هل استثمر “داعش” فيروس كورونا كسلاح بيولوجي ؟

Read Time:4 Minute, 52 Second

بقلم حازم سعيد

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_يعد الإرهاب البيولوجي هو الإطلاق المتعمد للفيروسات أو البكتيريا أو المواد السمية أو غيرها من العوامل الضارة الأخرى لتسبيب المرض أو الوفاة للبشر أو الحيوانات أو النباتات. وامتلأت صفحات داعش على الإنترنيت ومواقعه الإلكترونية، بنشر مواد تعليمية على تصنيع مواد سمية أو متفجرات،  والتحريض على استخدام هذا النوع من الإرهاب  في  أوروبا .

تحذيرات داعش لمقاتليه

دعا تنظيم “داعش” مقاتليه إلى تجنب المدن الأوروبية التي تعاني من تفشي الفيروس في الوقت الحالي، خوفا من إصابتهم بفيروس “كورونا”. ، وذلك من أجل الحفاظ على أرواحهم.وحث “داعش” عناصره على الابتعاد عن “أرض الوباء” لتقليل خطر التعرض للمرض القاتل الذي وصفه بـ”الطاعون” وفقا لـ”روسيا اليوم ” فى 15 مارس 2020.حذر تقرير لجامعة كامبريدج من أنه يمكن بناء أسلحة بيولوجية تستهدف الأفراد على أساس عرقي، بناء على الحمض النووي الخاص بهم، وفقا لما ذكرت صحيفة “التلغراف” البريطانية وفقا لـ”سكاى نيوز عربية” في 13 أغسطس 2019. وفي تقرير جديد دعا خبراء وعلماء أصحاب القرار إلى “حماية مواطنيهم” والبدء في الاستعداد لظهور أوبئة مدمرة استنادا إلى الهندسة الحيوية أو برمجة أجهزة بأنظمة ذكاء صناعي قد يتم فقدان السيطرة عليها.

داعش يستعين بعلماء متخصصين

كشف تقرير لـ”الحرة” فى 13 سبتمبر 2019  أن ” أبرار الكبيسي” من “أبرز الباحثين البيولوجيين المشاركين في برنامج الأسلحة الكيماوية لتنظيم داعش” . كانت تشارك في “برنامج تنظيم داعش لتصنيع وتدريب عناصر خاصة في هيئة التطوير والتصنيع بالتنظيم على تحضير وانتاج واستخدام الاسلحة الكيمياوية في البلاد وخارجها”.وبحلول أواخر عام 2016 نفذ تنظيم داعش هجمات احتوت على مواد كيماوية، بما في ذلك الخردل والكلور والكبريت، (52) مرة على الأقل في سوريا والعراق، وفقا لتحقيق نشره مرصد الصراع التابع لمركز أبحاث (آي إتش أس) ومقره لندن.أكَّدت صحيفة “واشنطن بوست” فى 22 يناير 2019، أن العالم العراقي “سليمان العفاري”، وافق على التعاون مع تنظيم “داعش” فى مجال تصنيع الأسلحة الكيميائية.ويقول “العفارى””إنَّ داعش طلب منه المساعدة في تحضير سلاح كيميائي، وأنه وافق على العرض وأشرف على إنتاج داعش لغاز الخردل “. واستطرد قائلاً: “كان مقاتلو التنظيم يطلبون معدات وحاويات وأشياء يحتاجونها لتصنيع الأسلحة الكيميائية، ومنها الحصول على فولاذ مقاوم للصدأ. وأنه عمل لدى التنظيم في قوام مجموعة من المختصين، قامت بتركيب وإنتاج سلاح كيميائي تم استخدامه ضد المدنيين والفصائل المسلحة مع الجيش الأميركي والتحالف الدولي خلال القتال في العراق وفي سوريا.

تحذيرات من استغلال التنظيمات المتطرفة للأسلحة البيولوجية

أبدى تنظيم “القاعدة” اهتماماً بتطوير الأسلحة البيولوجية واستخدامها وفقا لـ”اندبندنت عريبة” فى10 فبراير 2020، وشغّل مختبراً للجمرة الخبيثة في أفغانستان قبل أن تجتاحها القوات الأميركية عام 2002. وفي عام 2001، بُعثت رسائل محملة بالجمرة الخبيثة إلى العديد من السياسيين وغيرهم في الولايات المتحدة، حيث قتلت (5) أشخاص واحتُجز (22 ) آخرون في المستشفى، واضطرت الحكومة الأميركية لإخلاء مباني الكونغرس، والعديد من مقار شبكات التلفزيون، وتسبب هذا الحدث في إنفاق مليارات الدولارات في تكاليف إزالة التلوث والتحقيق.أعلنت الاستخبارات الروسية في 19 يونيو 2019 وفقا لـ”روسيا اليوم ” أن الإرهاب الدولي يحاول الحصول على الأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية لاستخدامها في هجماته. وأضاف: “بالدرجة الأولى يخص ذلك محاولات الإرهابيين المستمرة للحصول على منفذ للدخول إلى المعلومات حول إنتاج وسائل الإصابة النووية والكيميائية والبيولوجية، واهتمامهم المرتفع بالمسائل الخاصة باحتمال استخدام العوامل البيولوجية المسببة للأمراض والمواد الكيميائية السامة، لأغراض إرهابية”.وكانت قد سلمت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سلمت مسلحي تنظيمي داعش و”أنصار التوحيد” ست عبوات تحوي غاز السارين وغاز الكلور.وفقا لـ”سبوتنيك” في 22 سبتمبر 2018. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية وفقا لـ”سكاي نيوز عربية” في 8 فبراير 2017 أن تنظيم داعش استخدم مختبرات جامعة الموصل شمالي العراق لإنتاج أسلحة كيماوية تحتوي على مادة الخردل. وانه من المتوقع  أن تنظيم داعش “قد يكون صنع بنفسه” غاز الخردل الذي استخدمه في العراق وسوريا.

