز” و يعد الهجرة والإسلام هما الموضوعان الرئيسيان بالنسبة إلى حزب الحرية الذي يمثل مواقف يمينية شعبوية في أوروبا، إذ يطالب بتقليص تأثير الاتحاد الأوروبي وتفعيل دور الأوطان الأوروبية. وسعى حزب الحرية أيضا إلى إلغاء البرلمان الأوروبي وكذلك المفوضية الأوروبية. والتعاون الأوروبي يجب أن يسير عبر الدول الأعضاء، ولا يطالب الحزب بخروج واضح من اليورو. ويتطلع حزب الحرية إلى تنظيم استفتاء شعبي حول بقاء هولندا كعضو في الاتحاد الأوروبي أم لا ، وفقا لـ”DW” في 16 يناير 2019 .

حزب منتدى من أجل الديمقراطية : زعيمه “تييري بوديه” انتقد حكومة روته واتهمها بتبني سياسات هجرة ساذجة ، و أكد  إن حكومات متعاقبة لـ” مارك روته” رئيس وزراء هولندا شرّعت أبواب حدودنا وأدخلت مئات آلاف الأشخاص بثقافات مختلفة تماماً عن ثقافتنا. وكان بوديه قد دعا في السابق إلى خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي، لكن عاد عن الفكرة وسط تصاعد الفوضى المحيطة بخروج بريطانيا من الاتحاد وحل حزب “منتدى الديمقراطية” الشعبوي بقيادة تييري بوديه المشكك بجدوى الاتحاد الأوروبي ثانيا في انتخابات مجلس الشيوخ التي تجري على مستوى المقاطعات.

جماعة “فوربوست” : قامت بتوزيع منشورات  لافتات تتضمن دعوى للكراهية ضد الإسلام، بالقرب من أحد المساجد في مدينه ايده في وسط هولندا .نشرت الحركة أيضاً عبر صفحتها في وسائل الإعلام الاجتماعي، عبارة تحض على الكراهية، أبرزها “أوقفوا الإرهاب الإسلامي” و”أوقفوا الأسلمة” وفقا لـ”الشرق الأوسط” فى 26 نوفمبر 2018 .

حركة “إد فيرزيت” : كشفت وكالة أنباء الأناضول في عددها الصادر 20 يناير 2018 أن حركة “إد فيرزيت” اليمينية المتطرفة ، قد اعتدت على مسجد “أمير سلطان”  في العاصمة الهولندية “أمستردام”، عبر تعليق لافتة كُتِبَ عليها عبارات عنصرية ناتجة عن ظاهرة الإسلاموفوبيا

مخاطر اليمين المتطرف فى هولندا واستهدافه المساجد

علّقت مجموعة يمينية متطرفة وفقا لـ”يورونيوز” فى 17 سبتمبر 2019 لافتاتٍ حملت عبارات مناهضة للإسلام، على مسجد “أبو بكر الصديق” في مدينة “ألميرا” الهولندية التي يعيش فيها الآلاف من المواطنين المتحدرين من أصول مغاربية وسورية.وفي تغريدة حملت عنوان: “أغلقوا هذا المسجد” نشرتها الحركة “اليمين يقاوم” المتطرفة على حسابها في “تويتر”، أعلنت الحركة المتطرفة تبنيها للاعتداء، مرفقة التغريدة بصور ليافطات علّقها عناصر الحركة على مدخل وجدران المسجد وتضمنت عبارات مسيئة للإسلام كـ”لا للمساجد”، و”أوقفوا الإسلام وأوقفوا استغلال الأطفال”.

مخاوف من تهديد اليمين المتطرف

تقول ” إينيكي فان دير فالك ” الباحثة في جامعة ليدن الهولندية وفقا لـ” القدس العربى” فى 9 يونيو 2019  أن الأعمال العدائية العنصرية  التي تتعرض لها المساجد تزايدت في الأعوام الأخيرة. واعتبرت أن المجتمع المسلم في هولندا “أصبحت لديه هواجس بسبب هذه الأعمال العدوانية التي تقع بمعدل (25 ) مرة في العام”. وتابعت: “خلال الـ20 عاما الأخيرة، أطلقت إجراءات قانونية (27)  مرة بسبب حرق المساجد خلال الاعتداءات، مع أن محاولات الحرق تصل أكثر من ضعفي هذا العدد، ورغم ذلك تم اتخاذ إجراءات قانونية محدودة للغاية.

