إختراع_نثيرة_الناثر

م. عبدالحكيم عامر الطويل

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_إن أفضل ما يمكن أن نمنحه من احترام لقصيدة النثر هو ألا نعتبرها قصيدة!

نتوقف عن إلحاق تسمية القصيدة بها!

ونتوقف عن استجداء صفة القصيدة لها!

فهي بحق نوع أدبي مستقل له خصوصياته التي تختلف عن القصيدة العمودية

مثلما هي الخاطرة والرسالة والخطبة … ألوان أدبية تتفرد كل منها بخصوصياتها

والحقيقة أظن أن أكثر ما ظلم قصيدة النثر هو أننا ألحقناها بالقصيدة

فهذا في تقديري هو السبب الخفي لرفض آباء القصيدة العمودية لها

فهي بهذه التسمية مُزاحم دخيل لنتاجهم الذي تعارفوا عليه قروناً بشكله العمودي

فربما لهم حق حينما لم يعتبروها قصيدة عمودية … فهي بالفعل بلا وزن ولا قافية عمودية

لكن خطأهم كان في تقليلهم من شأن ناظمها ورسالتها وهدفها أدبياً

بالذات تقليلهم المجحف من شأن ناظمها 

إذ على الرغم من أنني أجد لهم العذر في رأيهم أنه قد لا يستحق لقب شاعر .. كان عليهم أن يحترموه كأديب ينتج لون أدبي متعارف عليه في كل العالم

وإن كانت نشأته قد تقاطعت مع الشعر العمودي وشاعره، فهذا في تقديري خطأ المتلقي لا المنتج لهذا اللون من الأدب! 

كان عليهم أن يقولوا ببساطة إن ناظمها ليس بشاعر عمودي … بدل أن يتهموه بأنه ليس شاعر!

نعم هو ليس بشاعر عمودي، لكنه أديب متمكن في لون أدبي إنساني فاق شهرة العمودي وصار لديه مريدين في جميع حضارات ولغات العالم، 

فلماذا نجحف إبداعه مرتيْن! مرة حينما نلحقه بغيره ومرة حينما نحكم عليه بمعايير ليست له ولا تنطبق على نتاجه ولا هي من خصوصياته ولم يزعم أنها لها!

إنني أرى هذه الجدلية مشابهة لأحدهم يعيب على السيارة عدم اشتمالها على أجنحة كالطائرة! 

لكن السيارة سيارة والطائرة طائرة! فلا يعيب السيارة أن الطائرة تحلق بعيداً عنها في السماء بأسرع منها!

فإذا ما أردنا فك الاشتباك بين القصيدة العمودية والنثرية لنعط لكل ذي حق حقه.

لنترك تسمية “قصيدة” للقصيدة العمودية ولنعتبرها قصيدة وكفى لا عمودية ولا أفقية!!

ولنمنح القصيدة النثرية تسمية جديدة تفك ارتباطها بالقصيدة العمودية وتبعد عنها سوء الفهم الذي يصاحب ارتباطها بتسمية قصيدة 

فلتحسبوها براءة إختراع مني إذاً أٌعلن عنها للمرة الأولى هنا حتى ولو لم تعجبكم، أو حتى لو سخرتم مني بهذه التسمية التي أقترحها …

فطالما هناك خاطرة وهناك قصيدة …

فليكن اسم القصيدة النثرية الجديد المختصر : ” نثيرة “!

وليكن اسمها الكامل ” نصيصة نثيرة ” … على وزن ” نقيشة أثرية “

وليكن اسم منتجها “ناثر” لا شاعر مثلاً! 

فالاشتقاق على أي حال لا يعوز اللغة العربية ولا أدبها !

ولو كانت أداة أو آلة … لأوجدنا لها 5 مسميات جديدة لا مجرد واحدة .

الخلاصة: لنتشجع ولا نعتبر القصيدة النثرية قصيدة أصلاً ولا نُطلق عليها اسم قصيدة وإنما نتعامل معها كلون أدبي منفصل جديد اقترحت في المنشور تسمية جديدة له ولمنتجها، حتى نحكم على جمالياته بعيداً عن محددات وقيود القصيدة العمودية وعنصرية المتعصبين لها!

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post شكوى ضد ضابط إسرائيلي تم تعيينه ملحقا عسكريا إسرائيليا في بلجيكا
concept of buying house with sale and purchase agreement Next post الحصول على قرض عقاري بسهولة في هولندا مع بدء العام الجديد