الاتفاق الهش بين الغباش والصدمة

إبراهيم عطا – كاتب فلسطيني

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_أكثر من صديق سألني عن رأيي حول آخر تطورات الاحداث بالمنطقة ولا سيما الاتفاق الاخير بين المقاومة (حزب الله) والاحتلال (الكيان الصهيوني) برعاية امريكية فرنسية، بعد المجابهات المساندة للمقاومة في فلسطين والتي استمرت لاكثر  من عام واشتدت وتيرتها في الشهرين الاخيرين…*

*اعتقد ان التوصل لهذا الاتفاق الهش والذي ترك معظمنا بحالة من الغباش والصدمة وعدم الاتزان، شكل حاجة ملحة للجانبين المنهكين، وربما للطرف الصهيوني اكثر من المقاومة، خاصة بعد وعوده المتكررة باعادة مستوطني الشمال الى بيوتهم ومصانعهم ومزارعهم…*

*ولكن هل فعلا تمكن الصهاينة من تحييد جبهة الدعم والاسناد الاقوى والاهم لجبهة غزة، وفصلها عن جبهة المقاومة الباسلة والصامدة في القطاع لاكثر من سنة وشهرين؟، ربما  يكون ذلك صحيحا، ولكن بشكل مؤقت ليس فقط لان احتمال اندلاع المواجهات من جديد هو أمر قائم فعليا، ولكن، وهذا الاهم بالنسبة لي، بسبب ما تشكله صواريخ المقاومة من خوف وضغط على الكيان ومستوطنيه حتى لو لم تنطلق من منصاتها…*

*وهل فعلا انتهت تلك المجابهة بانتصار لحزب الله الجريح والمفجوع بفقدان اهم واعظم قادته وعلى رأسهم امينه العام؟، بالطبع هو انتصار وانتصار كبير بالرغم من أعداد الشهداء والدمار الكبير الذي لحق بالمدن والقرى اللبنانية، لان هذا الصمود أمام الآلة الحربية الأحدث والاشد فتكا والأكثر اسنادا من قبل قوى الشر الغربية وقوى الخيانة العربية هو بحد ذاته انتصار، وانتصار عظيم بالنسبة لتنظيم صغير…*

*عملية لملمة الجراح وترتيب الصفوف واعادة التأهيل لعشرات الالوف بعد الضربات الموجعة وشبه القاضية قد تأخذ وقتا طويلا، ولكن حزب الله باق وربما بنفس القوة وسوف يستعيد عافيته وإن وضعت حول صورته بعض الإطر الجديدة وفرضت على توجهاته الداخلية التزامات عديدة…*

*واذا كان الهدف الصهيوامريكي من الاتفاق هو ايجاد موطيء قدم لهم في الجنوب بحجة العمل على تطبيق بنود الاتفاق والمتابعة والمراقبة، فإن تجربة المارينز والقوات الفرنسية لا تزال طازجة وحاضرة في ذاكرة الغرب المتآمر مع الصهاينة…

وبرأيي أنا فان اصعب ما في اتفاق الهدنة هو الشعور اللاارادي لدى البعض بان غزة تركت وحدها، خاصة أن الصهاينة سيستغلون هذه الهدنة/الفصل المؤقت لتوجيه ضربات موجعة لبقية الجبهات، وقد بدأت فعلا بسوريا من خلال تحريك داعش وأخواتها وبنات عماتها، وبدعم امريكي تركي، وبنفس الوقت فان الصهاينة يحضرون لضربة مميتة للجبهة العراقية على ان تتولى الدول الغربية جبهة اليمن من خلال تكثيف الضربات الجوية…*

*قد ينجح العدو الصهيوني بمساعدة الغرب ودول عربية واسلامية في فصل او أشغال بعض جبهات المساندة، الا ان جبهة غزة والمقاومة في عموم فلسطين فلن تهدأ او تتوقف الا من خلال تحقيق طموحات شعبنا وأهداف طوفان الاقصى…*

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post روبوتات الدردشة ومخاوف الذكاء الاصطناعي
Next post موسم سوق عيد الميلاد المفتوح في بلجيكا