الكارثة والوباء

Read Time:1 Minute, 47 Second

الكارثة والوباء

إبراهيم عطا – كاتب فسلطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_خلال شهر و ربما شهرين أو أكثر سوف يستفيق العالم على هول الكارثة التي أحدثها انتشار وباء الكورونا “المعدل”، وستكون الصدمة أكبر بكثير من صدمة أعداد الضحايا التي قد تصل إلى مئات الآلاف وربما تتجاوزها… حيث أن الضحايا الناجمة عن الإصابة بهذا الفيروس مع الوفيات الأخرى قد تكون متساوية أو أقل من أعداد الوفيات المسجلة في أي سنة من السنوات الماضية أو القادمة، فعلى سبيل المثال تشير الإحصائيات إلى تسجيل ٥٦ مليون حالة وفاة في العالم خلال عام ٢٠١٧ من دون تدخل الفيروسات… أما الخسائر المادية لفيروس “التاج” الذي يجتاح الكون فهي التي ستكون كالصاعقة ومدمرة للكثير من الدول والحكومات والشركات وحتى الأفراد، فمنها من سيعلن إفلاسه على الفور ويطلب مساعدات عاجلة قد تصل إلى مشاريع إنقاذ اقتصادية شبيهة بمشروع مارشال المقدم لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ومنها من سيخفي الأمر لبعض الوقت كي لا يسقط اسمه وتتهاوى صورته… وقد نسمع عن تسونامي كوني من الانكماش والركود، وإفلاس لشركات ومصانع كبيرة واستقالات مفاجئة، وقد تصل بعض الحالات إلى حد الجنون أو الانتحار، وهذه ليست مجرد تنبؤات إنما هي نتيجة حتمية لاجتياح هذا الوباء الذي شل دولا وحكومات وقضى على التجارة في معظم القطاعات… فما زلنا الآن في مرحلة “الأرواح قبل الأرباح”، ولكن عندما تهدأ العاصفة ونخرج من مخابئنا وننظر حولنا سنجد أن اغلب الضحايا هم ممن تخطوا محنة الموت وبقوا على قيد الحياة وليسوا من بين الوفيات… وكما قلنا سابقا إذا أردنا أن نصل إلى الحقيقة ونعرف من يقف وراء هذه “الجريمة” علينا أن نبحث عن المستفيد الأول…وقد نجد أن المستفيد من الجولات الأولى هو شركات ومصانع الأقنعة والمطهرات والمعقمات وغيرها، والتي وان ركبت الموجة، ولكنها استفادت وأفادت، أما المستفيد الأكبر و الأخير فهو الذي سيظهر لنا في نهاية الأمر كالمنقذ النزيه من خلال تقديم القروض و”المساعدات” وربما “اللقاحات” لإنقاذ دولنا المنهكة بعد هذه المعركة… أعرف أن الصورة التي ارسمها سوداوية ومحبطة بعض الشيء، وان حياة الإنسان دائما فوق كل اعتبار، ولكن كما قلنا سابقا يجب أن نستعد للأسوأ، وان نتحلى بالصبر وبالمزيد من مشاعر الإنسانية والتضامن مع الأسرة ومع جهة العمل أو المدرسة ومع الوطن العزيز الذي وقف معنا في هذه الظروف العصيبة، والتي نتمنى للجميع أن يخرج منها بسلام…

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post الأنفلونزا ترافق الكورونا في هولندا
Next post الرقابة على الحدود بين بلجيكا وهولندا وفرنسا