معاداة الثورات الشعبيه التحاق فعلي بالامبريالية

Read Time:4 Minute, 12 Second

عدلي محمد احمد

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_هل اخطأ معظم الاشتراكيين عندما منحوا تأييدهم لإيران وأحزابها العربية ضد امريكا والصهاينة, اطلاقا , اذن مالجديد؟
هو بروز وسيادة الموقف الطبقي المعادي للجماهير الشعبيه التي فاض بها حتى منهم فصرخت بثوراتها وانتفاضاتها, التي سرعان ما طاردت الميليشيات المواليه لطهران ثوارها وحرقت خيام معتصميها وأخذت في الخطف والقتل والتعذيب كل مذهب , سواء في العراق او في لبنان وان يكن الامر اهون قليلا , نظرا لحكمة الشعب الذي يدرك ان حربه مع الصهاينه ما زالت قائمه.لقد القي هذا العداء الصارم للجماهير وتحركاتها الثوريه علي الفور بأضوائه علي حدود وطبيعة الحرب ضد “الشيطان الأكبر , التي ظهر للكافه انها لم تكن منذ البدايه الا مسلكا اضطراريا لاحتواء وخداع ثوره بوزن ثورة 79 الشعبيه, التي كان غضبها الاكثر حده متوجها ضد عمالة شاه ايران للامبرياليه , وللدرجه التي تسمح بالانفراد بالسلطه والتأسيس لدولة الآيات الخومينيه القميه الرجعيه.استمرار هذا المسلك الاضطراري لا اساس طبقي جذري له بالمره, خصوصا وانه جري في لحظة سيادة العولمه واليبراليه الجديده اوساط الرأسماليه العالميه , في مواجهة شطحات انظمة رأسماليات الدوله عموما بما فيها اوروبا الشرقيه, فاستمراره لم يكن الا مسلكا قهريا في مواجهة الغضب الامريكي الذي تزايد في مواجهة لغوصه في عقر داره النفطي, وعندما اصطدم العناد الايراني بحدة الموقف الامريكي الصهيوني الخليجي بعد ام المعارك, تصورت السلطة الخومينيه ان يكون البرنامج النووي والصاروخي مخرجا يمكن ان يردع العداء الامريكي ويقوي من ثقة الجماهير التي كانت قد اخذت في الفلفصه مع معاناتها الاقتصادية المتزايده , ومعاناة اقسام حيويه منها كالنساء والشباب من الممارسات الرجعيه الدينيه الخانقة فما كان محسوما تماما لدي السلطة الايرانيه ان التراجع عن المغازله الوطنيه للجماهير سيفتح عليها ابواب جهنم, فالعداء للشيطان الاكبر صار بمثابة المصدر الرئيسي لأي شرعيه او قبول جماهيري, وخصوصا وان هذا المسلك الاستراتيجي كان قد اخذ في مراكمة طبقه حاكمه مسيطرة كأحد اهم مكونات الحلف الطبقي المالك تتمحور حول الرئاسة وقادة الحرس والجيش والبيروقراطيه الوظيفيه, طبقه تزايدت ثرواتها وشركاتها واحتكارها المافياوي للقطاعات الاقتصادية الحيوية في الاقتصاد الايراني , طبقه صارت مصالحها وغنائمها وامتيازاتها وثيقة الصله بهذه ألاستراتيجيه “الشيطانيه”.
لم تكن لدي معظم الاشتراكيين الذين ايدوا الموقف الايراني من امريكا والصهاينة اي اوهام حول طبيعته الطبقية كموقف لسلطه رجعيه دينيه نهبت الثوره وتحاول ان تجد في مواجهتها للصهيوامريكيه مصدرا مستمرا لحشد الشعب حول سياساتها وإضعاف اي امكانيه لانفضاضه من حولها بسبب من طبيعتها الطبقيه الاستغلالية الفعليه او بسبب رجعيتها الايديولوجيه كسلطة ثيوقراطيه.
وفي ظل ما بلوره التراث الاشتراكي العالمي من خبرات ازاء هذا النوع من المواقف الوطنيه الملتبسة في مواجهة الاستعمار الكولونيالي, يكون الاستعداد الفعلي للمواجهة مع الامبرياليه هو الفيصل, شرط ان يكون لدي الاشتراكي كل الحرية في الانتقاد, وشرط ان ألا يعلو اي صوت معادي للجماهير علي صوت المعركة.