مخاطر اليمين المتطرف فى هولندا واللاجئين

تحول حراك حركة “بيغيدا” من خلال حراكها العنصري إلى صِدام مباشر مع اللاجئين والمسلمين  ـ حيث  يمثل تحدي كبير، خارج عن قدرة أجهزة أمن واستخبارات هولنداـ . وكان آخرها تنظيم حركة “بيغيدا”  فعالية مستفزة في مدينة آيندهوفن الهولندية تحولت إلى مواجهة بين أنصارها ومصلين غاضبين من هذه التصرفات وتم  توقيف 5 أشخاص على خلفية الحادث وفقا لـ”الجزيرة”  فى 3 يوليو 2019.

استغلال اليمين المتطرف فى هولندا وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الكراهية

أعلنت مؤسسة الإذاعة الهولندية فى 31 يناير 2019 أن شركة “تويتر”، جمّدت حساب السياسي اليميني الهولندي المتطرف خيرت فليدرز، بسبب “تحريضه على الكراهية”.وفي خبرها، ذكرت المؤسسة المعروفة اختصارا باسم “إن.أو.إس”، أن “توتير جمّدت حساب فليدرز مؤقتا، بسبب منشور له على حسابه حول هجرة المسلمين، وحزب “الديمقراطيون 66” (مشارك بالائتلاف الحكومي الهولندي).وكانت  إدارة “تويتر” قد حذّرت فليدرز، من إقدامه على اتباع “سلوك يحرّض على الكراهية”؟

تقارير استخباراتية عن اليمين المتطرف فى هولندا

ذكر ” AIVD” جهاز المخابرات والأمن العام الهولندي فى 3 أكتوبر عام 2018   أنّ التيار اليميني، القائم على القومية المتطرفة، والذي من أفكاره الأساسية كراهية العناصر الأجنبية والثقافات الأخرى يكتسب مكانة في هولندا ويزداد انتشاراً، وأن هذا التيار يتكلّم بشكل متزايد عن تشجيع وتمجيد العنف ضد المسلمين على وجه الخصوص، كما يلجأ هذا التيّار إلى العنف الجسدي. وترى المخابرات الهولندية أن التيار اليميني يصبّ تركيزه الرئيسي على الأفكار المعادية للإسلام .  ورصدت المخابرات أيضاً أنّ استخدام اللغة بين المتطرفين اليمينيين يزداد عنفاً ويظهرون إعجاباً كبيراً بالأسلحة. وحذّرت في بيانها أنه على الرغم من كون هذه المجموعة لا تلجأ سريعاً إلى العنف، إلا أن خطر قيام الأفراد أو المجموعات الصغيرة بذلك أكبر من الماضي.

الخلاصة

يزداد تأثير الشعبويين داخل المجتمع الهولندى  لاسيما وأنهم بارعون في استخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة خصوصاً مواقع التواصل الإجتماعى . وتركز التيارات الشعبوية فى هولندا على موضوعات اللاجئين والهجرة والتطرف الإسلاموى لاستقطاب الشباب والمتعاطفين . فبات من المقلق أن  يزيد ذلك من قوة الشعبويين ،و إثارة اليمين المتطرف مزيدا من التحريض وتزرع بذور الكراهية بين مختلف أتباع الديانات .  كذلك تزايد حالة التشدد والانسداد الذي يعيشه المجتمع الهولندي.

وتدرك الأجهزة الأمنية الهولندية مخاطر اليمين المتطرف والذي لايقل خطورة عن التنظيمات الاسلاموية المتطرفة. حيث تثير خطابات  اليمين المتطرف التى تحض على الكرهية  بالفعل مخاوف المسلمين في البلاد رغم مبادرات التضامن معهم كتلك التي نظمت في مسجد في “أمستردام” وشارك فيها أيضاً هولنديون من أصول غير مسلمة. مما قد يؤدى إلى تصاعد حدة النقاش الموجود ليصل الأمر أحياناً إلى معارك ومشادات بين أنصار اليمين المتطرف وأنصار التطرف الإسلاموى  داخل المجتمع الهولندى فهذه الجماعات تستفيد من كونها مهددة من قبل الطرف الآخر  .

 التوصيات

لذلك ينبغى على السلطات الهولندية سن قوانين وتشريعات لمجابهة خطابات الكراهية. و أن تتعامل بأسلوب أكثر صرامة مع أنصار اليمين المتطرف.وحل المشاكل السياسية التي تسببت في تصاعد الحركات اليمينية المتطرفة في الانتخابات البرلمانية .مراقبة  نشاطات اليمين المتطرف  الدعائية والإعلامية على شبكة الانترنت بشكل كبير  ومنع جذب الشباب بشكل غير مباشر إلى نهجه العدائي للأجانب. وضع برامج وقائية  حول كيفية تحسين وتطوير العمل في مجال مواجهة أفكار ونشاطات التطرف اليميني.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post ترامب يهدد أوروبا بالجهاديين
Next post حروب الطائرات المسيرة بدون طيار في الشرق الأوسط