تحديات قانونية تواجه كاميرات الذكاء الاصطناعي
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة، أصبحت الكاميرات المجهزة بالذكاء الاصطناعي واحدة من أبرز الابتكارات المستخدمة في مختلف القطاعات.
ولكن مع هذه الخطوة التقنية، ظهرت تحديات قانونية معقدة تفرض قيودًا صارمة على استخدامها. فمنذ دخول اللائحة الأوروبية الجديدة AI ACT حيز التنفيذ في الأول من أغسطس 2024، باتت الأنظمة الذكية تحت رقابة قانونية مكثفة.
تداخل بين اللائحة العامة لحماية البيانات وقانون الكاميرات
تمثل صورة الشخص “بيانات شخصية” وفقًا للائحة العامة لحماية البيانات (GDPR)، مما يعني أن استخدام الكاميرات الذكية يجب أن يحترم هذا الإطار القانوني لحماية خصوصية الأفراد. وأوضحت أوريلي ويتيرينككس، المتحدثة باسم هيئة حماية البيانات في بلجيكا، أن أي تصوير لشخص محدد أو يمكن التعرف عليه يتطلب الامتثال الكامل للائحة GDPR.
وعلى الصعيد المحلي، ينظم قانون الكاميرات البلجيكي استخدام كاميرات المراقبة لأغراض الأمن والكشف عن الجرائم. وأكدت ويتيرينككس أن الالتزام بهذا القانون أمر ضروري عند استخدام الكاميرات الذكية لتعقب الأنشطة غير القانونية أو لحماية الممتلكات.
اللائحة الأوروبية الجديدة AI ACT
تضفي اللائحة الأوروبية AI ACT، التي سيتم تطبيقها تدريجيًا، طبقة إضافية من التنظيم على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. يحظر القانون استخدام أنظمة التعرف على الوجه في الوقت الفعلي في الأماكن العامة، خاصة لأغراض إنفاذ القانون، باستثناءات محدودة.
في هذا السياق، أُجريت اختبارات على الكاميرات البيومترية في مطار بروكسل وبعض المطارات الفرنسية، حيث تستخدم القياسات الحيوية للتعرف على الأفراد استنادًا إلى خصائصهم الفسيولوجية مثل بصمات الأصابع وقزحية العين والوجه وحتى أنماط المشي.
قرارات محلية تحت الرقابة القانونية
تتيح الإطار القانوني للسلطات المحلية والإقليمية والفدرالية حرية استخدام الكاميرات المجهزة بالذكاء الاصطناعي شريطة احترام القوانين المعمول بها. وأكدت ماجالي سميتس، المتحدثة باسم FPS الداخلية، أن الجهات العامة هي الوحيدة المخولة بوضع هذه الكاميرات في الأماكن العامة المفتوحة.
آفاق وتحديات المستقبل
رغم الفوائد المحتملة التي تقدمها الكاميرات الذكية في تعزيز الأمن وتحسين الخدمات العامة، تظل المزالق القانونية عائقًا أمام الانتشار الواسع لهذه التقنية. فهل يمكن للتشريعات أن توازن بين الابتكار واحترام الخصوصية؟
وكالات