تركيا و تسويق أزمة ألمهاجرين ضد أوروبا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_التوغل العسكري التركي في شمال سوريا كان متوقع مثل كل مرة منذ عام 2011 ولحد الآن، و مواقف الدول الأوروبية و الاتحاد الأوروبي ، تتمحور في خفض التصعيد العسكري، وهذا مايعكس تراخي سياسة دول أوروبا تجاه سياسات اردوغان.وهذا ماجاء على لسان المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، بقوله : يجب العثور على طرق “وهذه الطرق يمكن إيجادها فقط عبر التفاوض، من استعادة الاستقرار”.طوال أربع سنوات عوّلت دول الاتحاد الأوروبي على تركيا كحارس لبوابتها في وجه اللاجئين والمهاجرين الآخرين. والآن ينفذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما كان يهدد به دوما. تركيا ترسل طالبي اللجوء والمهاجرين إلى حدودها مع الاتحاد الأوروبي، أي اليونان وبلغاريا. ومن أجل نزع فتيل أزمة اللجوء الجديدة التي تلوح في الأفق ومع تدفق آلاف اللاجئين على الحدود اليونانية وتهديد أردوغان بأن يصبح هؤلاء “ملايين”، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس “لا يمكننا أن نسمح بأن يتم إساءة استخدام اللاجئين لمصالح جيوسياسية.مع تفاقم الوضع على الحدود التركية اليونانية، وتهديدات الرئيس التركي بالسماح لملايين اللاجئين بالعبور، أكدت المستشارة ميركل وساسة ألمان أن ما حدث عام 2015 لن يتكرر، مطالبين بمساعدة تركيا والالتزام باتفاقية اللجوء معها.ورغم أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أشارا إلى أن أنقرة لم تعلن “رسمياً” عن تغيير موقفها بالنسبة للحدود، إلا أن هناك مخاوف من نقض أنقرة لاتفاقية اللاجئين التي وقعتها مع الاتحاد الأوروبي في 2016.وفي تطور جديد، وتغيير في الموقف الألماني، قال مشاركان في اجتماع للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الثالث من مارس 2020، مع زملائها المحافظين من أعضاء البرلمان، إنها أبلغتهم بتأييدها لإقامة مناطق آمنة في شمال سوريا حيث تواجه تركيا مع روسيا أزمة آخذة في التفاقم، هذه الخطوة، جاءت نتيجة تداعيات الهجرة على حدود اليونان وأوروبا، وهو مؤشر أن اردوغان قد نجح بكسب ألمانيا وفرنسا لإنشاء “المنطقة الآمنة” وهو ماترفضه روسيا.
الاتفاق التركي الأوروبي حول اللاجئين
عقدت اتفاقية أوروبية تركية حول اللاجئين في مارس 2016 وجاءت هذه الاتفاقية استجابة لظروف خاصة عايشتها أوروبا مع قدوم مئات الآلاف من المهاجرين ابتداء من العام 2015 الذين عبروا بحر إيجه محاولين الوصول إلى الجزر اليونانية بالرغم من مخاطر الغرق. وفقًا للاتفاقية الموقعة، يتم إرسال المهاجرين الذين عبروا الحدود صوب اليونان سريعًا إلى تركيا. وكان أحد الجوانب الرئيسية للاتفاقية هو ترتيب مبادلة للاجئين بين أوروبا وتركيا.وفي ظل التهديدات التركية المستمرة بفتح الحدود، يرى كريستيان براكل، خبير الهجرة أن “اتفاقية اللاجئين قد انتهت إذا نظر إليها المرء كما كانت مكتوبة بالضبط”، لكنه يشير إلى أن الطرفين يريدان الالتزام بها لأن كليهما يستفيدان منها، على حد قوله.قالت أنغيلا ميركل في مؤتمر صحفي يوم أمس 2 مارس 2020 في برلين إنه من “غير المقبول أن يعبر أردوغان وحكومته عن استيائهم على حساب اللاجئين، بدل التعاطي معنا كاتحاد أوروبي”. وأن الحل هو التفاوض مع تركيا “حتى نعود إلى الوضع الذي كنا عليه سابقًا، وخصوصًا أن تحترم أنقرة “التزاماتها بدعمنا حتى مع ازدياد العبء”، قبل أن تؤكد أن ألمانيا منفتحة على دعم بشكل ثنائي.