مخططات بيولوجية في أوروبا

نجح الاتحاد الأوروبي في تفادي وقوع (16) عملية إرهابية خلال 2018؛ منها 3 هجمات كان من المفترض أن يتم استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية فيها، بحسب ما جاء في التقرير السنوي لـ”وكالة الشرطة الأوروبية “يوروبول” وفقا لـ”صحيفة “الشرق الأوسط” في 28 يونيو 2019. وقد حاكمت محكمة ألمانية إسلاميين متطرفين كانا يخططان لشن اعتداء بـ”قنبلة بيولوجية” في ألمانيا، في قضية غير مسبوقة في ألمانيا.واتهمت النيابة الألمانية لمكافحة الإرهاب التونسي “سيف الله هـ.” ، وصديقته الألمانية “ياسمين هـ.” ، بـ “صنع سلاح بيولوجي خطير عن سابق تصور وتصميم” بهدف “التحضير لعمل خطير يعرض الدولة لخطر عنيف”. وكان سيف الله هـ. حاول مرتين الوصول إلى سوريا عبر تركيا للالتحاق بمقاتلي تنظيم :داعش” وفقا لـ”مونت كارلو” فى 7 يونيو 2019 . وجد المحققون في شقته (84،3) ملغ من الريسين وحوالي (3300) من بذور الخروع التي تتيح صنع السم، وهذه المادة القاتلة هي الأقوى، بـ(6000) آلاف مرة من السيانيد، إذا تم تناولها أو استنشاقها أو حقنها

الخلاصة

إن دعوة تنظيم “داعش” بتجنب مقاتليه المدن الأوروبية التي تعاني من تفشي الفيروس في الوقت الحالي، خوفا من إصابتهم بـ”كورونا” هو في محض الخيال، وأسلوبا لمرواغة الأجهزة الأمنية في أوروبا.  كيف لتنظيم يستخدم أنصاره في تنفيذ هجمات انتحارية، وفى نفس الوقت يخاف على مقاتليه من العدوى بالفيروس.

فليس من المستبعد أن يكون قد استثمر تنظيم  “داعش” فيروس كورونا . وأصدر أوامر لأنصاره بحمل الفيروس ونشره في بعض دول التكتل الأوروبي. خاصة وأن تلك النوع من الهجمات البيولوجية الإرهابية رخيصة الثمن ولايمكن تتبعها بسهولة وبعيدة عن أعين الأجهزة الأمنية.باتت التهديدات التي يطرحها الإرهاب البيولوجي للتنظيمات الإرهابية حقيقية. لاسيما أن التنظيمات المتطرفة كـ”داعش” وغيرها غير مقيدين بأي معاهدات دولية واتفاقيات بشأن الأسلحة البيولوجية. وأصبحت تلك التهديدات ملمومسة في بعض الدول الأوروبية يمكن أن يطلق عليه “قنبلة بيولوجية موقوتة” قد تهدد الأمن المجتمعي في أوروبا.تشيرالدلائل  إلى أن لدى تنظيم “داعش” المعلومات والتكنولوجيا بالإضافة إلى الخبرة اللازمة لتصنيع أسلحة كيماوية أو بيولوجية وتطويرها، من خلال الاستعانة بعلماء متخصصين في تلك المجالات، أو عن طريق البحث عن طريقة تصنيع الأسلحة على شبكة الإنترنيت.

 التوصيات

تعزيز التعاون على الصعيدين الدولي والإقليمي لاكتشاف كيفية حصول التنظيمات المتطرفة على  المواد البيولوجية والكيميائية والاتجار بها خاصة على  الشبكة العنكبوتية، وضع نظاما أمنيا لمواجهة الطوارئ ضد الإرهاب البيولوجي والكيميائي اتخاذ إجراءات وقائية ضد الهجمات البيولوجية.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post بعد عامٍ على باغوز، لم يُهزم تنظيم الدولة الإسلامية ولم يعاود الظهور (بعد)
Next post أهمية الوحدات البايلوجية و الكيميائية و النووية داخل أجهزة الاستخبارات