كانت هذه الشروط متحققة الي حد معقول في الموقف الايراني واشتقاقاته المؤثره كالحوثيين وحزب الله , اضافة الي ان هذا الموقف جاء وتنامي في لحظه من تدهور حركة التحرر الوطني ,ومن انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان يدعمها, وجاء بالأخص في ظل انعكاس هذا التدهور على القضية الفلسطينيه , التي شكلت محور اساسي من محاور المناهضه الايرانية للامبريالية , خصوصا مع اضافة حزب الله المتميزة في الدفع بمقاومة احتلال الصهاينة للجنوب الي مستوي مقاومه لبنانيه داعمه بصوره دائمة لما تبقي من نضال فلسطيني واصلت حماس والجهاد والجبهة الشعبيه الخ في اعقاب خيانة القياده الرسميه لمنظمة التحرير الفلسطينيه لقضية شعبها والانخراط في مشروع التسوية مع الصهاينة وصولا لرمة رام الله.كان تأييد الاشتراكيين هنا لما عرف بمحور المقاومه بعد ان انخرط الايرانيين ومعهم حزب الله والحشد الشعبي في العراق في مواجهة دواعش الامبريالية ,موقفا سليما.
وحده انفجار الثورات العربية , ما دفع بالآثار المتنحية للطبيعة الطبقيه الرأسماليه للنظام الايراني الي صدارة المشهد , حيث ادارالنظام بنادقه للخلف موجها ميليشياته لقتل الثوار وحرق خيام ثوراتهم وإرهاب جماهيرهم , بحده وقحه تجاهلت تماما ان هذه الجماهير وهؤلاء الثوار هم الذين شكلوا قوام المشهد الجماهيري السياسي ضد الامبريالية والصهيونية ودواعشهم, كان الامر على هذا النحو واكثر في العراق الجاره التي يمكن لحرائقها الثوريه ان تشجع غضب الجماهير الشعبيه الايرانيه وهو ما حدث بالفعل وقمعه بهستيريا, وحتما سيتجدد والعراق التي يصعب عليه تصور ان تتحول سلطتها السياسيه الي اي شيء آخر بعيد عن الترتيبه اللصوصيه المحاصصيه الطائفيه الحاكمه التي تمكن من تلابيبها تحت الحراسه الامريكيه المنافسه التي تفرض عليه عقوبات مجحفه شكل العراق ونهبه ترياقها.في لبنان لم يختلف الامر جوهريا رغم انه لم يصل بعد ولكنه حتما سيصل للحاله الزاعقه العراقيه.
ومن هنا فان الموقف الاشتراكي الداعم والمناصر ل “محور المقاومة صار بلشفية قديمه! فمعاداة الثورات الشعبيه لا تقل عن التحاق فعلي بالامبريالية ودعم للصهيونيه , انها بداية نهاية اي مقاومه لأعداء شعوبنا التاريخيين, انها انفضاح لجوهر وحدود وطبيعة المقاومه الايرانية للامبريالية الامريكية والصهاينة , التي ستتحول الي مشاكسة (الشيطان الاكبر) الذي سيتحول تدريجيا الي الاخ الكبر!فلا مناص امام كل اشتراكي وكل وطني من فضح هذه العدوانيه التي عكست اتجاه البنادق من جهة ومن جهة اخري اضعفت توجيه الصواريخ الي قلب العدو من اول صفقة كما شاهد العالم في هجوم عين الاسد واجبنا الآن وفورا هو التصدي ودعوة الثوار في العراق ولبنان للتصدي للبلطجه الميليشياويه في ميادين وساحات الثورتين, وفضح الموقف الايراني الذي يعتبر – وسنري ذلك قريبا جدا لدرجه مذهله – ضربة البداية لتوقف اي مقاومه , خصوصا ان اشتدت سواعد الثورتين, وعلي الاخص في العراق التي يعتبر شعار: ايران بره بره ..بغداد حره حره , من اول شعاراتها وأكثرها ذيوعا, والذي عرف طريقه للاندماج مع امريكا بره بره في المليونية المنصرمة.

الحوار المتمدن

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post الاستفادة القصوى من مؤتمر برلين حول ليبيا
Next post السياسة الأمريكية والإيرانية إزاء العراق لعقد من الزمن سترسم معالم 2020