أوروبا تحذر من موجات هجرة جديدة
حذر المفوض الأوروبي للهجرة يوم أمس 02 مارس 2020تركيا من أن الاتحاد الأوروبي لن يخضع للابتزاز أو الترهيب وذلك بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه لم يعد يشعر بأنه ملزم باتفاق يمنع اللاجئين من التوجه لدول الاتحاد. وقال مرغريتيس سخيناس في برلين “كل مرة يتم فيها اختبار الاتحاد الأوروبي كما هو الآن، يجب الحفاظ على الوحدة” مشددا على أنه “لا يمكن لأحد أن يبتز أو يرهب الاتحاد الأوروبي”.أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يوم 28 فبراير2020 أن بلاده لن تتهاون مع أي “دخول غير شرعي” إلى أراضيها في وقت يتجمع مئات من طالبي اللجوء على الحدود مع تركيا. وقال ميتسوتاكيس في تغريدة “أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين تجمعت في مجموعات كبيرة على الحدود البرية التركية اليونانية وحاولت دخول البلاد بطريقة غير شرعية.
اليونان تغلق حدودها أمام المهاجرين
قال شهود إن الشرطة اليونانية أطلقت الغاز المسيل للدموع يوم الاول من مارس 2020 لتفريق لاجئين رشقوها بالحجارة محاولين شق طريقهم بالقوة عبر الحدود من تركيا وخلفهم آلاف آخرون بعد أن خففت أنقرة القيود عليهم.واستمرت الاشتباكات لليوم الثاني على التوالي عند المعبر الحدودي عند مدينة كاستانيي اليونانية حيث سعت الشرطة لدفع المهاجرين للعودة من حيث أتوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع.ويرى فادي حاكورة، خبير الشؤون التركية في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن، أن تركيا “تبتز” أوروبا وتهدف من خلال فتح الحدود إلى “جر أوروبا إلى مستنقع الحرب السورية”. ويضيف في حديث لـDWعربية: “تركيا تريد –من جهة- أن تحصل على تأييد أوروبي لعملياتها العسكرية في شمال سوريا وخصوصاً في إدلب، كما أنها تريد –من جهة أخرى- الحصول على مزيد من الأموال من أوروبا”.
تركيا وتسويق أزمة المهاجرين ضد أوروبا
استطاعت تركيا أن تستخدم ملف اللاجئين في تسويقها لهجومها العسكري في شمال سوريا، الأمر الذي أحرج دول أوروبا ، و جعلها مترددة في مواقفها بالشكل الذي لا يأثر كثيرا على القرارات التركية في إطار هجومها العسكري على تركيا. وبدون شك، باتت سياسات اردوغان معروفة، أن مايقوم به الآن بفتح الحدود باتجاه اليونان وبلغاريا، ضمن سياسة الابتزاز إلى دول أوروبا، في سبيل كسب مواقف دول أوروبا سياسيا والناتو عسكريا في دعم سياساته شمال سوريا ومنه إقامة منطقة “آمنة”ويهدف” أردوغان “أن إقامة منطقة آمنة بعمق( 32 ) كيلومترا في شمال شرق سوريا ومن وحهة نظره “ستسمح للاجئين السوريين في تركيا بالعودة لأرضهم وتسمح بالوفاء بكل احتياجاتهم من تعليم وصحة ومأوى”.وقدر أردوغان عدد من عادوا إلى المناطق الآمنة في سوريا بنحو( 350 ) ألف لاجئ سوري ،وفقا لـ ( (CNNفي 5 سبتمبر 2019.إن زيادة حدة التهديدات التركية بفتح الأبواب للاجئين للعبور إلى أوروبا، وبدء تنفيذ تلك التهديدات بالفعل، يجدد مخاوف القارة العجوز على اتفاقية اللاجئين. رغم التوغل التركي في شمال سوريا، ادلب، نهاية شهر فبراير 2020 وتداعياته المباشرة على دول أوروبا خاصة موضوع الهجرة والأمن، فان دول أوروبا وخاصة ألمانيا، تريد أن تحتفظ بعلاقة مع اردوغان، لكن يبدو إلى حد ما، رغم الانتقادات الموجهة لدول أوروبا.
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات
Average Rating