للمحتفلين بذكرى حدث فبراير في ليبيا

Read Time:4 Minute, 1 Second

محمد علي المبروك خلف الله 

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_إن تحتفل بحدث ولا نتيجة صاعدة لهذا الحدث إلا نتيجة هابطة تتهاوى فيها بلاد ويتهاوى فيها شعبا بكامله .. إن تحتفل بحدث ينقل شعبا وينقل وطنا من بعض الأفضل إلى كل الأسوأ فإن الأمر غير سوي وغير طبيعي وهو شذوذ عقلي ونفسي .  الحدث ليس بذاته بل بنتيجته ، أن ينفجر حدث فبراير في ليبيا ويعقب هذا الانفجار انفجارات مدمرة للحياة في ليبيا فإن الاحتفال بهذا الحدث هو خروج عن العقل فيتحول شعبا كاملا إلى قطعان متراصة أمام المصارف تستجدى أموالها التى طالها الإهدار والنهب والعبث ويتحول شعبا بكامله إلى محروم من أبسط الحقوق الإنسانية الممنوحة في أظلم البلدان كالعلاج وجواز السفر ومن كافة الحقوق الإدارية ومحروما من الخدمات الحضارية كخدمات الكهرباء وخدمات النظافة والخدمات الأمنية وخدمات المرور وغيرها من الخدمات وتهدر وتنهب أموال عامة  بصور غير مسبوقة دون رادع وهى أموال ملك لليبيين الحاضرين وللأجيال اللاحقة وأن تسود فيه عصابات دينية وإجرامية وسياسية لاهم لها إلا نهش ثروات هذا الشعب وأن تتسيد فيه جماعات من اللصوص تحت اسم مجلس نواب ومجلس دولة وحكومة مؤقتة ومجلس رئاسي ولا إنجاز لها إلا تخصيص الأموال وإهدارها والعيش عالة على الشعب الليبي دون أداء على الأرض الليبية إلا أداء عكسي انهياري وأن تطفح على سطحه قذورات سلوكية متكررة لاتجد صدع أو ردع ابرزها ظاهرة خطف الأطفال والنسوة والسطو وقطع الطريق وأن يحدث فيه مالم يحدث في تاريخ ليبيا من قتل بالجملة لأبناء الشعب الليبي وسفك هادر للدماء الليبية إلى حد فقدان إعداد هائلة من أجيال شبابية في حروب متعاقبة خسيسة غاب فيها العقل وحضر فيها الحقد والانتقام المتغلغلان في نفوس أمراء وساسة الحروب وأن يتحول شعبا موحدا إلى شعبا مقسما إلى أعراق ومناطق ومقسما حتى في ديانته يتنطع بين تيارات وتنظيمات دينية ومذاهب وأن تصبح ليبيا من أدنى وأهون وأضعف البلدان في العالم رغم إمكانياتها فلاحرمة لأراضيها ولا حرمة لأموالها ولا حرمة لأهلها .  أيها السادة كل من قاد حدث فبراير في ليبيا إعلاميا أو حركيا أو سياسيا أو عسكريا أراد للشعب الليبي أن يتورط في هذا البؤس وإلا ماذا يعني لكم حصدهم ونهبهم لأموالكم وثرواتكم وعيش أغلبهم في خارج ليبيا ينعمون بما حصدوا ونهبوا وترونهم وتسمعون أخبارهم وهم يقيمون في الفنادق والقصور ويشترون العقارات والأسهم وتتضخم حساباتهم المصرفية من أموالكم وأموال أولادكم وبناتكم .. نعم أيها السادة أرادوكم أن تتورطوا في هذا البؤس الحياتي الذي ماعاد يُطاق وإلا ماذا يعني لكم وقد استطاعوا تغيير نظام له من العمر أربعة عقود ولايستطيعون تغيير بؤس استحكم في حياة الشعب الليبي ويتفرجون عليكم ويشاهدون ويسمعون والبؤس مستمر سنة تلو سنة .. لأنهم أرادوه لكم وأرادوا لهم ثروات بلادكم . ماذا بلغ للشعب الليبي من حدث فبراير ؟ .. بلغ بؤسا وتعاسة ، ماذا بلغ لليبيا من حدث فبراير ؟ .. فوضى وانهيار وفشل وضعف ، وماذا بلغ من حدث فبراير للساسة وأمراء الحروب ورؤساء العصابات المسلحة ؟ .. بلغ ثروات وبلغ مزايا وصعود لطبقة فاسدة مفسدة تعتاش بكتيرياً على أموال الشعب الليبي المستباحة .  *((الاحتفال بفبراير هو رقص على الدم المسفوح. وابتسام  على الأسى الذي يلوح. المحتفل بفبراير هو ظلا راقص منعكس من موقد نار يميده هب النسيم  فينعكس كالأشباح المتراقصة على الوجوه التى اربدت بملامح الهم والغم، هو يطبل على صدور الليبيين التى فاضت حمما ملتهبة تكاد تخرج من حلوقهم من معيشة هى العبودية بذاتها وهو يزمر لإسماع مسدودة بالصراخ والنواح بما يحدث من قتل وخطف وسجن وكوارث وبلايا وهو يهتف لذكرى ماضية على صرخات أطفال وفتيات ونساء وشباب ورجال وشيوخ  يستغيثون يستنجدون احاطوهم في محيط من التعاسة ولا أحد يبالي بهم، الاحتفال بفبراير هو احتفال بذكرى حدث  كان بعدها أحداث وأحداث من المعاناة والبؤس والتعاسة عاشها تفصيلا الشعب الليبي في خبزه الذي لايستطيع تحصيله وفي جيبه الفارغ وفي إضاءة بيته التى تنقطع وفي علبة الدواء المحروم منها وفي كسوته المرقعة وفي طفله المعرض للخطف وفي بيته الذي قد يهجر منه وفي قهره النفسي وهو ينظر عاجزا مقهورا إلى نهب وسلب أمواله وبلاده ، هل يوجد رجل وطني يحتفل ووطنه يتبخر وشعبه يتضاءل؟، هل يوجد إنسان قويم يحتفل  في جمع أهله يبكون ويقيمون المآتم  وجلساتهم جلسات الأحزان ووطنهم أسيرا للجريمة ولكل ذميمة ؟)) .ليحتفل بفبراير اللصوص الذين ضربوا لهم نصيبا وافرا من أموال الليبيين وليحتفل المجرمين الذين سادوا على الشعب الليبي كقادة وعناصر في أجهزة الأمن والعسكر العصابي ولتحتفل حثالات ليبيا الذين نصبوهم مدراء وسفراء ونواب ووزراء والأجدر حيثما لا صواب ولا عقل بالشعب الليبي أن يجعل من ذكرى فبراير كذكرى مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند الشيعة يضربون ظهورهم بالسلاسل ويلطمون صدورهم ويجرحون رؤوسهم لأن مايحدث في ليبيا بعد هذا الحدث لايعقل ولايتصور ونعيشه تفصيلا أو ليكن الشعب الليبي على صوابه وليكن بعقله ورشده وليخرج على كل الأجسام البليدة القائمة في ليبيا شرقا وغربا وليرميها في مكبات القمامة ويمرغ أنوف ساسته في الوحل كما مرغوا أنوف الليبيين في أوحال البؤس والتعاسة .

___________________________________________________________

* مابين الأقواس جزء من مقال لي سابق عنوانه حكم الاحتفال بفبراير (2) نشر بتاريخ 15-2-2017 م . وسبق هذا المقال مقال عنوانه حكم الاحتفال بفبراير ( 1 ) ، يمكن الاطلاع عليهما من أرشيف ليبيا المستقبل أو من الموقع المنشور فيه المقال الحالي .

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post بلباو وغرناطة في نصف نهائي كأس ملك إسبانيا
Next post نفتالي بينت العائد من واشنطن